مجرد رأي..كرنفال ينقصه هؤلاء

عدة دقائق كانت فاصله بين وقت و وقت بين وتيرة اخري بين نوم واستيقاظ بين تعامل واخر . عجيب امر هذه الدنيا . احتفال صغير استغرقها  وقت عرض مشروع بناء  مدينه راس الحكمه مع  صندوق الاستثمار الاماراتي . بعدها اصبحت البلاد في كرنفال غريب من الحديث والاحداث . الارض  هناك مازالت صحراء جرداء ولكنها في لمحه من الزمن اصبحت مدينة حديثه لها من المستقبل مالايمكن ان ندركه كله الأن . خيال الناس وطموحهم بناها في لحظات بل وتعاملوا معها كما لو كانت موجوده وتدر عليهم من الاموال . انهارت سوق المضاربه في نفس تلك اللحظات وخسر الكثير من البسطاء اصحاب الطمع الاعمي الكثير من اموالهم في مضارباتهم في العمله والذهب و نالوا  ما يستحقون جزاء وفاقاً  . انبري الاعلام في التهليل والتكبير لهذا المشروع الفذ الذي لم تظهر حتي الأن تفاصيله كامله ونسو او تناسوا مشروع العاصمه الاداريه الذي اري انه كان اكثر اهميه واعمق استراتيجيه وله ابعاد سياسيه و توجهات قوميه اعمق من اي مشروع سياحي او ترفيهي . انهارت البورصه بأكثر من ١٥٠ مليار جنيه في اول لحظاتها بعد الاعلان عن هذا المشروع بعد ان فرت الاموال هاربه الي احدي الشركات العقاريه الني ستشارك في المشروع ، البنوك تتخارج من كثير من مشاريعها حتي تجد السيوله اللازمه لدخول معترك هذا المشروع و تمويل الاستثمار فيه . صندوق النقد الدولي اصبح كالحمل الوديع بعد ان كان وحشاً كاسراً قبل تلك اللحظات ، السعوديه تغير مسار تفكيرها وتسعي الينا طلباً لاستثمار مماثل وربما تلحقها قطر  . كرنفال كبير الجميع فيه يصدحون ويرقصون والبعض فيه آيضاً يلطمون . المتفرجون علي المقاعد كثيرون لا يدرون ماذا يدور علي خشبه المسرح وما الذي حدث ؟ الارض مازالت كماهي ولكن كل شئ تغير في لحظات . لا تسألني اذا كان هذا شيئاً ممتعاً مثيراً للأمل ام انه من احد عاداتنا المعروفه عندما نصعد كالموج الثائر في عنان التطلعات ثم ننتهي اعمالنا كالجدول الرقيق علي شاطئ الواقع .  هو كرنفال بكل ما تعنيه الكلمه . 
————-
يبدو  مثل الفرح بعد طول انتظار او هو كما يقال طوق النجاه لسباح كان يلاطم امواج الغرق المحقق ولا يصدق انه نجا . ليس هذا عهدنا بمصر ولا شعبها فنحن نعمل منذ الاف السنين ونرضي دائماً بالقليل . الكثير اصبح طموحه تحقيق الملايين والمليارات بعد ان كان الستر والصحه هم اغلي الامنيات . الجميع متأهب لعهد او قل زمن جديد تصبح الحياه فيه مثل دول الخليج المترفه . لم نري  مثال تلك التصرفات ولا هذا التدافع عندما حفر ديلسبس قناه السويس ولا عندما اسس طلعت باشا حرب بنك مصر العظيم وشركاته الجباره التي لا تحصي . كانت مشاريع قوميه كبري  بل اكثر قوه وجرأه من مشاريعنا الحاليه ولم نري مثل هذه الكرنفالات ولا هذه الاحداث المتدافعة . واذا كان هذا الكرنفال فد استدعي كل من له هوي وتطلع فهناك الكثير الذي كنا ننتظر وجوده في هذا الكرنفال لتكتمل الصوره . لم تظهر الصوره المنكسره لأثمان الدجاجه وزجاجه الزيت وكيس الارز وقطعه اللحم واحلام الغلابه الاخري . لم تظهر في الصوره اسعار قطع الغيار ومواد البناء ومدخلات الصناعه كل هؤلاء وغيرهم لم يكن لهم مكان في هذا الكرنفال العجيب علي الرغم من انتظار معظم المشاهدين لهم . انخفض هذا وانهار ذلك بينما توارت اسعار تلك الاحتياجات علي ما وصلت له وكانها تحيط نفسها بسياج من فولاذ يمنع عنها اي حدث . تطلعات الغلابه لمثل تلك المشاريع لا تزيد عن ما تتمناه لمستوي معيشتها المتواضع والمشروع . 

لا يهم الكثير المضاربات ولا المليارات ولا يهتمون بموانئ او مطارات ولا يعنيهم يخوت او عمارات . كل مايهمهم ان يجدوا عملاً و أن ينتهي يومهم بوجبة ترضيه وتجعله بنام قرير العين . تجاهل هذا الشعور والانجراف الاعلامي العشوائي نحو انجازات تطاول عنان السماء بينما يظل المشاهدين من الجمهور ينتظرون الابطال الحقيقين للظهور ولا يجد لهم اثراً  حتي الأن فهذا يصيب الناس باللامبالاة تجاه مثل هذه المشروعات . الجميع في انتظار هبوط الاسعار كبطل الروايه الاول فهو مايهم جموع الناس رؤيته  . الايام القادمه حبلي بكثير من الاحداث والمتغيرات وستظهر وجوه جديده بتوجهات مختلفه واسلوب عمل مختلف . فالوقت لم يعد يسع لهؤلاء الذين فاتهم القطار و تاهو في زحام الذكريات القديمه . حياتنا اختلفت واصبح للمال صوته الوحيد الذي يعلو علي اي صوت اخر . اصبحنا نبحث عن الطريق السهل للحصول عليه . مهما كانت المتغيرات وتأثيرها علي مجري حياتنا فأن المتغيرات الجذرية في طريقه حياتنا  لن تحدث الا من الشعب نفسه و بمشاريع كبري  يقوم عليها في الصناعه والزراعه والتصدير تستوعب جهود الملايين من الكادحين والشباب ذو القوه التي علينا استغلالها في بناء الوطن. ولا مانع أبداً فأن يكون ذلك جنباً الي جنب مع الاستثمار الاجنبي في السياحه والترفيه . دعونا نري ما الذي سيحدث في الايام القادمه وهل مايحدث الان سيكون حقاً بداية جديدة؟ . والسلام ،، 

#سقراط