الكاتب : سقراط |
12:14 pm 10/12/2023
| متابعات
| 973
تذكرت حين وضعت عنوان الموضوع تلك اللافتات التي تلاحقنا في كل مكان تسألنا هل صليت علي النبي اليوم ؟ لا اعرف المغزي من طباعه وتوزيع هذا السؤال بهذا الشكل الذي نراه من حولنا ؟ هل هو للتذكرة او التأنيب علي النسيان او ربما كان له مدلول اخر لا اعرفه .
————-
ولكن الصلاة علي النبي كما اعرفها كامنه في القلوب لا علي الالسنه او تقال بالامر او عند الطلب . ربما تخرج عفوية لرؤية طفل جميل او منزل جديد او استفتاح ليوم او عمل علي ممر حياتك . المهم انها دائماً بدايات لشي جميل يثير الاطمئنان ويدعو للتفاؤل بكل ماهو قادم وجديد وكذلك بها التهوين علي ما استصعب عليك من امور . ووجدتني اسأل نفسي والاخرين علي نفس وزن هذا السؤال هل اديت واجبك اليوم ؟ انها سؤال لاستفتاح عهد جديد وتغييرات اصبحت رغبتنا جميعاً والنظر الي المستقبل من منظور ما اكتمل وما هو مازال حلماً . انه واجبك الانتخابي الذي تدلي فيه برأيك ايا كان هو . ربما يبتسم الكثيرين بما يثور في ذهنهم من خلفيه مسبقة عن هذا الموضوع .
————
ولكن دعونا نتوجه الي انفسنا أولاً قبل ان نحاسب الاخرين او ندخل في متاهه الكلام المنمق أو الاتهام المرسل . اليس جميع من تقدم للأنتخابات من المصريين ؟ نعم هم مصريون لهم كافة الحقوق وعليهم كافه الواجبات . ولكنك غير مقتنع بالثقل السياسي او القيادي لمن تراهم لأول مره علي ساحه الانتخابات . ربما . ولكن هناك أيضاً من يراهم اهل للمسئولية ولما لا وهم من رؤساء الاحزاب ولهم سجل مقبول في العمل العام ؟ . اوافقك الرأي ان الظروف التي تمر بها المنطقه والمخاطر التي تمر بها حدود البلاد لم يكن توقيتها في صالحهم بالمره و كانت عاملاً هاماً في التوجه نحو تحديد الشخصيه التي لديها القدره للتصدي لهذا الوضع الشائك حمايه للأمن القومي والحفاظ علي كيان الدوله . ودعني اكون اكثر صراحه معك واقول ليس كل من يعارض يجب ان يكون رئيس . المعارضه حق مشروع ولكنها يجب ان تكون معارضه لها اساس حزبي و كوادر شعبيه عريضه يتم بناؤها عبر سنوات طويله من العمل السياسي استعدادا لتلك الانتخابات وليست مجرد اشخاص مفرده تخرج قبلها بشهور قليله . أيضاً لن تكون كل مؤهلات من يرغب في الترشح انه لا يحب شخص المنافس أو غيره فهذا نوع من الهزل والفراغ فالسياسه لا تعرف او تعترف بتلك المفردات الهزيله . فعلي سبيل المثال معظم الامريكين لا يحبون شخص (ترامب) ولا اسلوبه ولكنه قد ينجح في الانتخابات القادمه لأن مصالح الناس والدوله ربما تتفق مع ادارته للأمور و سياساته علي الرغم من انها كما قلنا لا تميل اليه علي المستوي الشخصي و يكون اختياره طالما سيحقق لها علي كل حال اهداف حياتها ويحافظ علي قوه الدوله . هذا هو التفكير الناضج الذي يعلي المصلحه الفرديه والعامه علي حد سواء علي كافه العوامل الشخصيه الاخري . لذلك فكل من يبدأ مشواره بمقولات الحب والكره الشخصي يجب عليك ان تعلم انه فارغ وليس لديه ما يقدمه سوي هذه السلعه التي لا تهم الكثيرين وتلعب علي عواطف التغيير نحو المجهول .
———-
هناك قناعه بلا جدال عن وجود مشاكل ومن ينكر ذلك فأنه يدفن رأسه في الرمال ولكن منذ متي كانت المقاطعه والانزواء حل لتلك المشاكل . البعض الاخر قد يصرح بأن الموقف محسوم لضعف الاخرين وهذا خطأ فادح . فعدم مشاركتك والتصريح برأيك أياً كان هو من سيضاعف عندك هذا الاحساس . هناك من يري ان الرئيس الحالي هو الاوفر حظاً وهناك من يري تحميله بكافه المشاكل التي نعاني منها . هنا تظهر اختلاف الرؤي فهناك من يري نصف الكوب الفارغ و يتمسك بها علي الرغم من ان النصف الاخر مملوء بكثير من الاعمال والانجازات والتغييرات الهائله التي حظينا بها . و لا يجب علينا ان ننسي ان كثير من مشاكلنا هي مشاكل تراثيه تاريخيه واكبرها واعظمها اعتمادنا في معظم احتياجاتنا علي الاستيراد من الخارج واستهلاكنا الهائل . لست بمعرض تأييد مرشح علي الاخر فلكل منا وجهه نظره . ولكن ما اعنيه بصدق ان صوتك هام حتي لو لم تكن تدرك اهميته وسأقول لك لماذا؟ صوتك سيكون مؤشر للمرشح الفائز علي عدد من لم يقفوا في صفه وهذه رساله قويه له سيأخذها في الاعتبار . لانه سيدرك اهميه ان يكون للمعارضين قبل المؤيدين وستكون الصوره واضحه امامه عن عمق التأييد او المعارضه وستساعده علي تعديل ما قد يراه من قرارات مستقبليه بناء علي ما يستشعره من مؤشرات هذه النتائج . لذلك اري ان المفاجأت وارده وان صوتك قد يقوي من ظهورها او يدعم المرشح الاوفر حظاً في تخطي عقبه تلك المفاجأت التي قد يكون هناك عمل عليها في الخفاء فهذه طبيعه ايه انتخابات . ولذلك عليك ان تعي جيداً اهمية صوتك أياً كان رأيك و كن علي يقين انه لن يذهب سدي . ————-
عليك باعاده التفكير اذا لم تكن اديت واجبك اليوم وان تذهب غداً واذا استمرت معك حاله التفكير فأذهب بعد غد ولا تطاوع نفسك في الانعزال والانزواء. اما غير ذلك فلا تقارع اي سياسه او تعود لتقدح او تنقد الحال والاحوال فأنت من فرطت في صوتك وحقك وسيكون لغيرك كل الحق ممن ذهبوا الي اللجان في ان يفرضوا رأيهم عليك وعلي كل من يتعامل بسلبيه مع هذا الحدث الجلل .
ولك الرأي وعليك التنفيذ . والسلام ،،
#سقراط