للاعلان

Sun,24 Nov 2024

عثمان علام

مجرد رأي..حكاية ست البرين

مجرد رأي..حكاية ست البرين

الكاتب : سقراط |

05:34 am 31/12/2023

| رأي

| 1271


أقرأ أيضا: Test

مجرد رأي..حكاية ست البرين 


لن تجد ارقي واعمق من دروس الاستاذ (هيكل) الكاتب والصحفي الكبير في شرح وتحليل الظروف السياسيه وحبكه المؤمرات التي تدور في العلاقات الدوليه وخاصه فيما يخص المنطقه العربيه . كان له  في اواخر ايامه العديد من الاحاديث والمقابلات وخاصه مع قناة ( الجزيرة) الاخبارية وكان من اشهرها ( قلم رصاص) وسلسله حلقات ( المصير) التي اتجهت بعمق ودراسة الي تحليل نظريه الامن الاسرائيلي والمبادئ التي يقوم عليها . الرجل قريب من دوائر صنع القرار وله علاقات دوليه وعالميه كثيره ومتميزه  وهو قارئ من الطراز الاول بالطبع . كل هذا اتاح له ان يكون محللاً لكافه الاحداث والقرارات التي يتم اتخاذها وتأثيرها علي مجري الامور والحياه في هذا الوطن الكبير  .  وكانت سلسله حلقات ( المصير) مسرحاً لتحليل الكاتب الكبير عن كيفيه اداره الدوله العبريه لاستراتيجيات أمنها وسط منطقه ملتهبه من حولها تحاول فيها ان تعيش وتتعايش مع تلك الظروف . وقد اوضح الكاتب الكبير ان اول عناصر النظريه الامنيه لهم كان ( التفوق) علي من حولهم من دول معاديه لهم ويأتي هذا التفوق في كل عناصره بدايه من التفوق العسكري ثم العلمي والاقتصادي  كأسلوب ردع ناجع مع العرب . ثم يأتي العنصر الثاني هو  ضروره الحفاظ علي وجود ( صديق دولي) يقوم علي رعايتهم ويضمن لهم التفوق علي جيرانهم  وبالطبع جميعكم تعرفونه . يلي ذلك ضروره ( اختبار) قدره جيرانهم العرب علي استمرار حاله السلام معهم لمده لا تقل عن خمس وعشرون عاماً يكونوا هم خلالها في حاله تأهب لا استرخاء . و ظلت عناصر النظريه الامنيه لديهم ثابته لا تتغير يعملون علي تطبيقها بكل دقه . قامو علي ضمان تفوقهم علي الدول العربيه المحيطه في كل المجالات . كانت هناك بالطبع العديد من المتغيرات التي مكنتهم  من تطوير هذه النظريه وادخالها في ابعاد جديده وذلك بتعميق التعاون الاقتصادي مع الجيران الذين دخلو مرحله سلام معها وخاصه مع السعوديه ودول الخليج .  الي ان اصبح ذلك هدفاً في حد ذاته . ولكن احساس الشك والريبه لدي هؤلاء القوم استدعي عندهم اضافه بند هام لنظريتهم الامنيه وهو ضروره ان يجد العرب ( عدو ) اخر لمحاربته يكون بديلاً عن عقيدتهم الثابته نحو اعتبار دولتهم هي العدو الوحيد والاستراتيجي لهم . وبدأ هذا التوجه واضحاً في اشعال الحرب العراقيه الايرانيه التي استنزفت الدول العربيه كلها و زرع الخوف من المد الشيعي في المنطقه واعتباره العدو الرئيسي لمعظم الدول السنيه  وخاصه الكبري منها وعلي رأسهم مصر والسعوديه . ثم اعطاء الموافقه الضمنية لغزو ( دوله الكويت) وما صاحب ذلك من كوارث الحرب ضد دوله عربيه ومن ثم تدمير العراق كقوه عسكريه للأبد .  ثم بدأت الحروب تتوالي في اليمن و انفصال السودان جنوبه عن شماله والحروب الاهليه في الصومال واشعال الفتنه بين المغرب والجزائر . وهكذا نجحت سياسات هذه الدوله ومعها حليفها القوي في جعل الوطن العربي برمته ساحه للفتن والمعارك لا تعرف لها هدفاً ولا تري لها نهاية . 

ولكن ما علاقة السيدة ( ست البرين ) عنوان هذا الموضوع  بكل هذا ؟ . هي سيدة سودانية بسيطة تعيش علي ضفاف النيل في الخرطوم . سمراء اللون نحيفة دقيقة الجسم . 

ولكن معظمنا لا يعرف انها (والده) الرئيس السادات !! . نعم والدته كانت سودانية انجبته من مواطن مصري ليصير بعد ذلك الزعيم الذي غير مسار الحياة في الوطن العربي الكبير حرباً وسلاماً . لم يأبه احد منا الى ذلك فلم يكن ذلك لدينا بالاهمية من مكان عندما كانت الوحدة بين الشعوب العربية متجسدة في ابسط واعمق معانيها . لا فرق بين مصري وسوداني او سوري ولبناني او سعودي ويمني . كلهم من نسل واحد يدينون بدين واحد ويتكلمون لغة واحدة ولهم نفس الطباع والتقاليد . ولكن نجحت النظرية الامنيه الخبيثة ان تضع الحواجز والفرقة بينهم وجعلتهم يحاربون بعضهم البعض وفصلتهم بصورة فعلية عن الدول الاسلامية القوية الكبري مثل تركيا وباكستان واندونسيا  واصبح جواز السفر اعلى منزلة من الكتب المقدسة نتيجة الحواجز والمطاردات وتاهت الشعوب العربية بين هذا وذاك و وقعوا في فخاخ المعارك الجانبية والتحالفات المشبوهة وضاعت قوتهم و قضيتهم الرئيسية في زحام من الخلافات والتفكك ومعايرة بعضهم البعض . 


سيظل الاستاذ ( هيكل) سيداً للتحليل السياسي والاستراتيجي بلا منازع ولك ان تعرف انه قام علي هذا التحليل منذ ما يقارب الستة عشر عاماً مضت وهو ما يتحقق الأن حرفياً . وعجباً لأمة تعرف كل ما يحاك ضدها وتدرك تماماً نوع الفخ الذي تسير اليه ومع ذلك تتجه اليه بسرعه واطمئنان . متي نفيق مما نحن فيه ؟ ومتي نعرف انه لا حل لمشاكلنا الا بعودة العرب لانفسهم مره اخري ونفض زيف ما التصق بهم . 

سنه جديدة سعيدة عليكم جميعاً . والسلام ،،

#سقراط

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟