الكاتب : سقراط |
03:28 am 13/01/2024
| رأي
| 1437
مصطلح يطلق عاده عند نهاية مرحلة او بداية اخري . عادة ما تكون نابعه من الاساس علي المشاكل والاحداث التي مرت بالفرد او الدوله وكان لها تأثيرات علينا وعليها سلباً وايجاباً. مرحلة اعادة ترتيب الاوراق تختلف تماماً عن توجهات البرنامج او الرؤية. هي مرحلة تتميز بإتخاذ الإجراءات السريعة الحاسمة لتتواكب مع ما يمر بالفرد او الدولة من احداث واتخاذ مواقف أو قرارت تعيد التوازن للحياة وتسير به علي هدي لتستمر حياته أو للوصول الى رؤيته او تحقيق برنامجه. وعلينا ان ندرك جيداً بأن هذا التحليل المبسط ليس من قبيل الشرح النظري او المظهري ولكنه من احد العوامل المهمة لحياتك الشخصية والعملية .
و يخطئ أيضاً من يتصور ان مايدور حوله من احداث عالمية او محلية هي مجرد مادة تليفزيونية يقضي معها بعض الوقت ثم يأوي الي فراشه هادئاً مطمئناً. علي العكس فكل نزاع او حرب مهما كان بعيد عنك مادياً فأن تأثيره اتيك الى عمق حياتك في عملك ومنزلك . فالأزمة حين تطل برأسها تظلل الجميع .
بلدنا محتاج الى اعادة ترتيب اوراقه وأولوياته والافراد فيه يحتاجون بالفعل لنفس العمل كلاً حسب ظروفه وان كان القاسم المشترك بيننا جميعاً هو كيفية التعامل مع موجات الغلاء التي تتابع بلا هواده على مجري حياتنا . الجميع يعرف الازمات والمشاكل العالمية جيداً وللأسف تمحورت جميعها في اتجاه بلدنا . فالبحر الاحمر مشتعل ويؤثر بشدة علي تدفق الحركة التجارية في قناة السويس وهي واحدة من اهم مصادر الدخل لنا . التحركات الدولية اصبحت متضاربة واصدقاء الامس لم يعودو كذلك . مشاكل اللاجئين في البلاد ومن ينتظرون الدخول أيضاً على الحدود هي عبء اضافي علي مقدرات هذه الدولة . ارتفاع اسعار الطاقة والغذاء العالمي وتكلفة الشحن العالية تؤثر بعنف علينا . العمق الافريقي ومابه من حروب ومؤمرات ومحاولات السيطرة علي منابع النيل لإخضاع دول المصب لتوجهات دوليه داعمه لذلك . وهناك الكثير من المشاكل الاقتصاديه والاجتماعيه في الشأن الداخلي بالطبع .
كل هذا يتطلب تغييراً في التوجهات و التعامل مع هذه المشاكل العاتيه واكرر بأن هذا ليس كلاماً نظرياً وانما اصبح ضروره حتميه لم تعد تحتمل التأجيل . ولن يتأتي البدء في مرحله اعاده ترتيب الاوراق علي المستوي العام الا بالتغيير اللازم لاداره مرحله جديده يجب ان تختلف عن سابقتها علي اي حال من الاحوال .واعتقد ان هذا العام تحديداً سيكون حاسماً في تحديد شكل المرحله القادمه والتي يبدو الجميع في انتظارها لتحدث انطلاقاً وتغييراً سريعاً في مجريات ما نمر به حالياً .
اما على مستوي الافراد فتبدو عموميتها في ترتيب اولويات الاحتياجات و معدلات الاستهلاك . فلم يعد هناك من بد ان نراجع كافه شئون حياتنا في ظل الاسعار الحاليه التي لم نألفها من قبل . وستكون اكبر مشاكلنا بالفعل ان نتفرغ للشكوي وحسب . فالواقع يفرض نفسه وعليك ان تواجهه بطريقه عمليه . واحسب اني لا اري سوي طريق واحد ، الا وهو اعاده ترتيب جدول الاحتياجات وتأجيل أو الاستغناء عما يمكن . و يصاحب ذلك بكل تأكيد خفض وتيره الاستهلاك وترشيده وخاصه في مجالات النقل والطاقه .
لا تندب حظك واعلم ان الجميع يشتركون معك في نفس المشكله وأيضاً شعوب كثيره في العالم . ولكن علينا ان نعلم جيداً ان العلم والدراسه و الجديه في التعامل وخبرات الاخرين ستكون الملاذ الاخير لكل الشعوب التي تعاني مثلنا وسنظل علي تلك الحال من المعاناه مالم نعطي التعليم الواقعي والعملي حقه وقدره لنا ولأجيالنا من بعدنا . الحياه اقدار ومحن واذا لم تتعامل معها وتنحني لعواصفها ستكسر هامتك وهنا تكمن الحكمه والذكاء. اقول هذا ليس تثبيطاً لهمه او عزم ولكن لخلق ادراك جديد وتعامل مختلف وتفكير يستطيع ان يخلق واقعاً جديداً نستطيع فيه ان نعيش ونستمر .
وسيكون لاعادة ترتيب الاوراق في قطاع البترول موضوعاً اخر . والسلام ،،
#سقراط