06:21 pm 24/03/2024
| رأي
| 747
مروه عطيه تكتب...رجال ونساء نزل فيهم قرآن : الوليد بن المغيرة(11)
قال تعالى:
"ذَرۡنِي وَمَنۡ خَلَقۡتُ وَحِيدٗا (11) وَجَعَلۡتُ لَهُۥ مَالٗا مَّمۡدُودٗا (12) وَبَنِينَ شُهُودٗا (13) وَمَهَّدتُّ لَهُۥ تَمۡهِيدٗا (14) ثُمَّ يَطۡمَعُ أَنۡ أَزِيدَ (15) كَلَّآۖ إِنَّهُۥ كَانَ لِأٓيَٰتِنَا عَنِيدٗا (16) سَأُرۡهِقُهُۥ صَعُودًا (17) إِنَّهُۥ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) فَقُتِلَ كَيۡفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيۡفَ قَدَّرَ (20) ثُمَّ نَظَرَ (21) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (22) ثُمَّ أَدۡبَرَ وَٱسۡتَكۡبَرَ (23) فَقَالَ إِنۡ هَٰذَآ إِلَّا سِحۡرٞ يُؤۡثَرُ (24) إِنۡ هَٰذَآ إِلَّا قَوۡلُ ٱلۡبَشَرِ (25) سَأُصۡلِيهِ سَقَرَ (26)"
-سورة المدثر- الآيات ٢٦:١١
هو الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم كان يقال له العدل، وسمى أوحد العرب وأُطلق عليه ريحانة قريش وهو أحد قضاة العرب فى الجاهلية، ومن زعماء قريش فى دار الندوة، ومن زنادقتها الذين حملوا لواء الكيد والتعذيب ضد اتباع الدعوة الإسلامية.
تناوله القرآن فى أكثر من موضع... من ذلك فى سورة القلم... قال تعالى: "وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَّشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11) مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) عُتُلٍّ بَعْدَ ذَٰلِكَ زَنِيمٍ (13) أَن كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ (14)" وفيه وفى أصحابه نزل قوله تعالى فى سورة فصلت "ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَهُم بِٱلۡأٓخِرَةِ هُمۡ كَٰفِرُونَ (7)" وقيل فى سبب نزولها أنه كان ينادى فى أيام الحج: ألا من أراد الحيس وهو طعام من لبن فليأت الوليد بن المغيرة... وكان ينفق فى الحجة الواحدة عشرين ألفا وأكثر ولا يعطى المسكين درهما... ومع ذلك يصفه المؤرخين بأنه كان رزينا هداه عقله إلى بعض الحق، ومنها أنه عرف أن الخمر لاتليق بالرجل الوقور فحرمها على نفسه وعلى أبنائه فى الجاهلية... وكان يعرف للبيت الحرام قدسيته... فكان يكسو الكعبة وحده عاما وتكسوها قريش كلها عاما آخر... ومن هنا جاء لقب العدل لانه كان يعدل قريش.
هذه بعض ملامح الوليد قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولقد أعطاه الله سبحانه وتعالى مالا كثيرا وبنين قيل عشرة وقيل اثنى عشر ومنهم خالد بن الوليد... ولهذا كله كان عنده صلف وكبرياء وكان مبذرا يتلف ماله للرياء والمفاخرة وكان ينهى أن توقد نارا غير ناره فى منى لإطعام الحجيج... ومع كل هذا الاسراف الشديد والانفاق والبذخ الذى لم يكن لله ولا الخير كان يقرض ماله بالربا، وكان مشهورا عنه ذلك بين قبائل العرب وكم شهدت مكة وفودا حرارة تريد الوليد بن المغيرة لتقترض منه، ومات وله على قبائل العرب ديون تحسب بالآلاف.
وعندما سمع الوليد بدعوة الاسلام التى جاء بها محمد وتتابع الوحى على يتيم مكة... فانتفخت اوداجه كبرا وصلفا وأخذته العزة بالإثم وزعم أنه أحق الناس بالنبوة.
ويقال أنهم لما اجتمعوا فى دار الندوة ليجمعوا رأيهم على قول يقولونه فى محمد صلى الله عليه وسلم قبل أن تقدم عليهم وفود العرب للحج ليصدوهم عن النبى ودعوته... وكان صلى الله عليه وسلم يتعرض لوفود الحجيج ليعرض عليهم دعوة الإسلام فأرادوا أن يتفقوا على أمر يقنع جميع العرب ويصدهم عن دعوة محمد.
فقال قائلون: نقول إنه شاعر... وقال آخرون: بل هو ساحر... وقال قسم ثالث: بل هو كاهن... ورد قسم رابع: بل نقول إنه مجنون... كل هذا والوليد يفكر ويدير فيما يقوله فيه... ففكر وقد ونظر وعبس وبسر فقال: يا اهل قريش... إنكم ذوو الحساب ... وذوو احلام، وإنكم تزعمون أن محمدا مجنون... وهل رايتموه يجن قط؟... قالوا: اللهم لا... تزعمون أنه كاهن... وهل رأيتموه يتكهن قط؟... قالوا: اللهم لا... قال: تزعمون أنه شاعر... هل رايتموه ينطق بشعر قط؟... قالوا: لا... قال: فتزعمون أنه كذاب فهل جربتم عليه شيئا من الكذب... قالوا: لا... قالت قريش للوليد: فما هو؟... قال ماهو إلا ساحر وأما ما يقوله فسحر.