الكاتب : محمد العليمي |
04:59 am 02/11/2023
| رأي
| 1842
هل أخترت ؟ وماذا ستختار ؟ متردد …. هذا طبيعي ولكن ماذا ستقرر في النهاية ؟ هناك خياران أحدهما يحملك نحو الراحة والآخر يحتاج منك أن تخطو وتعاني وتتسلق المرتفعات، هل ستختار الراحة أم المثابرة؟ إختر ما تشاء، إختر وعليك أن تتحمل تبعات ذلك وحدك، ولكن دعني أهمس في أذنك لعلها تكون خير من عقلك، يا عزيزي الإنجازات العظيمة غالباً ما تتحقق ونحن نعاني تحت وطأة المشاكل والأزمات، فالضغوط التي تدعي أنك لا تستطيع تحملها هي ما تُحسن أدائك، فلا تظهر طاقتك في أبهي صورها إلا عندما تحتدم الظروف من حولك، ولا يظهر معدنك الحقيقي إلا عندما تخرج من منطقة الراحة وتبدأ بالشعور بأنك علي المحك، فالتحديات هي التي تُخرِج أسمى ما فينا، إن أوقاتك المريحة لا تجعل منك شخصاً أفضل، بل تجعل منك شخصاً كسولاً ومستسلماً ومتبلد العقل، البقاء في منطقة الراحة والأمان لم يحدث أن جعل إنسان يعلو ويسمو.
قد تكون الطبيعة البشرية في حد ذاتها تميل إلي أقل الطرق صعوبة وأكثرها راحة، وقد تتفق الأغلبية العادية في تجنب الصعاب وتفادي الضغوط، لكن العظمة لن يدركها أبداً شخصاً عادياً، ودائماً أتذكر قصة المستكشف الشهير هيرنانديز كورتيز، عندما نزل علي شواطئ المكسيك في القرن السادس عشر وأراد أن يغزوها بجيشه وخاض معارك ضاربة وسط إنتشار الأمراض بين جنوده وندرة في المياة والإمدادات، وبينما كان الجيش يسير نحو المعركة، أمر كورتيز أحد ضباطه ليعود للشاطئ وينفذ أمراً واحداً وهو حرق مراكب جيشه حتي لا يصبح هناك سبيل سوى النصر "هذا هو بطلي المفضل".
التحديات تقوم بدور رائع في تعريفك علي أفضل وأسمى ما فيك، تخيل معي ولو للحظة؛ إلى أي مدى يمكن أن يكون حضورك قوياً ومؤثراً -في عملك أو حياتك- إذا لم يكن الإنسحاب والتراجع خياراً مطروحاً؟؟ كم ستحقق من نجاحات! وكم ستصبح أكثر جرأة وإقداماً! وكم ستعمل بجد واجتهاد؟ وكم ستصبح حياتك مؤثرة لو علمت ان "مراكبك قد إحترقت" وان الفشل ليس إحتمالاً ممكناً، فالمعادن تتشكل بالنار والماس يتكون تحت الضغط الهائل والعظماء يتشكلون من خلال العيش بمنظور مختلف، ذلك المنظور الذي يخبرهم ان يتعين عليهم النجاح ولا شيء سوى النجاح.