مجرد رأي..عراب الإدارية والحركة الاخيرة 

انتابني شعور التفاؤل وانا اتابع خطوط الحركة  وتصميمها التي شملت عدد من مديري الشئون الادارية بشركات القطاع. انطباع مؤكد لا ريب فيه ان الخبرات التي يحفرها الكبار في اذهان من يخلفهم لازالت حالة قائمة و مستمرة . حاله بالتأكيد تعطي شعور الاطمئنان والسعاده بأن الاجيال تتعلم من بعضها وان الاحترام والتقدير لما قدمه الجيل السابق وما زرعه من خبره وتقنيه و حيادية الصالح العام  مازالت تجد أرضاً خصبه تزهو فيها وتترعرع .  

كان قد اصابنا الكثير من الالم والاحباط عندما نري نكران الزماله والعشره بل وربما الخبره عند الإحالة للتقاعد بين الزملاء علي الرغم من ان الجميع واصل الي تلك المحطه لا محاله.  ولكن عندما تجد انفاس وطريقة ابراهيم خطاب في هذه الحركه وطريقته المعهوده في احداث التوازنات وتحريك قطع الشطرنج في مكانها الصحيح لتصل الي الهدف المنشود فأن هذا  الشعور بالاحباط يتلاشي الي حد كبير . 

حركه التغييرات التي تمت بها الكثير من الجهد واذا اردت ان تعرف ابعادها فلابد لك ان تعرف مالا يقرأ منها كما قال المتنبي في ذلك لتعرف كيفيه اعدادها بهذا الشكل لتفضي بها الي مضمونها العام في تحقيق الصالح وهذا مبدأ منشود للجميع . 

الشئون الاداريه اداره مفصليه بالشركات لها الكثير من النشاط الذي يتفاعل يومياً مع العاملين ومشاكلهم ومطالبهم  وهذا مكمن اهميتها وخطوره من يتولي شئونها . كل شركه لها ظروف خاصه بها من حيث كثافة العماله ونوعها وطبيعة المنطقه التي يقع فيها نشاطها ونوعيه الشريك الاجنبي بها . كل هذه المتغيرات والعوامل يكون لها التأثير الاكبر علي تحديد معايير الاختيار. التعامل مع القوة البشرية في الوقت الحالي اصبح مجالاً في غاية الصعوبة والحساسية فقد تغيرت الحياة واصبحت اكثر انفتاحاً وتعقيداً وهنا تكون شخصية القيادة لها عامل كبير في نجاح هذه الادارة في اداء عملها بدون حدوث احتكاكات او  خلق حاله من التذمر والغضب بين العاملين . 

لذلك تجد ان الاسماء قد تم اختيارها بعناية بناء على هذا العامل تحديداً ومن واقع خبرة كل مرشح وتاريخه في عمله السابق . علي الرغم من مفاجأت تحرك بعض القيادات في هذه الحركة قليلة ولم تتعد حاله او اثنين ولكن الاختيارات التي تم ترتيبها و تنظيمها بعنايه بالغه كانت هي المفاجأة الاكبر لتظهر في هذا الشكل النهائي الموسع الذي لم نعهده من فترة طويلة. 

اجزم بأن طول الحركه هو استعراض قوة لخبره وتركيز القائمين عليها و في رسالة مضمونها ان الجميع تحت النظر والمتابعة وان الصوره واضحة تماماً عنهم و تعطي انطباع ايجابي  لقدرة الادارة الحالية التي خلفت الاستاذ خطاب بأنها تمسك زمام الامور في هذا المجال الحيوي من نشاط الشركات علي خير وجه . أيضاً تري في جميع الاختيارات تقريباً محاوله بث الهدوء في الشركات والابتعاد عن مناطق الخلاف السابقه و فيها تحركات ذكيه لغلق ملفات خلاف في بعض الشركات لتعود الحاله العامه من الاستقرار والشفافيه في ظل ظروف حالية لا تحتمل أبداً وجود ايه مشاكل او مناوشات علي السطح. لهذا فقد اعطت هذه الحركه درساً جيداً للجميع بأن اختياراتهم وتنقلاتهم لم تأت عشوائية وحملتهم مسئولية استمرار جهودهم والتفاني في عملهم وابراز دورهم الايجابي في حركة العمل لأن كل ما يقومون به او عليه ظاهر للجميع وسيتم تقييمه أيضاً مستقبلاً. 

نشاط الاستاذ (راندي) وطبيعة ما قام عليه في هذه الحركة اظهرت نضجاً في التعامل مع قيادات كبيره واماكن حساسه وان معايير اختياره شخصياً  لشغل منصبه الحساس كانت صحيحة و تشجعنا علي طلب المزيد منه في النظر الي ضروره تعديل لائحة عام ٩٩ وعودة نشاط اللجنة الاستشارية للادارية لتلافي التباين في المعامله بين الشركات. وميكنة كافه بيانات الشركات ليكون انتقال الخبرات فيما بينها اكثر ديناميكية وسرعه. 
الطريق طويل والامل موجود والامنيات ممكنه . خالص التقدير له علي تصميم خطوط هذه الحركه بدقه متناهيه وتحيه عرفان للقدير الاستاذ ابراهيم خطاب عراب ادارية البترول وان له ان يطمئن بعد خوف فتلاميذه الذين خلفوه كانوا عند مستوي توقعاته ولم يخلفوا معه حسن الظن فيهم  . 
والسلام ،، 

#سقراط