للاعلان

Sun,24 Nov 2024

عثمان علام

مجرد رأي…السراب

مجرد رأي…السراب

الكاتب : سقراط |

07:58 am 16/11/2023

| رأي

| 1389


أقرأ أيضا: Test

مجرد رأي…السراب 


وقعت الواقعه . الثور الهائج يجري ويحطم ويقتل كل من امامه ليصل الي لمعه المياه المزعومه ليروي عطشه ويطفئ لهيب غضبه ولكن هيهات . فمنذ متي وكان السراب سقيا لعطشان او هدف يسعي اليه حائر  . هو اوهام وخداع للعين والنفس . و في بعض منه مورد للتهلكه . دخل افراد جيشهم مدججين بكل ما اوتو من قوه وبأس . ينازعهم الامل في القضاء علي بضعه رجال ملثمين اذاقوهم ذل المهانه والعار. وكلما اقتربو كلما زاد لمعان السراب ودعاهم الي استكمال ما بدأوه من جرائم . ها هم قد اصبحو علي بعد بضع خطوات من الصيد الثمين . فلنذهب و نقتلعهم كما تقتلع الاشجار من جذورها . الطريق ملئ بالاطفال والشباب الصغير ونسوه لا حول لهم ولا قوه . لا يهم فليذهب كل ذلك الي الجحيم ، سيذهبوا جميعاً تحت ارتال المجنزرات والدبابات والاحذية الغليظة.. لا يهم . سيكتب التاريخ في صفحات يجللها العار عن هذه المأساه الانسانيه المروعه ..لا يهم . سنحاسب جنائياً ودولياً عما اقترفت يدانا واقدامنا من اثم..  لا يهم .  سيموت منا بعض جنود أو يقتل الاسري ..لا يهم . سينهار المبني علي ساكنيه وعلي كل من يدخله بعد تلك التفجيرات المدويه تحت اساساته .. لايهم . ستخرج المظاهرات مندده بتلك الاعمال الوحشيه و تستنفر  بعض السياسين ممن استيقظت ضمائرهم من فظاعه مشاهد القتل والتنكيل لا .. يهم . سيطول علينا الوقت اذا دخلنا في دهاليز لا يعلمها الا الله ونجد ما لم توضحه صور التجسس التي بين ايدينا .. لا يهم . كل مايهمنا اصطياد هؤلاء الاشباح و قتلهم والتمثيل بهم لاشباع رغبه الانتقام وتذوق طعم الدم الذي نعشقه . وها نحن على بعد خطوات من الحلم وسنجدهم مذعورين خائفين يتساقطون بين ايدينا كما يتساقط الذباب في اطباق العسل . دخلوا الي المبني الواسع حسب ما اخبرتهم به جواسيسهم الذين باعوا ضمائرهم بحفنة من المال . دخلو دخول الابطال علي الاطفال والنسوة لا مقاومه ولا ايماء منهم  فمن اين لهولاء من قوه تجابه هذا الوحش الكاسر . اين الصيد ؟ اين الرجال الملثمين ؟ اين السلاح والعتاد واجهزه التفجير ؟ اين الصواريخ اللعينه ومراكز التحكم والقياده ؟  اين كل هذا ..لا شئ !! . ابحثو جيداً ايها الجنود لعلكم بالغيه! . تهتف اجهزه الراديو والاتصال..  لا شئ سيدي القائد مجموعه من غرف الاشعه و بعض من مخازن الادويه المنتهيه الصلاحيه . أ تدري ما تقول يارجل ؟ هتف القائد الملتاع !! نعم هذا كل ما وجدناه . والمال الذي انفقناه علي الجواسيس ونخاسي الحرب والعتاد الذي تدفق علينا من الراعي الاكبر بلا حساب هل ذهب  كل هذا هباء منثوراً ؟ . انها والله لهي القاضيه . ينهار الثور الهائج حسره وغضباً . لقد كان هذا المبني واسطه العقد ومبلغ الامل في تبرير كل ما اقترفناه من جرائم واهوال . أيذهب كل ذلك سدي ؟ يقف جميعهم حائراً لا يدري ما هي الخطوه التي تليها . اصبحوا اضحوكه للعالم كله ولم يعد يثق بهم احد . ها انتم دهستم الاخضر واليابس لتصلوا الي المستشفي العتيق وها هي الارض تهتز تحت ارجلكم بعد ان  تلقيتم درساً اخر منهم . لماذا لم تدركوا  حتي الأن بأنهم قد اصبحوا اكثر منكم ذكاء وفطنه . علمتهم الايام واساليبكم الوحشيه ومفردات الخيانه التي تعاملتم بها معهم اكثر مما تتصورن. اكتويت جلودهم واجسادهم ومشاعرهم بتاريخ طويل من الإضطهاد والقسوه والدم  مورس عليهم من عشرات السنين .  مات منهم الكثير واكتوت قلوبهم بكل مافعلتموه بهم وبشعبهم فكان ما رأيتموه  منهم من انتقام . فهموا طباعكم واساليبكم وطريقه تفكيركم وأيضاً جواسيسكم فأصبحوا اكثر منكم عنفاً وذكاءً و فطنه  وتعلمو فن المراوغه و دسو  السم في العسل للجواسيس فكانت معلوماتهم خاطئه وأورثتكم ما انتم فيه الأن . فماذا انتم فاعلون ؟ 
 
يدور ذهنهم بسرعه البرق يبحث عن ايه جهه اخري لعلنا نفتعل معها معركه  تطوي صفحه الخيبه التي نعيشها ! . هؤلاء المصريون تعلمو فن المراوغه ولا يعطونا سبيلاً لمناوشة او اشتباك . من اين تعلم المصريون هذا الذكاء ، هم قوم انفعاليون يثورون لأتفه الاسباب ويقعون في اخطاء تكون لنا عوناً عما نفعله . ولكنهم اصبحوا من الفطنة بما لا يمكن جرهم الي خناقه  او مناوشه أياً كانت . المشكله مع المصريين سيكون لها دوي هائل وستغطي علي كل ما حدث . لا يهم ان نفقد بعض جنود وشئ من العتاد ولكن النتائج ستكون ايجابيه في النهايه و سينسي الجميع سراب المستشفي ويتجه الي مشكلتنا معهم . انه صيد ثمين اخر ولكن كيف لنا ان نحصل عليه وهم علي هذا الحال من الهدوء الغير معتاد والتوجهات ذات ابعاد لم نعتادها منهم  . لا نريد ان نتجه الي لبنان او سوريا او حتي الاردن فأرضها  مستنقع لا نهايه له ، طرقها وعره بها الكثير من الفخاخ  وبها من المليشيات والسلاح الكثير و نحن في غني عنه الأن فيكفينا ما حدث . 
يظل التفكير سيد الموقف ، والثور يقف حائراً الي اين يتجه بعد ان جره السراب الي موقف لا يحسد عليه . الجميع من حوله يتضاحكون عليه وينتظرون منه ان يعود ادراجه من حيث اتي لعله يحافظ علي ما تبقي له من ماء وجه او حتي كرامه . وهي علي كل الاحوال ليست في قاموس تعاملاته. هل يرجع ام يستمر ؟ هل يتأهب الي مفاجأة اخري من هؤلاء الاشباح ؟ هل يرضخ للمهادنة ولو الي حين ؟ هل سيكون الرأي العام في بلده هو الجزار الذي سيجهز عليه وتنتهي الحكايه ؟ الايام هي من ستخبرنا . والسلام ،، 
#سقراط

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟