05:25 am 05/02/2024
| رأي
| 1139
بدون سابق انذار انفجر قلب ( خلاط المياه) في مطبخ مسكني ليعلن عن غضبه من المياه التي يحتجزها بداخله. الوضع كان مزرياً والمياه تتدفق بعشوائية في كل مكان واستدعيت نفسي كالبحار في سفينه تناضل لتجنب الغرق لأغلاق صمامات التحكم في هذا الصنبور اللعين بعد ان احال المكان الي فوضي عارمه.انتهيت بنجاح من هذه المهمة بعد ان اصابني منها ما تعرفونه من ( بهدله) في هذه الاجواء البارده.
استجمعت نفسي وبدأت في اتخاذ التدابير العاجله لحل هذا الموقف لأن هذا الصنبور في اكثر امكان المنزل استراتيجيه!!. اندفعت الي الاتصال بالاسطي السباك الموجود اسمه في ذاكرة الهاتف وسط عليه القوم وقمت بالتحدث معه بكل ود واحترام! . ولم يمانع الرجل وافادني بأنه سيأتي خلال ثلاث ساعات . لا ادري لماذا كل هذا الوقت ولكنه الامر الواقع . رضخت مرغماً لذلك وانتظرت هذه المدة حتي شرفني واستقبلته علي باب المنزل استقبال الفاتحين ، دخل الرجل مختالاً ليري (المريض) اقصد الصنبور واخرج بعض من معداته ليعلن بعد برهه من الزمن عن الخبر الاليم بتوقف قلب الصنبور عن العمل . فزعت فزعاً كبيراً لفقد هذا ( الغالي) فاستبداله حالياً يكلف الاف الجنيهات. ثم جاءتني البشرى بأن القلب يباع منفرداً وانه سينزل لشراء البديل . اندهشت من المبلغ الذي طلبه للشراء وقد وصل عده مئات من الجنيهات دفعتها صاغراً. لم يتأخر الرجل كثيراً واتي منتشياً بالقلب الجديد وقام بتركيبه في سهوله في مكانه المحدد وعند التجربه حدثت المفاجاءه. خرج القلب من مكانه وكأن هناك يد باطشه انتزعته ليزيد من غوغاء الفوضي وتكهرب السيد السباك لتعرضه للبلل وهذا لو تعلمون عظيم. تكررت المحاولات والموضوع كما هو . وسألته بكل براءة ما السبب يا( باشمهندس) فأفادني بكل حزن ان قطعه الغيار صناعة محليه ولم تناسب هذا الكيان المصنوع في بلاد بره وهذا هو الحال يحدث اذا كانت جودة المنتج اقل من ناحية دقة المقاسات التي لا تلاحظ بالعين المجرده وبثقل محدد وهو مالا يتحقق في صناعتنا المحليه للأسف .
اخيراً انتهينا الى المستورد الصيني بأقل تكلفة ممكنة وتركيبة بعد ان أوسعتنا هذه المعركه بهدله وفوضي . وتفكرت بعد انجلاء غبار هذه المعركه كيف للانفجار العشوائي من مساوئ و تحويل المكان كله الي فوضي عارمه لا يعلم الا الله كيف يتم معالجتها . وكيف ان تكلفه الاصلاح المنظم مهما كانت تكلفتها احسن وافضل بكثير من اجراءه في ظل ما تحدثه الفوضي الناتجه عن الانفجار المفاجئ. اما الاخري فهو مستوي الصناعه الوطنيه الذي لم نستطع الارتقاء به حتي الأن في ابسط المنتجات مما ادي بنا الي الاحتياج لكل ما هو مستورد علي الرغم من ان المشكله تكمن في تفاصيل صغيره جداً قد لا تجاوز النصف مليمتر عن المقاس الواجب وهي عناصر دقه وجوده لا نعطيها بالاً بعد كل هذه السنوات من التصنيع المحلي والخبره التي اكتسبناها او نحاول .
حادثة بسيطه يمكن ان تحدث في اي وقت وفي اي منزل ولكن تبعاتها كانت عظيمه ومدويه فما بالك لو حدثت في وطن بأكمله.
انتبهوا جيداً فالفوضى عرض خطير يختلط فيه الحابل بالنابل واثارها مفزعه وهائله واصلاح ما ينتج عنها ذا تكلفه مروعه .
اما الحديث عن الصناعه المحليه التي لازالت لا تحقق طموحتنا وتوفر اموالنا المهدره علي الاستيراد فالحديث فيها يطول ولكنها للأسف من احد اسباب ما نعانيه الأن من ظروف قاسيه .
وقاكم الله شر الانفجارات والفوضى ومنع عنكم حوجه طلب الاصلاح العاجل . والسلام ،،
#سقراط