الكاتب : سقراط |
10:50 am 18/01/2024
| رأي
| 1650
اتفقت جميع الاديان السماويه علي وجود الله الواحد و احكامه في خلقه وافعاله. جاهد البشر كثيراً في محاولات فهم احكامه في خلقه الله او قدره . فالرزق متباين بين الناس لا تعلم لماذا اصبح هذا غنياً وذاك معسراً . لماذا بعث الله النبوه في خيام العرب وجعلها لنبي امي لا يقرأ أو يكتب و لم يبلغ بالرساله الا بعد الاربعين من عمره ثم تجده قد غير مجري حياه البشريه عبر الف سنه ونصفها بينما كانت دعوته في اقل من ربع قرن فقط قضاها نبياً . ولماذا اختار الله وليداً يكون بين الناس بغير اب ويتكلم في مهده مبشراً ونذيراً ويجعل الخلاف عليه قائماً حتي يوم البعث مابين ايمان وعقيده بأنه من روح الله وابنه المتجسد في صوره الانسان و عقيده اخري تؤمن بأنه مبعوث رسولاً نبياً.
ولكل طرف حجته الوجيهة واسانيد عقيدته التاريخيه والدينيه و يظل الخلاف قائما ما بقيت الحياه لحكمه لا يعلمها سوي صاحب هذه المعجزه . و يحتار الكثيرين لماذا اختار الله موسي ليكلمه بدون حجاب بعد بعثه لبني اسرائيل حتي استحال رأس موسي مضيئاً ما جعل من المستحيل ان يستطيع احد التطلع اليه من عظيم وهجه بعد التجلي عليه. و كثير هي الامثلة التي هي علي شاكله لماذا يعطي الله المال لأحد من عباده ويمنع عنه الذريه واخر عكس ذلك تماماً؟ . و اخيراً اتفق الجميع بعد طول جهاد في الشرح والدرس والتحليل الديني والعلمي والفلسفي علي واقعية عدم الخوض في متاهات فهم الغاية من الحكمة الالهية في كثير من الاحداث او الافعال . وجاءت الايات معضدة لذلك بأن الله لا يسأل عما يفعل. و بهذا يكون هذا الاتجاه مغلقاً علي ما فيه من الاسرار والخبايا القدرية التي قد يظهر تفسير لاسبابها بعد فتره قد تقصر او تطول و ربما لا تظهر أبداً . واذا كان هذا شأن الخالق ، فشأن المخلوقات مختلف تماماً . فالجميع يسألون عما يفعلون وذلك من خالقهم ومن الناس أيضاً. واذا كان سؤال الخالق لعباده هو امر يخص كل عبد ولا ينصرف حسابه علي الاخرين فأن سؤال الناس بعضهم لبعض هو امر وضعه البشر كمنهاج حياه و احتكم فيه لقوانين وضعها حتي تستمر الحياة يميزان لا يميل .
———-
ويأتي اصحاب المناصب والاداره علي رأس من يكونون محل سؤال الناس عما يفعلون وخاصه اذا كان عملهم يؤثر بصفه مباشره او غير مباشره علي مقدرات حياه الناس . لذلك اوجد الإنسان القضاء في حياته ليكون قائماً علي تحقيق العدل وسؤال كل الاطراف لكشف الحقيقه وتحقيق العدالة التي يستوجبها الفعل المؤثم شخصياً ومجتمعياً . و تأتي بعد ذلك البرلمانات التي تراقب اعمال السلطات التنفيذية وتقف علي معدلات عملها وتحقيق الخطط التي التزمت بها . وهكذا تتعدد الجهات الرقابية التي تسأل وتتحقق مع كل من يتصدي للعمل العام ويقف القضاء حكماً بين كل الاطراف . المهم في هذا الموضوع انه لا احد فوق المسائلة أياً كان موقعه. ولكن عادة لا تكون الحياة بمثل هذه السهولة فكثير من الافعال والتصرفات لا تستطيع اثبات الضرر عنها وتكون فيها الكثير من المتغيرات والتفاصيل التي يبدو فيها اظهار الحقيقة والضرر صعب المنال . و هناك امثله في محيط عملنا تظهر هذه الفكرة لشخصيات تقلدت مناصب مرموقه كان دورها الاساسي احداث تأثير في عجلة النشاط وان تقوم علي ادارة صحيحة وتحقيق انجازات مقابل ما يحصل عليه من اجر وامتيازات . تري ذلك جلياً في مجال عملنا بين من تربع علي منصب مرموق لسنوات بدون اي تحقيق اي انجاز يذكر وبين من تقلد نفس المنصب لشهور معدوده وذهب . كلاهما كانا يستوجبا المحاسبه و المسائلة . غريب امر هذا الزمان عندما تجد هذه النوعيه من الشخصيات لا تحاسب بينما تجد شخصيات تاريخية محترمة مثل المهندس سامح فهمي الذي كان لها دور هائل في ترسيخ قواعد القطاع واتساع نشاطه يحاسب علي ذنب لم يقترفه ولولا عناية الله التي ادركته فكان من الناجين .
———
مثل هؤلاء الذي يصعب حسابهم قانونياً وقضائياً عليهم ان يحاسبو في محاكم التاريخ التي عاده ما تكون احكامها نهائيه وان توضع اسمائهم في المكان اللائق بها ليكونو عبره .
————
لم يكن بيني وبين كافة هذه الامثله ايه علاقه او خصومة لانبرى في الحديث عن ذلك ولكن قصدت توضيح ضروره ترسيخ مبدأ المسائلة لجميع من يكلف بمنصب بدايه من ضروره وضعه تقريراً واضحاً عما انجزه وما فشل في تحقيقه علي ارض الواقع ثم يناقش ذلك في برلمانات الشركات المصغره ( الجمعيه العموميه) لها التي آن لها ان تخرج عن نمطيتها في اخراج هذا المشهد و تكون ساحه الحساب عما انجز ومالم يتحقق و ان تعيد احياء مبدأ منح الثقه او حجبها في كل عام عن كل قياده . ———
هكذا تكون الرقابة الفاعله التي تؤدي استنفار الهمم وتحسين الاداء ومراعاه حقوق المجتمع وتجعل من المنصب وسيله لا غاية .
والسلام ،،
#سقراط