توفي الرجل الي رحمة ربه وهو يعمل بشرف في ميدان العمل . سقط في شموخ فأقدار الله واحكامه غير مردوده . حانت الساعة ودنا الاجل المحتوم ولبي الرجل النداء ليتجه الي عالم الحق تاركاً ورائه كافه متاعب و منغصات عالمنا المشحون بالاحداث والمتاعب . تضاءل كل شئ امام تصاريف القدر فلم يغن عنه علم ولا طب وانصرف راضياً مرضياً الي عالمه الاخر عله يجد فيها المغفرة والثواب علي ماقدمه لبلده واسرته طوال فترة حياته . حتماً ستمر الاحزان فهذا حال الدنيا ولكن دائماً ما كانت الاحداث علي مختلف انواعها هي محطات للتفكر وتدبير الحاضر والنظر الي المستقبل . فسقوط الرجل فجاءة هو جرس انذار الي الجميع انه لا احد بعيد عن الموت وربما لا يفصلك عنه خطوه . كما تري لم يمرض الفقيد ولم يشكو الماً ولم يلازم الفراش اياماً واسابيع ولكن حدث كل شئ في لحظه فارقه حاسمه وانتهي الامر . 

هذا هو الانذار الاول للجميع فلا تعدو مفتخراً مطمئنناً بما تبقي لك من سنوات في الخدمه وكأنها رصيد مضمون من الحياة . فأحداث القدر والاجل لا تعترف إطلاقاً بتلك المفاهيم وعليك ان تكون مستعداً لها في كل وقت . 

اما الاشارة الثانية في هذا الحدث فهي تفتح باب الملف الصحي لرؤساء الشركات وخاصة في من هم تخطو الخمسون من عمرهم . هذا الملف بجب ان يكون موجوداً  واضحاً امام صانع القرار بما يحويه من معلومات تحدد القدرة و اللياقه علي اداء مهام المنصب حسب نوعيته ومكانه وطبيعة العمل فيه . هذا الموضوع لا ينتقص من قدر احد فلا احد يرغب المرض وليس هو ما يمثل وصمه لصاحبه ولكنها بعض الاحتياطات التي تجعل صاحب المنصب في وضع ملائم لما يحويه ملفه الصحي . كل ملفات المرشحين تدرس بعناية ادارياً و رقابياً وأمنيا ولكن لم نجد من يلتفت الي هذا الملف الهام . 

نعلم ان ذلك لن يمنع قدر ولكنه مجرد احتياط يعطي لكل صاحب منصب قدره و مراعاه ظروفه الصحية . هناك شركات هادئه بالطبع وهناك اماكن اخري لا تهدأ فيها وتيره العمل وبها الكثير من المسئوليات وما يتبعها من الجهد والضغط العصبي . بل اكاد اتصور ان هناك بعض من الشركات والمؤسسات التي لا يصلح معها من تجاوز الخامسه والخمسون مثلاً  . الحياة اصبحت صعبة ومشاكلها لا تنتهي فما بالك وانت تضع صاحب المنصب في مشاكل عمل لا يعلم الا الله عمقها وصعوبتها تضاف الي مشاكله وأعباؤه الشخصيه  . 

لكل حادث سبب وبالتأكيد بعض اسباب الوفاه تأتي نتيجه ارتفاع ضغط الدم بصوره مفاجئه او اجهاد متعاظم وكلها عوامل قد تنشأ من الظروف الخارجيه المحيطه و تأتي الحاله الصحية العامه هي من تتحكم بكل تأكيد في ظهور التأثيرات السلبيه لكل هذا . 

وفاه المهندس العربي سببت الماً كبيراً لأسرته واسره قطاع البترول ولكنها تأبي ان تمر بدون ان تدق اجراس الانذار القويه لكل من في صدره قلب وفي رأسه عقل ان تدبرو امركم وعودوا الي سيبل الله القويم فالدنيا وما عليها ذاهبه في لحظه لا تفرقه فيها بين صغير او كبير  . وعلي الجهات الصحيه في قطاع البترول ان تؤدي دورها و تفتح ملف الحاله الصحيه للقيادات يتم مراجعته بصفه دوريه وتحديثه كل سته اشهر ليكون كل شئ واضح في عناصر الاختيار والترشيح للمناصب بما يتوائم مع الحاله الصحيه العامه للمرشح . 

خالص العزاء لأسره الراحل الكبير ومتعكم الله جميعاً بموفور الصحه والا ارانا مكروه فيكم ، والسلام ،، 

#سقراط