الكاتب : سقراط |
05:45 am 05/11/2023
| رأي
| 1318
ينادي المنادي في الحاره مجلجلاً " عيله تايهه ياولاد الحلال" ببلوزة نايلون علي جيبه ترجال. الناس من حوله يمشون وكأن الامر لا يعنيهم . فالحاره بها سوق كبير والجميع مشغول بحاله واحواله. هي بنت صغيره تلبس ملابس الاطفال بها الاخضر والاحمر والاسود والابيض . جميله بيضاء ذات عيون زرقاء . ذهبت مع اخوتها الكبار الي معترك السوق الهائل . انشغل اخوتها عنها كل منهم يطمع في التجاره والمال والنفوذ . تاهت الصبيه في زحام الدنيا والسوق . في لحظه اصبحت بلا اهل او عشيره . مشيت في حواري السوق تتابعها الاعين تارة و يسألها بعضهم عن اهلها فتقول ( ضاعو ) . يذهب عنها الجميع الا من جماعه تلاحقها اعينهم من بعيد . مجموعه من الغجر يلبسون القبعات السوداء وذقونهم طويله . يعيشون منعزلين عن العالم . يمارسون جميع الاعمال. لا هم لهم الا جمع المال من اي جهه حتي لو بالتسول . عيونهم جائعه نهمه تجاه تلك الفريسه . يخططون للاستيلاء عليها فستكون لهم مورداً للمال ونسباً.
————-
ذهبو الي شيخ الحاره بطلبهم تلك البنت الصغيره و سألوه في امر الطفله الجميله واذا كان لها من اهل أو صاحب . وعرف شيخ الحاره ما يرمون عليه . ( فوعدهم ) بمنحه اياها شريطه ان يذهبو بها بعيداً عن حارته اتقاء لشرورهم وقذراتهم المعهوده . تهللوا فرحاً فقد نالو ( الوعد) بأن الفتاه لهم وخاصه بعدما عرفو انها ذات اصل وحسب ونسب ولها من الاراضي والارث الكثير . هاهم اخيراً سيجدون أملاكا واراضي تجمع شتاتهم . لم يضيعو وقت وبدأو في التصرف سريعاً و استضافو الفتاه وعرفو منها معلومات كثيره عما تملكه من اراضي واموال . ذهبت مجموعات منهم تعاين الاراضي وتنصب لها فيها خيام . اخوة الفتاة لم يحركو ساكناً بعد كل هذه المده الا من بعض سؤال عنها علها تظهر وتعود فكلهم مشغول بحاله و أولاده واملاكه . —————
تجمعت فلول الغجر في اراضي البنت الصغيره وادعو انهم اهلها وملكها هو املاكهم فلا اهل لها ولا صاحب . اصبحو قوة وكثرة بعد ان تجمعو وزادت اعدادهم . تنبه الاخوه وحاولو استعاده الفتاه واراضيهم ولكن الوقت فات واصبحت فلول الغجر جحافل وتمركزت اعدادهم ومنحوا شيخ الحاره ومن حوله الكثير من الاموال ليشهد لهم بأن هذه الفتاه هي غنيمه بكل ما تملكه من ارث. ثار اخواتها وهجمو علي الغجر في قتال عنيف ولكن هيهات فالغجر اصبحو قوه وظهر مالهم المدفون واساليبهم اللعينه في الوقيعة والخيانه.
————-
انتشر الخبر في المدائن وتدفقت اعداد كبيره من الغجر لتعيش في هذه الارض الجميله ويكون لهم مخيم كبير بعد طول عذاب وتشرد . الفتاه الجميله حائره بين هذا وذاك . الكل يطالب بها وأملاكها. تشاهد الاقتتال بين اهلها الجدد وبين اخوتها الذين فرطو فيها منذ القديم ولا يستطيعون الأن شأناً مع الغجر . تنابذ الاخوه واتهم بعضهم البعض بأنه كان السبب في ضياع الفتاه ومات ابوهم والكبار منهم وورث الابناء والاحفاد ميراث الخلاف والاختلاف و ورثو أيضاً وصيه ابائهم بضرورة استعادة الفتاة الصغيرة وضياعها المفقوده . وظلو علي هذا الحال سنين كثيره ولا فائده . فلا الفتاه عادت ولا ارضها استردت . ———
يموت الكثيرين ويولد اخرين ومازالت الفتاه ضائعه تبكي دموع الحسره والخوف . فهي لا تستطيع الهروب من الغجر فقد اصبحو قوه ولهم من التجاره والاتباع والانصار الكثير . و اخوتها الكبار انصرفو عنها بعد ان شبعو حروب مع الغجر بدون فائده تذكر و حتي بعد ان قبلو قسمه املاك الفتاه مع الغجر .
———-
وتظل الفتاه حبيسه وربما ظل المنادي القديم يجلجل في الحاره ( عيله تايهه يا ولاد الحلال) . الجميع مشغول بحياته و تذهب اجيال وتأتي اخري والفتاه علي حالها صغيرة جميلة بيضاء ذات عيون زرقاوين حبيسة تنتظر المجهول . والسلام ،،
#سقراط