:سماح صبري

كنت أكثر إدراكاً لأهمية قطاع البترول ومساهمته منذ السبعينات فى تطور الإقتصاد المصري والحياة الإجتماعية، وكنت أكثر حرصاُ على تطبيق ما تعلمته فى مادة إقتصاديات الطاقة وإستعدادا للمناقشات حين تطلب الأمر ذلك ، ولازلت أفخر أن أول بحث إقتصادي أعددته بكلية الإقتصاد عنوانه "دور قطاع البترول فى تطور الإقتصاد المصري" ، كان البحث يتناول مساهمة القطاع فى الناتج المحلى الإجمالي وقدرته على توفير فرص عمل ، وحجم وقيمة الصادرات والواردات من البترول الخام والمنتجات في ميزان المدفوعات، وإنعكاس القطاع على الحياة الإجتماعية والبيئة المحيطة من خلال تحسين مستوى معيشة الأفراد، بالإضافة إلى نقل الخبرات وتطبيق أحدث وسائل التكنولوجيا العالمية. ولعلي أرى من الأهمية أن يتم تعميم دورة تدريبية عن " إقتصاديات الطاقة " لكافة العاملين بهذا القطاع الحيوى بما فيهم المحاسبين والإداريين، فضلا عن الفنيين والمتخصصين، حتى يكونوا مؤهلين فكرياً وسلوكياً للتفاعل مع بيئة ومتطلبات العمل، لا سيما وأن دائرة علم الاقتصاد تدور فى فلك ثلاثية (الإنتاج والاستهلاك والتوزيع). وبالتالي يصبح العاملون أكثر تفهماً للمخاطر التشغيلية والبيئية، ومعرفة بأهمية الإستثمار وعمليات التسعير والتقييم، ودراية بالعلاقة الوثيقة بين أسعار الذهب والبترول والدولار، بالإضافة إلى مرونة العرض والطلب محلياً وعالمياً. وما شابه ذلك من موضوعات تمس بشكل مباشر قطاع الطاقة ولها أثر على حياة العاملين العملية والإجتماعية، فيبيت العاملون خيرَ سفراءٍ للحديث عن إنجازات القطاع ودوره فى عملية التنمية والرد على الإستفسارات التى يطرحها من هم خارج إطار العلم به والعمل فيه. تضم "إقتصاديات الطاقة" موضوعات غاية فى الأهمية تساعد على زيادة وعي العاملين بأهم الجوانب التى يطرحها العالم حديثاً، كمفاهيم الإستدامة والتغير المناخي، وتحرير أسعار النفط، ونمو الطلب، وإقتصاديات البنية التحتية للطاقة، والسياسة البيئية، ومحددات العرض على سبيل المثال لا الحصر ، ولحين تطبيق الفكرة أو إعتبارها كأنها لم تُذكر، أدعو المهتمين من العاملين بالقطاع إلى قراءة الموضوعات المختلفة التى تطرحها "إقتصاديات الطاقة". وليحدث بعضكم بعضاً عن " قاعدة هوتلنج " ..!