للاعلان

Sun,24 Nov 2024

عثمان علام

مجرد رأي : ١٠٠ يوم

مجرد رأي : ١٠٠ يوم

الكاتب : سقراط |

11:28 am 16/01/2024

| رأي

| 1190


أقرأ أيضا: Test

مجرد رأي : ١٠٠ يوم 


ثلاثه اشهر وعشر ونحن في دوامة لا تنتهي من الاحداث والشجون . تمر مئه يوم منذ ان قرر مجموعة من الشباب الذين فقدو الامل في العيش والحرية ايقاظ العالم على فاجعة كبرى بهجوم انتحاري على عدوهم الذي اذاقهم المر والهوان وأشبعهم قتلاً و اغتيالاً على مدار عشرات السنين . اتجهو عدواً وطيراناً بأسلحة بدائيه في مشهد مسرحي يثير الدهشه نحو بعض التجمعات المحيطة ليفجروا انفسهم و اقتناص ما استطاعوا من ساكنيها ليكونوا درعاً لهم في المستقبل . هم يعلمون عواقب ذلك ويعلمون جيداً شراسة عدوهم والالة العسكرية الجبارة التي ستتحرك تجاهم . ولكنهم اصرو على دق ناقوس قضيتهم في اجواء العالم الذي نساهم او تنساهم . لم يمر يوم من تلك المئة الا وقد صاحبه الام واحزان وتدمير فاحش تصاحبه صرخات اطفال وشيوخ اصبحوا وقوداً يحترق في معركة قوامها الكراهية والتمييز بين طرفيها. 

اتشحت هذه الايام بظلال كل ماهو عنصري وغادر . ظهرت الوجوه على حقيقتها ، سقط التقدم الانساني المزعوم في اول اختبار اخلاقي له . تهاوت معاني وكلمات العدل والانسانية وحقوق الانسان وقوانين المعارك والحروب تحت معاول الغضب والانتقام و غياب العقل والمنطق . لم يعد هناك سوى القوة ولم يعد يتكلم سوى السلاح ولم يعد يتحكم سوى المال وسطوته. انتهى عصر العقل والعلم والحضارة بعد ان اصبح العلم مسخراً لقتل الناس بأسرع وأدق وسيلة والمال سلاحاً للسيطرة والتوغل علي حقوق الاخرين . 


لم تري بلادنا احلك من هذه الايام وهي تواجه مشاكل تتدافع نحوها بطريقة منظمة . لم تكتف الايام بما نعانيه من أزمات ولكنها ابت الا ان تزيدنا منها . موقفنا يبدو فيه التزام الحذر فيما يجري وعدم الانسياق لدعاوى الشحن والاستفزاز . الواقع الذي يجب ان يعرفه الناس وخاصة العوام منهم يقول اننا لسنا على استعداد للمغامرة في ظل ما نعانيه من ضائقة يعلم الله متي تنتهي . واذا كانت الشدة عادة ما تعلم الانسان بعض من الحكمه ويهدئ من ردود افعاله ويجعله يرضي بالقليل ويتنازل عن كثير من طلباته وربما افكاره فأننا نبدو الأن على هذه الوتيرة . 

دعونا نكون صادقين مع انفسنا و ان نقبل الواقع ونتعامل معه. نحن هنا لسنا في معرض بيان اسباب ما نحن فيه ولكننا  نجتهد في القاء الضوء علي اسباب ردود افعالنا التي قد لا تروق للبعض وللكثير من المتحمسين . الحروب والنزاعات ليست نزهه عابره او استعراض للقوه او دغدغه لمشاعر الناس الوطنيه . وانما هي دمار وتغيير في المشهد العام وتأثيرات اجتماعيه لا تعرف ابعادها الا بعد ان تضع الحرب اوزارها و هي أيضاً تكلفه هائله يجب ان نكون قادرين عليها . وعلينا جميعاً ان نضع انفسنا محل صانع القرار ونري كيف يمكن لك ان تتحمل تلك المسئوليات الهائله في ظل ما نعيشه حالياً من ضغوط هائله. وعلي الرغم من كل ذلك وعلي محاولات تحقيق التوازن الحرج في المواقف والافعال تجد الضغط الهائل علي موقفك السياسي والاقتصادي قائم ويسير علي قدم وساق بالرغم من كل ما اتخذته من حيادية وضبط النفس فترى الجهات الدولية الاقتصادية التابعة للقوي العظمي في الغرب تضغط بعنف لتزيدك عناء لتقبل مايريدونه تجاه مشكله اللاجئين والنازحين الى ارضك من كل حدب وصوب . موقف صعب يذكرني بأيام العدوان الثلاثي علينا والتي قرأنا وشاهدنا عن احداثها الكثير واراها تتكرر في نسخة جديدة من الاحداث وان لم تتغير النظرة الاستعمارية البغيضه. 


لن يشفي جراحنا سوانا ولن يربت على كتف هذا الوطن سوى ابناءه . دعك من شعارات العروبة والوحدة والنضال الثوري فكلها مصطلحات انتهى زمنها ومفعولها ولم تعد تجدي نفعاً مع مفاهيم واخلاقيات هذه الايام . لن تقوم هذه الامة الا بأبنائها وعودة العمل والاستثمار الوطني الجاد ومحاولة الاكتفاء بما ننتجه من ارضنا . علينا معالجة مشكلة الانفتاح الاستهلاكي الذي بثه الرئيس السادات في المجتمع حتي اصبح مجتمعاً متواكل الى اقصي درجة يقوم كل نشاطه وتلبيه احتياجاته على الاستيراد وحسب . علينا ان نغير هذا النهج وبسرعه وان نتوقف عن استيراد كل هذه السلع التي لا تؤثر في حياه الناس علي المستوي القريب  وعلي المواطنين ان يستقبلوا برحابه صدر  المنتج الوطني مهما كان اقل شأناً من المستورد فكثره الانتاج والبيع ستزيد الخبره وتحسن الجوده بكل تأكيد . علينا ان نستعيد عافيتنا ويكون هذا قراراً شعبياً وطنياً.  عندها فقط  يصبح موقفنا وقرارنا اقوي تأثيراً واحتراماً لانه سيكون مدعوماً بسند اقتصادي قوي . غير ذلك سنظل نهباً لمغامرات وتطلعات ومصالح الاخرين . والكلمه في هذا للشعب وحده. والسلام ،،

#سقراط

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟