11:51 am 07/01/2024
| رأي
| 1712
وعلى نياتكم ترزقون "واحدة من اكثر الجمل التى نؤمن بها ،وتطمئن لها قلوبنا، ويشرد بها أذهاننا وتفكيرنا كلما واجهنا الصعاب وملخص هذه الجملة في كلمة "نصيب"
النصيب هو حظك فى الدنيا، وما كتب عليك من نعم أو نقم، وهو الأرزاق التى يقسمها الله على عبادة ، فهناك شخص نصيبة أب حنون أو زوج صالح أو عائلة مستقرة متحابة ، وشخص نصيبه المال والشهره والأضواء، وآخر نصيبه الأبناء الصالحين المتحابين، وهناك من يصل لأعلى المناصب فى العمل أو الدرجات العلمية والترقيات ، ومنهم من يعيش في أرقى الأماكن ،ويرتدى اشهر الماركات ، ويملك أفخم السيارات، وكل شخص وهبه الله أحد هذه النعم قد يكون محروماً من نعم أخرى لدى شخص أخر بسيط لا يملك شيئاً آخر سواها، فالدنيا ليست جنة ولن نمتلك القدره على ان نختار ما نريده ونتمناه منها ، فمن المحال ان تحصل علي كل شيء ، فالعبد مسير ولست مخير ، والأرزاق موزعه على الأشخاص بما يراه الله ويقدره,
فلا تدرى ماذا حرم هذا الشخص الذى رزقه الله بالمال والرزق ، فقد يكون قد اصابه الله بأصعب الأمراض التى ينفق عليها نقودة
و من وهبه الله نعمة الأهل او الزوج الصالح فقد يكون قدحرم من نعمه الأبوه أو الأمومة او فقد احد من ابناءه فى سن صغير أو من ترملت في سن صغير.
ومن وصل بمناصبه إلى اعلى الدرجات لا تدرى ماذا حرم فى حياته وما واجهه من عقبات حتى يصل الى ما وصل اليه فعوضه الله بهذا العوض.
فتأكد أن الشىء الذى لم يكتب لك لن تأخذه بالقوه او الجدال او الصراع، والشىء الذى كتب عليك لن تحرم منه بضعفك وهوانك، فغنى الآخرين لن يأخذ من رزقك شىيئاً، وصحتهم لن تسلبك عافيتك، ووجودهم بجانب احبابهم لن يفقدك احبابك ، فابحث عن الخير تجده .
احسن ظنك بالله وتمنى الخير للناس، فلن يبقى لك سوى عملك الطيب ونظره الحب والإحترام التى تراها فى عين من كنت عوناً لهم في وقت ما ، ودعاء مظلوم ساندته وقت الشدة ، وفرحة شخص من قلبه حين يشعر بقربك له وايمانك بقدراته وبانجازاته.
ولتحسن نيتك للجميع ، فنقاء قلبك هو مرآه شخصيتك، فحينما تكون نقياً من الداخل وحسن النية سيمنحك الله نوره وستحظى بحب الناس ، وستحقق أمانيك دون سبب، فمن يملك حسن النيه وجبر الخاطر والعطاء دون مقابل يعطيه الله من حيث لا يحتسب ،وتسهل كافة أموره و وييسر طريقه ويرزقه الله كل الخير مهما تأخر وقته، فلا تدرى فلعل التأخير الذى تنتظره لسنوات يكون خيراً لك وسيعوضك الله بأفضل منه ، أو يكون قد منع عنك شىء يضرك ، أو يفقدك شخص او شيء تحبه لن تقوى الحياه بدونه.
ومن كانت نيته أذيه البشر وتأخير مصالحهم و حقوقهم وتشويه صورتهم سيرزقه الله مقابل ذلك هلاكاً وعقبات تواجهه فى كافة أمور حياته، ويصبح انسان مكروهاً بين الجميع ، مريضاً ،وحيداً ،منبوذاً لا يجد من يقف بجانبة وقت الشدائد ومن يساندة وقت ضعفه.
فتيقن ان نصيبك وقدرك كتبه الله لك فى صحيفة حياتك ، ولن يأخذ منك شخص شيء قد كتبه الله لك ، وان الخير الذى تفعله لن ينقص منك شيئاً ، وانك لن تملك كل شيء فى الحياه مهما حاولت وعافرت فى الدنيا ، فلن تحصل إلا على ما كتب لك فى مشوارك، فمن يملك خزائن الرزق والسعاده والطمأنينة والحب هو الله وحده وهو من يوزعها ويقسمها لكل انسان ويأخذ منها ويعوض بغيرها .
فلتحب لغيرك ما تتمناه لذاتك فهذا الشى ء يرفعك ويعززك، ويجعلك غني النفس، سوي الخلق، وترى حصيلته يعود عليك بالخير والرزق والسعادة الداخليه والرضا.
دائماً كن الشخص الذى يمتلك النية الطيبه ، وانظر الى حال غيرك الأسوأ منك، فهناك من لا يجد له مأوى ولا مستقر ، وهناك من أصيب بمرض لعين لا داء له ، وهناك من لا يملك دفء العائله والحب ، وهناك من فقد الأحباب فجأه دون سابق انذار، وهناك من تغرب ويحيا حياته وحيداً ضائعاً ، ومن لا يملك وظيفه ولا دخل يعيش منه .
فاعلم وتيقن انك فى زحام من نعم ،ما دمت تنام مرتاح البال، وتملك قوت يومك ، ومنعم بصحة جيدة، ولديك وظيفة أياً كان مسماها و مهما بلغ دخلها، وتعيش فى أمن واستقرار أنت وعائلتك ، فأنت في أتم النعم، فالدنيا ممر وليست مستقر .
احسنو نواياكم فالله ينظر الى قلوبكم ولا ينظر الى عملكم الظاهر، فالإنسان بنيته يرزق فكن صادق النية فى جميع أعمالك يرزقك الله من حيث لا تحتسب ، عش سمحاً متحاباً متعاونا لجميع من حولك.
فيا صاحب النه الحسنه : طريقك بسيط، ممهد ،مفروش بالورود والألوان المبهجه، فيه ألف يد تمد لك وقت الشدة، وفيه بسمات مرسومه على وجوه كل من تقابلهم،فيه أناس تمحو عنك الأحزان وتحاول اسعادك، فيه قناديل تنير لك الطريق ، وفيه سلالم تصعدها خطوه بخطوة إلى طريق النجاح والخير. "فعلى نياتكم ترزقون"