مروه عطيه تكتب : فى ذكرى تحويل القبلة
 

تاريخ الأقصى قرون من الاعتداءات والصمود 
عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجد الرسول والمسجد الأقصى"

سرى خطأ قديم بين المسلمين حين ظن الكثير منهم أن المبنى ذا القبة الذهبية وهو قبة الصخرة أنه المسجد الأقصى فأراد ٱخرون بحسن نية تصحيح المعلومة فاعلموا أن الجامع القبلي هو الأقصى المبارك وهذا ايضاخطأ كبير فالاقصى يشكل الأسوار وما بداخلها من ساحات ومدارس ومصليات وقباب واروقة... وحديثنا اليوم عن أهم ثلاث مبان
١- الجامع القبلى
وهو الجامع السقوف الذى تعلوه قبة رصاصيةويقع جنوبى الأقصى جهة القبلة ومن هنا جاءت تسميته بالقبلى. أما بالجامع فلانه المصلى الرئيس الذى يقف فيه الخطيب فى صلاة الجمعة اى المسجد الجامع ولا يزال حيث يقف الامام ويقع المنبر والمحراب الرئيسان. وكان عمر بن الخطاب اول من بنى فى موقع الجامعه القبلى فى الإسلام وذلك على حسب الرواية الشهيرة التى تذكر أن عمر عندما أراد بناء هذا المصلى سأل كعب الأحبار، اين ترى أن نجعل المصلى؟ فقال إلى الصخرة فتجتمع قبلنا موسى ومحمد فرفض عمر وقال ضاهين والله اليهودية يا كعب بل نجعل قبلته صدره كما جعل رسول الله قبلة مساجدنا صدورها... وكان بناؤه من الخشب وجدد ووسع فى عهد الامويين. وعندما احتل الصليبيون القدس قسموا الجامع إلى ثلاثة أقسام أحدها تحول إلى مكاتب والآخر تحول إلى مسكن لفرسان المعبد والقسم الثالث إلى كنيسة. حتى حرر صلاح الدين المدينة فأعاد ترميمه. وبعد سقوط القدس فى يد جيش الاحتلال تعرض الجامع لمئات الاعتداءات كان أسواقها الحريق الشهير عام ١٩٦٨ على يد الاسترالى مايكل روهان.
٢- المصلى المرواني: عندما احتل الصليبيون المسجد الأقصى المبارك قاموا بتحويل المصلى المرواني المرواني إلى اسطبلات للخيل وحفروا زوايا الأعمدة اربط خيولهم، وهو مايمكن مشاهدته فى أعمدة المصلى إلى اليوم واطلقوا عليه اسم اسطبلات سليمان نسبة لنبى الله سليمان وهى تسمية لا تصح ولا علاقة للنبى الكريم بها... وبعد التحرير الصلاحى للمدينة ظل يستخدم كمخزن وبقى الأمر على ماهو عليه حتى بعد الاحتلال الصهيونى للمدينة حتى نهايات عام ١٩٩٥ حين تسربت وثيقة سرية تدعو لتقسيم الأقصى وكان المقصود منها السيطرة على المصلى المرواني بالذات على اعتبار أنه أوسع منطقة مسقوفة فى الأقصى وفور ذلك تداعت عدة هيئات إسلامية فى فلسطين وقررت فتح المصلى المرواني للصلاة وفرض الأمر الواقع على سلطات الاحتلال. وبدأ العمل فى المشروع بشهر يوليو ١٩٩٦ وانتهى فى وقت قياسى وتبرعت مصر لفرشه بالسجاد وأعلن عن الافتتاح الرسمى فى رمضان الموافق نوفمبر ١٩٩٦ وكان هذا العمل من أجل أعمال الترميم فى التاريخ حماية له من اليهود وإن ظل يعانى من وجود مدخل واحد ضيق له حتى كشف الباحثون عن وجود بوابات قديمة معلقة ومطمورة تم فتح اثنان منها وتبليط ساحتها إلا أن هذا العمل لم يرق لسلطات الاحتلال وحاولت استفزاز المصلين ومنعت دخول مواد الترميم وكان هذا هو السبب المعلن للزيارة تلشؤومة لأريئل شارون إلى الأقصى يوم ٢٨/٩/٢٠٠٠ والتى أدت بدورها إلى مجزرة الأقصى الثالثة ومن ثم اندلاع انتفاضة الأقصى.
٣- قبة الصخرة المشرفة: إحدى أهم المعالم المعمارية الإسلامية فى العالم فهى تقدم بناء اسلامي بقى محافظا على شكله الهندسى الأصلى وعناصره المعمارية والزخرفية دون تغيير. كما أن العناصر المعمارية فى القبة وغناها الكبير لها رونقا لا يضاهى.

l
بنى هذه القبة عبد الملك بن مروان. والشكل العام لها مثمن... أما القبة الذهبية فتتكون من قبتين داخلية مصنوعة من الخشب وخارجية كانت مصنوعة من الرصاص ومكسوة بالذهب ثم تغير الكساء إلى ألواح من الرصاص حتى خمسينيات القرن الماضى عندما اعيد كساؤها بألواح الالمنيوم المذهب. وفى عام ١٩٩٥ تم تغطيتها بألواح من الخارصين المطلى طلاء كيميائيا بطبقة رقيقة جدا من الذهب الخالص، والمبنى من الخارج مغطى بالبلاط القاشانى الازرق بأمر من السلطان العثماني سليمان القانونى. وقد عانت قبة الصخرة أثناء الاحتلال الصليبي حيث قاموا بتحويلها إلى كنيسة وتحويل الصخرة إلى مذبح وخرقوها وصنعوا بها ثقبا لتصفية دماء القرابين. كما قطعوا الصخرة وكانوا يبيعون حجارتها بوزنها ذهبا حتى حاول بعض ملوكهم حمايتها فغطوها بالبلاط. حتى هيا الله القائد الجليل صلاح الدين يوسف بن أيوب لتحرير فلسطين. وبذلك تطهرت قبة الصخرة المشرفة ومحا صلاح الدين جميع بصماتهم من عليها.