للاعلان

Sun,24 Nov 2024

عثمان علام

مجرد رأي ..ذكري سعد باشا

مجرد رأي ..ذكري سعد باشا

الكاتب : سقراط |

01:41 pm 12/10/2023

| رأي

| 1240


أقرأ أيضا: Test

مجرد رأي ..ذكري سعد باشا 

 
حلت خلال شهر اغسطس ذكري رحيل  الزعيم الكبير (سعد باشا زغلول)  . واحد من اهم واكبر  زعماء مصر الوطنيين. كان زعيماً مفوهاً حظي بحب الناس واحترامهم فكان والداً واخاً وابناًً لهم . اشعل نفيه خارج البلاد  ثوره ١٩ التي اندلعت في طول البلاد وعرضها رافضه لأبعاده ومطالبه بالحريه وعوده الباشا الي وطنه  . كانت ثوره خالده اظهرت ترابط المجتمع المصري في مواقف وطنيه لم تتكرر  في تاريخ مصر الحديث. و اجتمعت الامه علي تفويض (سعد باشا) بالحديث نيابه عنها في مواجهه الاستعمار الانجليزي الجاثم علي صدر البلاد وكان اكبر تفويض وطني يحظي به واحداً من افراد هذا الشعب . تفويضاً فاق الانتخابات قوه وتخطي تأثيره كل انواع الاختيار او التوافق  الشعبي . ظل سعد باشا رمزاً لثوره الشعب وعنواناً للحريه التي ينشدها وقائداً وزعيماً له . كان زمن (سعد باشا)  عامراً بالحس الوطني الجياش و قوه التعليم وترابط مجتمعي صلب . انصهر الشعب في حب وتأييد هذا الرجل وصار ( الوفد) الخاص به علامه فارقه في تاريخ هذا البلد . اصبح حزباً من بعده يمثل التيار  الحر علي مر ازمنه كثيره مضت  عليه وكان له من العظماء امثال مصطفي باشا النحاس  وفخري باشا عبد النور حتي وصلت الي  فؤاد باشا سراج الدين . ولكني مايهمني توضيحه للسادة قارئي هذا الموضوع هو قوه الحركه المدرسيه والطلابية في هذا الزمان . تظهر المشاهد التاريخيه لتلك الثوره قوه وعزيمه العناصر الطلابيه في هذه الاحداث  المجيدة. كانت المدارس انذاك في اكبر و ابهي  صوره من الالتزام والنظافه والانضباط . الجميع يرتدون الملابس الرسميه من بدله وكرافت وطربوش . و تري الطالبات في زي محتشم موحد يلتزم بالاناقة ايضاً . كانت هناك مدارس ذات شأن وظلت علامات فارقه في تاريخ التعليم المصري والثورات الشعبيه . هناك كانت مدارس ( السنيه الثانويه) ، ( اسماعيل القباني) ، ( نبويه موسي) ، ( الخديوية) و ( السعيدية الثانويه)   ، ( الاقباط الكبري ) و( الراعي الصالح) بشبرا  و الليسيه  وغيرهم كثير . لم تكن مدارس ولكنها كانت ايقونات ترصع جبين البلاد علماً ونوراً  . كانت معاهد للعلم ومنابر للثقافه ومراكز للجهاد والوطنيه. ظلت علي عهدها المزدهر  لفترات طويله ويتذكر جيل منا مازال المثير منه حي يرزق كيف كانت امتحانات هذه المدارس في مختلف المواد الدراسيه والتي كانت الكتب الخارجيه تتسابق لنشرها وحل اسئلتها.  كان امتحانات تلك المدارس تحديداً مرجعاً في حد ذاته وكانت الاجابه عليه نوعاً من الانجاز  و يمثل منتهي افكار تلك الماده بكل ماتحويه  من صعوبات او قدرات تظهر ملكات التفوق والذكاء عند الطالب  . هكذا كان التعليم في تلك المعاهد قوياً وجاداً  ، له حياه متكامله. يحظي الخريج بكافه عناصر  القدره علي مواجهه الحياه في حاله الاكتفاء بالشهاده التي تمنحها وكانت التوجيهيه او البكالوريا  في ذلك الوقت . أو مسوغاً قوياً لاستكمال التعليم الجامعي بكل ما فيه من صعوبات وتحديات . كانت تلك المعاهد الخالده معامل لتفريخ رجال ونساء علي قدر كبير من النضوج . كانت الاجساد فارعه متكامله قويه . يظهر في عيونهم بريق  التحفز لتحمل المسئوليه العلميه والوطنيه في نفس الوقت . يخرج حديثهم مع بعضهم  هادئاً ملتزماً. هكذا كان (سعد باشا) محظوظاً بوجود هذه الشريحه القويه المتنورة من المجتمع في عهده  . كانت قيادات شبابيه بحق ، لم يدفعها احد لتشغل وظيفه او مركز عنوه بدعوي تمكين الشباب .  تتوالي الازمنه و مازالت تلك المعاهد العلميه علي اسمائها في وقتنا الحاضر  ولكنها خلت من تلك النوعيه من الطلاب والقيادات الشبابيه . اصبحت ألان تمتلئ بشباب صغير الحجم سليط اللسان ، يتكلم بيديه ورجليه . حديثه وثقافته متهاويه او معدومه .  اغلبهم ظواهر صوتيه تداري  الكثير من الجبن  و تفتعل المعارك الوهميه لمحاوله تقليد كلمات وحركات بعض فناني ادوار البلطجه الخاويه . وهكذا انطفئت مشاعل تلك المعاهد وباتت تقذف بجحافل من هؤلاء الاطفال عديمي الذوق والثقافه ، تراهم كمجموعه من  الاشقياء تهرب مذعوره مع اي صفاره امن . انتقلت العدوي للجامعات واصبحت تمتلئ بمثل هذه النوعيه من الانتاج البشري الردئ . لن تجد منهم فكراً ولا ابتكاراً وأغلبهم لا يعرف حتي كتابه الكلمات العربيه بطريقه صحيحه. تجد معظمهم لا يدركون مايدور حولهم من مشاكل مجتمعيه او امنيه أو دوليه . كل ما يهمه متابعه  فضائح  برامج التواصل الاجتماعي وان يذهب اخر الليل منهكاً ليجد طعامه وشرابه بدون تعب او تقدير و في سطحيه شديده  لقيمه الحياه والعمر . هل  لو كان مثل هذا الجيل  موجود في زمن (سعد باشا)  كان سيجعل منه زعيماً وقائداً؟  . هل مثل هؤلاء كان سيكون  لهم من العزم ما يمكنهم من محاربه قوات الاستعمار الجباره؟  . و الان عليك ان تدرك ان القياده وقوتها لا تأتي من تلقاء نفسها ولكنها تنبع وتنشأ من قوه العناصر المؤيده لها وبفكرها وبمبادئها .  بمثل جيل شباب (سعد باشا) كانت بلادنا قويه،  بهم و بمجتمعها المتماسك الذي لا يعرف معني التفرقه الدينيه . كانو شباباً  متعلماً  بطريقه صحيحه واعياً  لشئون وطنه و مايحيط به مشاكل وتحديات  . و انعكست تلك القوه علي كل مظاهر الحياه وعناصرها في هذا الوقت .  كانت عملتنا الوطنيه قويه وتفوق قيمتها العمله الانجليزيه ذاتها  ، العمل كان متقن ، الانتاج الوطني يكفي احتياجاتنا في المأكل والملبس،  وكذلك وجود  حياه سياسيه وطنيه بكل ماتعنيه الكلمه من معاني . رحم الله (سعد باشا)  وزمانه . و تحيه لكل من ضحي بعمره وشبابه ومستقبله لنصره (سعد باشا) و قضيه وطنه ليكون لبنه في بناء حريه هذا البلد . ستظل ذكراك وذكري شعبنا الوفي القوي في هذا الزمان  حاضره ( محلك سر ) في عقولنا وقلوبنا . لم نستطع ان نتقدم او نتفوق  علي ماقدمتموه لنا و لبلدكم من تضحيات واخلاق والتزام و ستظل ذكراكم ساطعه لا تأفل أو تمحوها الايام . 
والسلام ،، 

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟