مجرد رأي..الحصاد المر 

هاهو العام يلملم اوراقه ليرحل الي ذاكره التاريخ تاركاً وراءه أحداثا وملمات عاشها معنا وعشنا معه فيها . لم يكن عام كسابقيه ولكنه كان عاماً مملوءاً بكل الصعاب والشجون والمآسي الانسانيه التي لا زالت تدور راحاها حتي الأن . عام له شخصية غريبة عاد بنا الي عصور التوحش و الهمجيه بين شعوب البشر وعصر من المشاكل التي نسينا معظمهما عبر السنين السابقه . دخل علينا فيها قطار الازمه الاقتصاديه بعرباته المتتابعة ولم تترك مجالاً الا وحملته في احدي عرباته . دخل  وابور المشاكل مسرعاً بدون استئذان وقوده ظروف دولية وحروب اقليمية و مسئولين ليسو هم من النوعية الي تستطيع القيام علي ازمات طارئه . لم نهنئ باستقرار الكهرباء وخلت اكواب الشاي من السكر وصرخت البيوت من شح البصل و غلو اسعاره . ازمات نسيناها من ازمنة بعيده ولكنها عادت تطل من جديد متأثرة بالعديد من العوامل وفساد من القائمين على توفيرها  . 

نشبت الحرب علي كافة حدود الوطن من اتجاه الشرق والغرب والجنوب . بردت العلاقات الحميمه بيننا وبين الاخوة وهم يستكثرون علينا ما نقوم به من بناء ومحاوله اللحاق بركب المدنيه . هكذا ظل العام يتأرجح بنا عالياً تارة و يهوي بنا تارة اخري . الشعب ينتفض خوفاً علي بلده ويعلن دعمه للاستقرار مع القيادة ومنحها الثقة مرة اخري ولكنه لم يمنح الثقه للقائمين علي المسئوليات الخدمية والإنتاجية وله في ذلك كل الحق . 

اسس للإستقرار ولكنه طالب بالتغيير ويا حبذا لو كان سريعاً . هو محاصر بالازمات والمسئولين العاجزين عن تحقيق احلامه . الوقت الحاضر يتطلب وجوهاً جديده تغير من شكل الحياه ولو بقدر يسير . لم يعد هناك مناص من ذلك وعليهم هم أولاً ان يدركوا ذلك . نحن محاصرون بالمشاكل الدوليه من كل اتجاه ولا نتحمل مشاكل داخليه لا يستطيعون معها سبيلاً . عام اظهر العالم فيه وجهاً قبيحاً للعنصرية الدينية وراحت ادعاءات حقوق الانسان واحترامها ادراج الرياح .اشتعلت من حولنا المؤمرات لمنع مياه النيل عنا بسد مشبوه يقوم عليه الاخوه من حولنا ويمدون الاحباش بما يحتاجونه من مال لإستكمال التحكمً في مياه مصر من منابعها واثاره القلاقل في نصفنا الثاني في السودان  . وهؤلاء من يريدون قذف الملايين من علي الحدود داخل اراضينا لينقلوا الينا فوضي لا يعلم الا الله مداها . كرنفال من المشاكل العاتيه تظهر علي مسرح الاحداث كالعاب السيرك المدهشه واحده تلو الاخري . لم يكن عاماً سهلاً مستساغاً ولكنه كان عصيباً متوتراً في كل مناحي الحياه . 

واذا كنا نناضل في وسط هذه الامواج العاتيه لنظل صامدين قائمين لا تكسر هامتنا امام الشعوب فأن علينا واجب ان ننحي اليأس جانباً وان نعمل علي ابتكار الحلول التي تجعلنا نقاوم هذا المد من المشاكل العاتيه . علينا ان نضع خطط واضحة وصارمة التنفيذ  للعام الجديد وان نتوقف عن نغمات حصاد الانجازات التي يتباري الجميع في إظهارها الأن  . ايه انجازات يتحدثون عنها هي عمل وواجب وليس فضلاً او منه من مواطن او مسئول . فالمواطن البسيط سيضحك في مراره عندما تلقي عليه هذه الاخبار وهو يعيش في لجه من امره لا يعلمها الا الله . واذا كانت القياده نفسها تخرج علي الشعب وهي تقول في كل صراحه بأن كل ما حدث  وتم تنفيذه مازال ينقصه الكثير والكثير . 

اذا فلا داعي ان يخرج علينا اعلاميين من هنا وهناك بعرض حصاد انجازات هذا او ذاك . لأن الجميع سيقول لهم كفانا من هذا الحصاد المر . 
والسلام ،، 

#سقراط