05:48 pm 20/03/2024
| رأي
| 1059
التنمر آفة أستشرت فى مجتمعاتنا سواء على أرض الواقع أو التنمر الالكترونى وكلاهما سام يوهن المجتمع ويفت من قوته وتماسكه والتنمر بداية سخرية واستهزاء وتقليل من الإنسان سواء بسخرية من كيانه الجسدى أو أفكاره أو مشاعره.
خلقنا الله وأحسن خلقتنا فسبحانه وتعالي جل عظمته خلق من يشاء ذكرا ومن يشاء أنثى وخلقنا على أختلاف تفاصيل صورنا فمنا الطويل ومنا القصير والابيض والأسود و خلق الأصم والأبكم والسليم والعليل و من أنفه طويلة واخر أنفه صغيرة وغير ذلك ولله فى خلقه شئون وخلق منا من يتلعثم لسانه ومنا الفصيح وهناك من يستوعب سريعا وآخر فهمه بطئ وهناك من خلقه الله فاقد الأهلية كالمجنون وهناك من مشاعره قويه وآخرون يتأثرون من نظره رقيقي القلوب وهناك غليظى القلوب تفاوت كبير بين البشر و هناك من ولد وتعرض لحادث أو غيره ففقد جزء أو عضو من جسده أو شوه و غيره أصيب بمرض نفسي فأصيب بأكتئاب أو انفصام الشخصية وغير ذلك ولا يملك أحد من ذلك شئ فكلنا مصاب ومعرض للمصائب والإبتلاءات وكلها اقدار الله لحكمة لا يعلمها الا الله سبحانه وتعالى فيجب علينا أن نتقبل الأخر بكل ما فيه مما سبق ذكره ولا يجب علينا أن نعيب فيه شئ فإن عبنا فقد عبنا خلق الله فهو من خلقنا وسوانا فإن رأينا فى أحد صورة غير ما نحن عليها فلنحمد الله الذى عافانا مما ابتلى به غيرنا ولا نؤذى غيرنا بنظره او كلمه او إشارة أو تصرف فنصيبه فى نفسه ولن نتحمل تبعات ذلك فى الدنيا و لا فى الآخرة فحساب الله عسير وحق العباد عظيم عند الله .
تعامل مع الآخر وكأنه إبنك أو اخيك أتحب أن ترى فيه مكروه أو يسخر منه الآخرون ويتنمرون عليه
علموا ابنائكم الفرق بين الدعابة والمرح وبين السخرية والاستهزاء والتنمر .
كم من انسان قتل معنويا ودمرت طاقاته وحطمت طموحاته بنظره أو كلمه أو تصرف فى شئ ليس له دخل به فهو لم يخلق نفسه بطوله أو لونه أو ...
ومن تكون أنت حتى تسخر من صنعه مولاك وخالقك أيها العبد الضعيف .
دعموا ابنائكم وازرعوا فيهم الثقة بالنفس فإن ذلك من الإيمان ولنتذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال " المسلم من سلم المسلمين من لسانه ويده "
و نجد فى كل الرسالات السماوية الحث على الخير والمحبة والسلام والنهي عن المنكر والفحشاء والفطرة الإنسانية السليمة التي فطرنا الله عليها تهدينا لذلك .
احذروا الوقوع فى براثن التنمر الإلكترونى على مواقع التواصل الإجتماعي من السخرية والاستهزاء بنشر مقاطع الفيديو والتصريحات والتعليقات المهينة والمؤذية .
سلام على من يمشون بين الناس بسلام غير ضارين ولا مؤذين .