الكاتب : سقراط |
07:20 pm 03/11/2023
| رأي
| 1614
بدأت تبعات حروب المنطقه وتواتراتها تؤثر علي حياتنا اليومية بعد ارتفاع سعر البترول العالمي لمستويات عالية لم يعد الاقتصاد يتحمل معها فروق اسعارها المحليه . استمرار هذه الفجوه في الاسعار ستؤدي الي اختلال هيكلي في الموازنه العامه للدوله وهو الامر الذي لا يمكن تداركه الا بتخفيض فجوه فرق السعر بين العالمي والمحلي حتي لا تتأثر قطاعات اخري .
——
نحن دولة مستورده لأكثر من نصف احتياجاتها من الخام ونستورد بعض المنتجات النهائية مثل السولار ولحين الانتهاء من المشروعات الجارية الحالية بأقصى سرعة للاكتفاء الذاتي من المنتجات بينما سيظل ما نستورده من خام قائم .
———
لا اعتقد ان الاسعار فى العالم كله ستظل عند نفس المستوي فحده التوتر تزيد وهناك اطراف اخري على اهبة الاستعداد للتدخل واشعال الموقف برمته. وسيظل مؤشر اسعار البترول في تزايد طالما استمر هذا التوتر . وسترتفع حتماً أيضاً بالتوازي الاسعار المحليه. ——-
لن يفيد الآن مناقشة ما يحدث واقعاً ويجب علي كل منا ان يتدبر امره . اسعار الوقود اصبحت عالية وهي كذلك في جميع بلدان العالم . لم يعد لدينا ترف استهلاك الوقود بلا داعي في رحلات اللف والدوران عديمة الفائدة وخاصة ما يقع منها في داخل المدن المزدحمه . ترشيد استخدام السيارة المنزلية اصبح ضرورة بعد ان اصبحت تكلفة تشغيلها عالية جداً اذا ما اخذنا في الاعتبار الزيادة الهائله في تكلفه الصيانه والزيوت والاطارات علاوة على الوقود . استخدام المواصلات العامة ذات الطابع الراقي وقد اصبحت متعددة بات بديلاً واقعياً ومقنعاً لأصحاب السيارات الخاصة وهكذا يفعل كل من يسكن مدن العالم الكبيرة .
———-
لم يعد هناك حلول اخري تتفق مع الواقع الذي نعيشه سوي الترشيد والتفكير في حلول مبتكره لخفض رحلات السيارة واستهلاك الوقود . وهناك نماذج من تلك الافكار نفذها الناس بالفعل . جميعنا أو اغلبنا سافر الي الخارج في مهمات عمل او تدريب ونعلم يقيناً التكلفة العالية للانتقالات الداخلية وخاصة التاكسي الخاص في مختلف الدول العالم وتأتي تكلفته المرتفعه نتيجه ارتفاع اسعار الوقود في دول اوربا وامريكا . وكان هذا يمثل هاجساً ثقيلاً علينا خلال تلك الرحلات وكنا نبحث عن المواصلات العامه النظيفه ونستمتع بركوبها .
————
انتهي وقت الشكوي والتذمر من اسعار الوقود المرتفعه لانها مرشحة بقوة لزيادات اخرى في حالة استمرار تلك الاوضاع المتوترة. لم يعد هناك امامنا سوي (الترشيد) وضبط ميزانيه الانفاق علي الوقود وخفض استخدام السيارات لأدني مستوي ممكن.
———
ما اقوله اصبح واقعاً لا نصيحة وبغير ذلك فعليك ان تتحمل التكلفه بدون تذمر او تبرم . انتهي عصر الاعتماد علي الحكومة في كل مناحي الحياة ومتطلباتها كما ترسخت ثقافتنا منذ عهد الزعيم عبد الناصر علي التعليم المجاني والكهرباء والغاز والمياه المجانية او ذات القروش القليلة. اختلفت احوال الدنيا وتكاليف المتطلبات الاساسيه للحياة بزيادة اعداد الناس وشح الموارد الطبيعية لدينا وعلينا ان نتعامل مع متغيراتها والا سنظل في حال من الشكوى الدائمة بدون مجيب وسيظل مع دلك الواقع حاداً وصعباً .
ضبط ميزانيات الاسره اصبحت من اهم عوامل الاستقرار المجتمعي ولن يتأتي ذلك الا بالترشيد وخفض التحركات اليومية قدر الامكان و دون ذلك فعليك ان تتحمل دون ان تغضب.
والسلام ،،
#سقراط