الكاتب : سقراط |
11:49 am 22/11/2023
| رأي
| 1198
ذلك العضو معجزة الخالق في خلقه . اداة التعبير عن كل ما يموج داخل النفس البشرية و ربما الاحياء جميعها التي لا نفقه حديثها . اهتم به كافة علماء النفس والتربية لترويضه وتعليم الناس كيفية استخدامه . ذهبت حكمة الحكماء الى ان عدم استخدامه هو ( الحكمة ) ذاتها . به ينطلق المتكلم وينشد المنشد ويتلو الشيخ ويصدح المغني ويقذف به السافل . تنطلق منه الزغاريد لتعلن عن الافراح و ينعق به النواح في الاحزان . عضو مهم لا يهدأ يتحرك يميناً ويساراً ويعمل كمجداف المركب لقذف الطعام الى الداخل . هو وحش كاسر اذا خرج عن عقاله وهو اليف وديع طالما ظل محبوساً داخل جوفك . لا يكل ولا يمل في مشاركتنا في جميع مناحي حياتنا وينقل عنا الاخبار ويحدد الاهداف والنوايا . به يتواصل الناس ويفهمون بعضهم البعض . وبذلك تتحرك عربه الحياه بكل ما فيها من احداث واقدار .
———-
اجزم بأن كافة ما ذكرته معروف للكافة وربما اكثر مما ذكرت ولكن الجديد هنا ان هذا الانسان بذكائه المعروف استطاع ان يطوع هذا العضو وان يجعله اليفاً بعد ان ايقن انه جارح كاسراً . تعلم الانسان فن (الكذب) واعطي للسانه فرصه الحركه واللهو خارج جوفه بدون ان يؤذي . ثم طور الانسان من اساليبه فأصبح ( النفاق) هو الحلة الجديدة الانيقة التي يرتديها هذا العضو الماكر ليصبح ذئباً في صورة حمل وديع . اعجب معظم الناس بذلك ولما لا وقد اصبح هذا الوحش الكاسر طوع ما يريدون . و مع هذا كان علي الانسان ان يعرف ماذا استفاد من هذا الترويض وهل كان مردوده إيجابيا نافعاً ؟ . اشارت الاديان و الاعراف الانسانيه ثم الواقع ان هذا العلاج ليس ناجعاً وانه كالمسكن يعمل لفتره قصيره وينتهي مفعوله . وكان علينا ان نجد اسلوباً اخر نستخدم به هذا العضو بغير ضرر بعد ان اكتشف معظم الناس أساليب الكذب والنفاق لان الجميع طبقها وعرف مداخلها ومخارجها. وكان الساسة الدوليين هم على رأس المتزعمين لهذا التغيير وبدأو في وضع نظام التحور الجديد ليتفق مع مطالب السياسه واطماعهم ومشاكل العالم التي لا تنتهي . صاغ الخبراء لهم من العبارات والكلمات التي لا تدري عن ماذا تدل . عبارات مطاطية لا تعرف ماذا يريد صاحبها تحديداً. كلمات ذات صياغه جميله وكلمات مهذبه تعبر علي تطويع كامل للفكر و تجعله كالسوط الذي يطوع الاسد المحبوس في جوفه . ولكنك ستلاحظ ان حديثهم يصبح مثل خوار الابقار الغير مفهوم لك وخاصه في الاحداث والملمات العاتيه التي يتعرض لها دول العالم ، فلا تدري عما يتكلمون ولا تسمع منهم شئ مفهوم . يقفون متحلقين حول الميكرفونات لا تدري عن ماذا يتحدثون وبأي لغه يتكلمون . فلا يوجد لديهم الرأي ولا الرغبه في الحل وتكون المصالح المخفيه اهم بكثير مما يقوله حقاً كان او باطلاً . ويحذو حذوهم بعض المسئولين عن خدمات الناس العامه وهم يتحدثون بالجمل الفخمه والالفاظ الجزله والتعبيرات القويه بينما الناس في احياؤهم وشوارعهم تئن من اهمالهم وعجزهم وربما فسادهم . الكل اصبح يخور بلا معني والاهم من ذلك بلا مسئولية . فكلامه معسول والفاظه محسوبه تبدو في مجملها كخوار الابقار تلمزعجه في اذنك لا تدري اذا كان المتكلم صادقاً او كاذباً او مسروراً او مريضاً. انظر الي كافه تصريحات الساسة الغربيين والعالميين في مأساه حرب غزه . فأذا فهمت ما يقصدون و ما يريدون تحديداً في تصريحاتهم فأغلق هذا المقال ولا تستكمل قراءته. لأني لم افهم تعبير واحد منهم يدل علي توجه محدد او قرار جاد علي الرغم من كثره ما ادلو به من احاديث وتصريحات . اما اذا تكلمت بمنطق واحد صريح فأنك تتعرض لكافة انواع الضغوط والعقاب مثل التي نتعرض لها حالياً. هكذا اصبح ظلم الناس وقتلهم مغلفاً بكلمات وتصريحات لا تفهمها ولا تدرك معانيها . السنتهم اصبحت اسلحة فتاكه تختفي داخل افواههم . وعندما ينطلقوا بها فهي كصوت الابقار وهي تدوي ولا تدري ماذا بها وماذا تقصد ؟ . الفارق الوحيد اننا ظلمنا لسان الابقار في هذه المقارنه فهو ذو منفعه علي الرغم من انه ابكم . انه يؤكل ولذيذ الطعم بينما السنتهم فهي انصال جارحه ذات سم زعاف .
——-
وقاكم الله شر السنه المتحذلقين وخبراء ترويض اللسان والكلام هؤلاء لا يأتي الخير من ناحيتهم أبداً. والسلام ،،
#سقراط