04:52 pm 30/12/2023
| رأي
| 2217
قد تكون المعطيات مؤلمة ولولا الأمل لفقدنا الطاقة و خرت قوانا وضاع الشغف .
الأمل فى الله ثقة ويقينا يبعث الرغبة فى الحياة .
الحياة لا تسير على وتيرة واحدة فكل يوم هو فى شأن قد تمر حياتك بفترات قوة وأخرى تتعثر فيها لا تفقد ثقتك بنفسك ولا قدراتك و لا أمكانياتك لا تستسلم لهذا الصوت الهدام بداخلك ولا تركن للإستسلام فحياتك تستحق أن تعيشها سعيدا وان مرت بك الأحزان ، استكمل الجهد بالجهد ولا تمل من البناء لتصل إلى ما تصبوا إليه.
فى فترات الركود والظروف الصعبة نتأمل وندرس ونتعلم دروس الحياة نعاود من جديد الصعود نتخلى عن الآلام والأحزان التى لو مكثنا فيها عمرا ما تقدمنا أنملة ولكن علينا أن نستعين بالله الذى جعل مع العسر يسرا وبعد الحزن فرح ولنتعلم من التاريخ وقصصه الدروس المستفاده ففى قصص الأنبياء والمرسلين الكثير من العبر فنجد العثرات والصعاب والمحن التى مر بها أعظم أناس ولنا فى قصة نبى الله يوسف خير مثال فمن محاولة أخوته قتله ثم بيعه كعبد ثم اتهامه بفعل مشين إلى أن سجن مازال عليه السلام صابرا محتسبا وجاء وعد الله حتى مكنه و جعله على خزائن الأرض ورد اليه أهله وندم أخوته و تابوا وتحقق الحلم وسجد له أحد عشر كوكبا و الشمس والقمر
ولا ننسى ما مر به سيد الخلق أجمعين سيدنا محمد صلوات ربى وسلامه عليه من أبتلاءات فى هجرته للطائف وما لاقاه من عدوان واعتداء عليه بأن ألقوه بالحجارة وشق رأسه الشريف ونزف دما ومن قبل إيذاء المشركين له وهو يصلى عند الكعبة ويضعوا القاذورات على رأسه الشريف وما مر به فى عام الحزن من موت عمه وزوجته خديجة ولكن جاء السرور برحله الإسراء والمعراج والصعود عند سدرة المنتهى ولقاء المولى عز وجل وما حدث فى غزوة أجد وهزيمة المسلمين و إصابته صلوات ربى وسلامه عليه وبعدها أنتشر الدين و قويت الدولة الإسلامية .
فترات التعثر أحيانا تهدينا الى صواب التفكير وإعمال الفكر فتستطيع أن نعرف من المحب بصدق والمخلص الحقيقي ومن الكاذب و المنافق ، أنها الحياة تفاصيلها كثيرة ومتنوعة .
و يبقى الأمل شريان الحياة إيمانا بالله وثقة بوعده ويقينا يبعث الرغبة ويوجد الدافع من أجل استمرارية العمل وعدم السماح لتلك الأفكار السلبية أن تكبلنا بقيود اليأس والإحباط والتراخى.
دعوتى لنفسى وكل إنسان فى هذه المعمورة أن يستمر عازفا على أوتار الأمل ، لتعلو سيمفونية الحياة فلا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس كما قال الزعيم الراحل مصطفى كامل.
ما بالكم برجل يصنع الفلك فى الصحراء أملا فى النجاة بعد أن أستمر فى دعوة قومه ألف سنة إلا خمسين عاما أنه نبى الله نوح عليه السلام .
استمر فى الدعوة رغم خطاب المولى عز وجل له أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون .
الأمل محرك للنفس البشرية ومثير للاهتمام بالذات والأشياء يجعلنا نشعر بالحاجة للتقدم فقد جبل الإنسان على حب الحياة والتطلع فالطموح أمل والتفاؤل هو السبيل لتحقيق كل إنجاز .
واخيرا وليس بأخر اقولها بكل بثقة وإيمانا ويقينا أعزف بكل قواك على أوتار الأمل .