الكاتب : سقراط |
01:22 pm 20/03/2024
| رأي
| 1871
عندما تنبت زهرة في الصحراء تقف متأملاً كيف لهذه الصحراء الموحشة ان تنبت مثل هذه الحياة و الجمال . علمتنا الحياة أيضاً ان الزهور وهي تخرج من باطن الصخور هي من تجعلها تستمر . وهكذا هو حال بعض شركاتنا الجميلة في حياتنا العملية . ظروف و طبيعة عملنا قاسية موحشه و اذا لم نكن علي قدرها فلن نستطيع معها ان نكمل ونعيش .صورة تجريدية عناصرها ، اجواء قاسية ، ماكينات هادره ، ابار ومعدات لا تتوقف ، حديد واخشاب لا تلين، بحار وصحاري لا ترحم . هذه هي صورة هذا القطاع العامر . يراه الكثيرين جاف ، صلب قلبه لا يسع الرحمة وربما يكون معهم بعض الحق ، ولكن الرحمة المنشودة تكمن في ان تكون مستعداً لكل عناصر وجوده علي مدار الساعة فكل مفرداته تعمل بقوة واذا غضبت فتلك والله هي القاضية .
————-
وسط كل هذا الجو الساخن المشحون تطل شركة (صان مصر) بسواعد قوية تمسح عرق الجهد وتؤمن القوم من غول تلك الاجهزة والمعدات . اتخذت من مفهوم الصيانة السامي أسماً لها . اعتبرته السلاح الناجع الذي تدافع به عن هؤلاء الذين يخوضون عباب البحار و يجوسون في دروب الصحاري وراء عملهم المضني . امنت بأن الصيانة هي ترياق الحياة في مثل هذه الاجواء . نحن شعب لا نقدر مفهوم الصيانة واهميته منذ القدم . كنا الي عهد قريب لا نعترف بالصيانة الا بعد وقوع الكارثه . كم من المصاعد في بيوتنا تهاوت وتناثر من بداخلها الي اشلاء نتيجه اهمال صيانتها . كم من حوادث السيارات والقطارات اخذت من ارواح الضحايا الكثير نتيجه اهمال اعتبارات الصيانه بكافة انواعها . ثقافتنا كانت تعتبر بأن المعدة او الجهاز يعمل الي مالا نهاية حيث لا شعور له ولا احساس وهنا تكمن الكارثة . —————
اخذت شركتنا علي عاتقها تغيير هذه الثقافة وكان اشقاؤها في قطاع البترول هم اولي الناس بها . اتجهت اليهم بعقل مفتوح وبمنطق الاخ الصديق توضح لهم هدفها السامي الذي قامت عليه وتحافظ عليه كعنوان لها (الصيانة درع واق) وان ما تقوم عليه الشركة هو الحفاظ عليهم وعلي ارواحهم أولاً ثم ادوات ومعدات عملهم . الفكرة جديدة قابلها الجميع بقلوب وعقول مفتوحه فلم نتعود مثل ذلك من قبل . بدأت هذه الشركة مشوارها الطويل بعد ان غرست جذور الثقة والاحترام في عملها في المجتمع البترولي . بادلتهم العلم والخبرة والنصيحة . فتحت ابوابها لكل سائل ولم تبخل بأي استشارة او نصيحة . لم تطلب المقابل قط فقد كان يكفيها غرس ثقافة الصيانة فيهم و تحقيق امانهم وسير اعمالهم في سلام . قام عليها قادك من هؤلاء الذين لهم باع وخبره كبيره عملوا علي تطويرها وزياده عددها وعدتها وعلمها فالجميع ينتظرها عند كل مشكلة او عائق . كان هناك في اول الطريق المبدع هاني ضاحي والراحل العظيم صادق حفظي و ابناء القطاع المخضرمين محمد شيمي ومحمد عبد الحافظ و وجيه الجيشي و صلاح اسماعيل واشرف بهاء وانتهاء بالمهندس العبقري النشيط خالد ابراهيم واحد من جيل الحداثة التكنولوجية . ——————
كانوا اجيال من عظماء المهنه اعطوا الكثير وسلموا رايه الشركه عاليه مرفرفة في سماء الوطن . رجال قاموا علي هذا الوليد الفريد الي ان شب عوده واصبح شاباً واسع الخطي يتلهف مسرعاً الي عتبات الايام ليصل الي كل جديد في مجاله . اصبحت الشركه مؤسسة متكاملة ، اعتمدت التخصص الدقيق في مجالات علم الصيانه الواسع . كان عليها ان تتجه الي الحديث ثم الحديث فالتطور سريع الخطي و قطاره يصل الي محطات المستقبل الواحده تلو الاخري . كانت علي العهد ان تقدم لأشقائها كل جديد ، تزيح عنهم ما خفي من اخطار كل مستحدث وتغرس شعور الاطمئنان في قلوبهم . ذهبت بقيادتها الحالية وقد تم اختيارها بعناية لتواكب تطور هذه الشركة الي مسافات ابعد و دخلت مجالات التصنيع المتميز للمعدات وقطع الغيار وقامت علي المشاريع الكبري علي اساس قوي من فنيات وتقنيات حديثة بعد ان اوسعت نفسها وشبابها والعاملين فيها علماً و دراسة حصلت فيه علي اعلي شهادات الثقة الدولية وطورت ما تستخدمه من اجهزه وبرمجيات فائقة التقدم لا تترك فيه للصدفة مجالاً .
————-
هكذا اصبحت المؤتمنة علي مصالح الاشقاء و علي عهدها مع العاملين في الحفاظ عليهم وعلي مصالحهم ما استطاعت .
خرجت بخبرتها الي عوالم اخري في منطقتنا العربيه فكان لها شأن واسم كبير . وهذا هو حال من اتخذ العلم والدراسة طريقاً وسبيلاً ليكون سلاحاً في سوق منافسة شرسة .
———-
تحية لهذه الشركة اليانعة التي بثت فينا الاطمئنان بعد خوف . جعلت من حياة ابنائنا في حقول البترول المترامية والواقفين علي المعدات الهادرة اكثر امناً وأمانا. حافظت علي مقدرات شركات القطاع و منشآته و معداته بكل ثقه ومازالت علي العهد معهم . تحيه لجميع قياداتها السابقه التي حافظت علي تلك الزهره يانعه ذات عبق لا يفني في صحراء العمل القاسية وتحيه الي قيادتها الحالية وهي ترفع علم هذه الشركه عالياً بالعلم والتكنولوجيا . تحيه لجميع العاملين فيها الذين اثبتوا انهم بالعمل والجهد كانوا عند حسن الظن بهم واصبحوا اصدقاء للجميع قبل ان يكونوا زملاء . يهبون لنجده اي سائل او حائر فكانوا بحق عوناً وسنداً . تقديرنا وشكرنا علي ماتقومون به جهد وسمو هدفكم في هذا القطاع الهام.
والسلام ،،
#سقراط