الكاتب : سقراط |
06:44 am 01/11/2023
| رأي
| 1112
لا ادري تحديداً سبب للكتابه في هذا الموضوع الشائك . ولكن مايدور حولنا في العالم يجعلك تراجع كل ما تعرفه عن بني اسرائيل في كل قراءتك ومنها بالطبع الكتاب السماوي والمقدس الذي تؤمن به . هذه الهجمه الدينيه الشرسه التي نراها هذه الايام في اوروبا وامريكا تأييداً لبني اسرائيل تحدث لأول مره منذ ان وعيت علي النزاع العربي الاسرائيلي المرير . لأول مره تجد الاوربين والأمريكيين يدخلون منحني العلاقات علي اساس ديني وهذا هو المستغرب في هذه الايام تحديداً. لماذا ظهرت النعرات الدينيه الموجهه أساساً ضد الدين الاسلامي . ولماذا اتجهت اغلب الدول الي تديين الخلاف بدلاً من تسييسه علي عكس المرات السابقه . اشتعلت فجأه الجذوه العنصريه الدينيه التي لم تنطفئ أبداً حتي بعد ان وصل الانسان الي اقصي درجات العلم والحضاره .
———
تجد وزير اقوي دوله متحضره في العالم يفتخر بديانته اليهوديه قبل كل شئ . ثم تجد رئيساً للكونجرس يعلن ان مسانده اسرائيل هي امر الهي في الانجيل ، كل هذا يحدث من اكبر دوله مدنيه متحضره في العالم . أوسعتنا تقريعاً في مجالات حقوق الانسان و نبذ العنصريه و ضروره التعامل العلماني مع البشر بغض النظر عن معتقداتهم وديانتهم . ما الذي حدث إذاً ؟ اري في ذلك ان اسهل واسرع طريق الي التوحد هو التحزب الديني فهو الطريق الوحيد القادر علي لم الشمل بسرعه متناهيه ويوحد الشعوب لتقبل الحرب خارج اوطانها و يبتعد عن معتركات السياسه وينحي تضارب المصالح جانباً ولو الي حين .
وهذا ما اعتبره ذكاء من القائمين علي ذلك التوجه ومن اليهود بصفه خاصه الذين ادخلو المنحي الديني في الصراع بذكاء متناهي . المشكله الحقيقيه ليست مع اليهود في حد ذاتهم ولكن مع أيدلوجيته المستحدثه وهي قواعد واحكام ( صهيون) . التي ابتسرت من الدين اليهودي كل ما يمكنها من السيطره علي الارض والشعوب .
———
الاستاذ( يوسف ادريس) شرح هذه القاعده باستفاضة بالغه الدقه في كتابه ( فقر الفكر وفكر الفقر) وأوضح جميع معاملات ما تقوم عليه هذه الأيدلوجية بعيداً عن معطيات الدين اليهودي كديانه لها من الجذور والتاريخ الكثير . واذا كنت عزيزي القارئ لست من هواه القراءة المتعمقة في مثل هذه المواضيع فلعلك بالتأكيد قد قرأت القرآن أو اي من الاناجيل وستجد ان في كثير من صورها واياتها تفضيل الله لليهود وقالها صريحه ( اني فضلتكم علي العالمين ) . بينما صلي يسوع في الهيكل . ولكن النهايه كانت واحده في كلا الكتابين فكانت في كتاب الاسلام انهم باءو بغضب من ربهم وكتبت عليهم الذله والمسكنة نتيجه كل ما فعلوه في نبيهم وكفرهم بكل الايات التي ارسلها الله اليهم . وعلي الجانب الاخر بشرهم يسوع بخراب الهيكل .
————
هذا اسهل توصيف لما حدث من هؤلاء القوم وبهم . علوم الانسانيات فيها من المتسع من المعلومات والحقائق الكثير الذي لا يمكن حصره ولكن خلاصه القول للقارئ العادي بأن اليهود قوم خلاف منذ الازل وكانو محط اهتمام ورعايه ربهم وخذلوه وكفرو بآيات أنبيائه من اليهوديه الي المسيحيه انتهاء بالإسلام. وتتوارد الايام وتتغير المسالك والممالك . وانتهت البشريه في قوانينها الجديده الي ضروره الفصل بين ما تدين به لعباده ربم وبين ما تقوم به من عمل وعلاقتك بالاخرين . واصبح الدين من الخصوصيات لا من الضروريات . اتفق اغلب الناس علي ذلك ليطفئوا نار الخلاف العقائدي ويتفرغوا لأعمال دنياهم . اما نراه الأن فهو بالتأكيد مفاجأة كبيره لنا وربما تفوق مفاجأة الحرب الاخيره التي نعيشها الان. فكل من حولنا اتجه الي الدين بصوره ملفته وباتفاق غريب يرقي الي مستوي التنسيق الدولي . هل هي سياسه الالتفاف علي كل الاعراف و قواعد القانون الدولي ؟ هل هي محاوله لوأد كافه قرارات الامم المتحده الخاصه بتلك القضيه ودفنها للأبد؟ هل هي رخصه لعمليات التدمير والاباده بدون وازع من ضمير او انسانيه . ربما . ولكن ما اميل اليه بأن تديين القضيه هو حل شيطاني غايه في الذكاء لتنفيذ كل ماسبق من تساؤلات وفي حاله جارا العرب العالم في اظهار الخلاف الديني مع اليهود و تصدير فكره ضروره القضاء عليهم سيكون ذلك اكبر خطأ استراتيجي يمكن ان نقع فيه وستضيع قضيه الشعب الفلسطيني للأبد واعتقد ان هذا هو الفخ الذي يدبر حالياً بإحكام . هكذا يظل اليهود في بؤره الاحداث والمشاكل عبر الاف السنين ولن ينتهي ذلك لأن هذا وعد الله لهم وعليهم . وستظل معركه النهايه المزعومه هاجساً في عقول كل صاحب دين أياً كان وتظل البشريه علي طريقها المحتوم لتحدد بعقلها ويدها نهايه العالم ونهايتها . والسلام ،،
سقراط