الكاتب : سقراط |
10:10 am 02/02/2024
| رأي
| 1381
لا احد ينكر اهمية الحظ والفأل في هذه الدنيا . ادركنا الكثير من العلم ووصلنا للقمر واخترعنا كل مايتصوره عقل . ولكن يظل الفأل الحسن أو السئ له الكلمة العليا في كل هذا . الناس تتفاءل بأبتسامة طفل صغير او دعوة تصل الى اذنك من غريب وتجدها على النقيض تتشاءم من منظر طائر قبيح او قطه سوداء تظهر فجاءة . تربينا علي مصطلحات كثيرة توضح هذه الفكرة . منها اقدام واعتاب كنايه عن الفأل والتشاؤم بالاشخاص أو الاماكن ، قيراط حظ ولا فدان شطارة الي اخره من هذه الامثال التي لا تستطيع تجاهلها أبداً في حياتك و تستحكم معانيها وتثبت في بعض الاحداث التي نواجهها .
لعلك مررت بتجربة اعداد السيارة للسفر حيث تعمل جاهداً لتجهيزها ثم يأتي ميعاد السفر فتجد مفاجأه ، البطارية نامت ، الفردة فضيت . كل هذا كان جاهزاً قبل الموعد بجدارة وعندما يأتي الموعد المحدد للحركة تجدهم علي هذه الحاله . تفقد اعصابك وترغي وتزبد ويصبح النهار صعب من اوله ولا تتفائل بهذه الرحلة من بدايتها وتصبح مثل العرس الذي انقطعت عنه الكهرباء وانطفأت انواره .
هناك الكثير من المسئولين بذلوا قصارى جهدهم وتفانوا في عملهم وكادوا يقفدوا صحتهم من فرط ما بذلوه من جهد وتكون النتائج في النهاية سلبيه بلا سبب محدد او حدوث ما يعكر كل هذا و سبب خسارة فادحة بصورة مفاجئة . يترك المسئول هذا المنصب ويأتي اخر ربما لا يستحقه فيحظى بكشف جديداً او ظروفاً مواتية او مفاجأة ساره تجعل اسم الشركة او المنشأة في السماء علي الرغم من انه لا يعرف من اين اتي كل هذا ولكنها لعبه الحظ والاقدار . و العكس أيضاً في هذا صحيح يأتي اخر علي ارض يانعه فتنقلب يابسه في شهور .
ربما تتابع معي هذه الايام اخبار احدي الشركات التي كانت تحقق المكاسب بالمليارات وعندما جاءها مسئول عابر انخفضت الارباح وتقلصت النتائج علي الرغم من انه لا خبرة له في هذه الصناعة وربما لا يتدخل في دولاب العمل انما هي اقدام واعتاب كما قال اباؤنا الاولين وقولهم صدق .
ربما يعتبر البعض ان هذا نوعاً من السطحية في معالجة الامور ولكنه واقع ومن لا يدركه او يؤمن به فهذا شأنه. علمنا اولادنا منذ ازمنه ان عليهم ان يعملوا كل ما في وسعهم وان يتركوا الباقي علي الله . الله يدبر هذا الامر بالتوفيق والتوفيق هنا هو خليط من الحظ والظروف المواتية والعمل الصحيح. كم من الطلبة جاهدت في المذاكرة حق جهادها ثم يأتي الامتحان عضالاً بمعني الكلمة وتكون النتيجة غير مرضيه او متواضعة . واخرين لم يبذلوا نصف هذا الجهد وكانت امتحاناهم في متناول اليد وتكون نتائجهم باهرة وهذا حدث بالفعل في سنوات سابقة وخاصة في سباق الثانوية العامة وكان لها اثر في تغيير مستقبل الكثير من ابناؤنا .
لا اقول هذا إنقاصاً من دور العمل الجاد الفاعل والتخطيط السليم ولكن عليك أيضاً ان تعي ان هناك في الخفاء ما يمكن ان يجعله ناجحاً او فاشلاً. لماذا ومتي واين ، لن تعلم ذلك أبداً. لا تبالغ في فرح ولا تقنط من حزن .
اللهم اسأل ان يمنحكم الحظ الحسن ويبعد عنكم اصحاب الاقدام العسره . رب اغفر لهم فهم لا يعلمون ماذا يفعلون بنا . والسلام ،،
#سقراط