05:10 pm 16/03/2024
| رأي
| 814
قال تعالى:
"يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ ۖ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ"
سورة التحريم-الآية ١
هى سرية الرسول وأم ابراهيم بن محمد قرة عين أبيه وفلذة كبده والريحان التى ملأت حياته شذى وعطر وهدية المقوقس إلى محمد صلى الله عليه وسلم... تقول عنها أم المؤمنين عائشة: ماغرت من أمراة قط كما غرت من مارية.
ولدت فى صعيد مصر وترعرعت على الثرى الخصيب والخير الوفير وفتحت عيونها على مياه النيل، وهى تنساب إلى الشمال فى سهولة ويسر.
إن أوثق المصادر التى بين أيدينا تسجل عقد الهدنة بين النبى صلى الله عليه وسلم وقريش ثم عودته إلى يثرب وما كاد يستقر به المقام حتى أرسل الصحابى حاطب بن أبى بلتعة برسالة إلى المقوقس عظيم القبط فى مصر... فرد عليه بكتاب ضمنه من أدب الخطاب وحسن التعبير والتعظيم للنبى وبعث معه كسوة وبغلة وجاريتين وهما مارية وسيرين وغلام اسود وكوكبة من الفرسان تؤمنه حتى الحدود.
وتذكر الروايات أن حاطب عرض عليهما الاسلام فى الطريق فأسلمتا... ولما وصلت انزلها رسول الله فى العالية وكان يختلف إليها هناك وضرب عليها الحجاب وكان يطأها بملك اليمين فلما حبلت وضعت هناك ابراهيم فكانت الوحيدة التى أنجبت للرسول صلى الله عليه وسلم بعد السيدة خديجة والذى ملأ حياتهما سعادة لم تكتمل فقد مرض ابراهيم وتوفى والذى قال فيه النبى: بديا ابراهيم لولا أنه أمر حق ووعد صدق وأن آخرنا سيلحق بأولنا، لحزنا عليك حزنا هو أشد من هذا وإنا بك يا ابراهيم لمحزونون.
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم قد أصاب مارية فى بيت حفصة بنت عمر وفى نوبتها.
فقالت: يا نبى الله أفى يومى وفى دارى وعلى فراشى
فقال: ألا ترضين أن تحرمها فلا اقربها؟
قالت: بلى. فحرمها
فقال: فوالله لا اقربها... وقال: لا تذكرة ذلك لأحد... فذكرته لعائشة فاظهره الله عليه... وانزل هذه الآيات وفيها يعاتب الله عز وجل رسوله عتابا لطيفا رقيقا على تحريم ما أحل الله له... وفرض له تحلة اليمين.
المصادر:
-تفسير الطبرى
-تفسير بن كثير