للاعلان

Sun,24 Nov 2024

عثمان علام

مجرد رأي…من ساحة الحرب الى منبر الكنيست

مجرد رأي…من ساحة الحرب الى منبر الكنيست

الكاتب : سقراط |

02:58 pm 06/10/2023

| رأي

| 1174


أقرأ أيضا: Test

مجرد رأي…من ساحة الحرب الى منبر الكنيست 


لم يكن يتصور اي انسان علي وجه هذه الارض ان من قام بتدمير نظريه الجيش الذي لا يقهر  بعد سنوات من الحروب المريره سينزل مطار بن جوريون وتتطلع الي سلم الطائره عيون قاده اسرائيل الكبار  وكأنها تنتظر كائن من عوالم اخري ووسط حفاوه عتاه زعماء  الدين اليهود في مشهد مهيب يظل من اكثر المناسبات اهميه في تاريخ البشريه . ويلقي خطاب من علي منصه الكنيست الاسرائيلي في حدث لم يتكرر منذ نشأه اسرائيل وحتي الأن . القدره علي مواجهه العدو في عقر داره وتبادل المصافحه والابتسامات هي قدرات خارقه لا يستطيعها معظم البشر . هذا الرجل العبقري الذي قاد واحده من اكبر معارك الانتقام والتحرير في العصر الحديث ، هذا الرجل الذي نسف حصون واوقع خسائر فادحه في المعدات والافراد ، هذا الرجل الذي انطلقت مدافعه تدك التحصينات وتحيل كل ما امامها الي اكوام من الدمار ، هذا الرجل الذي حلقت طائراته في اسراب مخيفه كأسراب النسور الجارحه تخطف كل ما امامها من اهداف ومنشآت، هذا الرجل الذي قاد معركه السويس المجيدة ومعه رجال يضن الزمن ان يجود بمثلهم بكل مافيها من تضحيات واهوال ، هذا الرجل الذي انهارت امام قواته معاقل الدفاعات البريه الاسرائليه و اصبح الطريق الي تل ابيب مفتوحاً لولا تدخل ( امريكا) بكل قوتها العسكريه الجباره . هذا الرجل الان يقف مرتدياً الزي المدني يهبط من طائرته مبتسماً مصافحاً قاده اعداء الامس وكأنه لم يفعل بهم الافاعيل و كاد ان يجعل دولتهم  جزء من الماضي . الرجل يعلم تماماً قواعد اللعبه العالميه ويعرف ان هذه الدوله جزء من ( امريكا) ذاتها ومن يحارب امريكا فهو خاسر بلا جدال . هذا هو الواقع ومن يتجاهله يصبح حالماً جاهلاً . التعامل المرن مع الامر الواقع هو نوع من أنواع الذكاء والدهاء . الرجل استغل قوه موقفه نسبياً و عدوه لم يفيق بعد من هول ما راه في الحرب ولذلك كان التجاوب سريعاً والتنازلات اسهل من اي وقت . اليهود قوم عسره لا تستطيع معهم الكثير . لا يطيقون التنازل ، يعشقون الشراء والاستحواذ عن البيع والتفريط . ولكن عندما انحنت  قامتهم كان لزاماً ان يتجاوبو مع مبادره الحديث المباشر  لأنهم كانو في اضعف حالاتهم . هذا هو فن الممكن الذي ابدع  ( السادات) تطبيقه بكل حنكه الفلاح المصري اللئيم . وقف في الكنيست شامخاً  في اعظم خطب العصر الحديث والعالم كله  يقف مشدوهاً  يتابع كل حرف مما يقول . اعطاهم درساً قاسياً مريراً ربما يعادل مراره ما حدث في الحرب . اعلن انهم محتلون ، و انه لم يأت يطلب رجاء من احد ، جاء علي قدمين ثابتتين ليضع حداً لنزيف الدماء وهذا ما يفهمه العالم الغربي جيداً ، جاء ليثبت  حق الوجود للشعب الفلسطيني علي ارضه . لم تكن  خطبه من حروف وكلمات ولكنها كانت حرباً شرسه من نوع اخر ، حرب المواجهه بالحق والمنطق وهي اشد قسوه من حرب المدافع والطائرات. استمعو اليه جيداً فهم قوم  يسمعون جيداً اكثر مما يتكلمون . وستذهل عندما انتهي منها بأيات من القرأن ان يضج الكنيست بالتصفيق بعد  كل هذه الكلمات القويه والتي خلت من كل معاني السياسه والمواءمة   . ولم افهم بعد كل هذه السنين اسباب هذا التصفيق الحاد علي الرغم من  ان معظم الخطبه كانت تحدي  لسياسات لاسراءيل مع العرب و احتلالها لأراضيهم  . موكب الزعيم وهو يخرج من الكنيست يفوق بكثير مواكبه وسط شعبه . الاف البشر تتدافع لتري القائد الذي حطم الحلم وسقاهم مراره الهزيمه وزرع الخوف في قلوبهم . الهتاف يحيطه من كل جانب تطالبه بالسلام و كثير اخرين يتطلعون لرؤيه شكل هذا الرجل بعد ان اصبح شخصيه اسطوريه لا تري الا في الاحلام او الخيال . هذه الاحداث الجسيمة والقرارت الصعبه ستظل خالده عبر عمر التاريخ .  حينها كانت الفرصه سانحه لانهاء القضيه الفلسطينيه برمتها عندما كان اليهود يتوقون لمجرد حديث وتفاهم الجيران العرب معهم . السادات وضع الامه كلها في موقع القوه في هذه المحادثات .  وكالعاده تفرق العرب وبدأت حروب الميكروفونات اللعينه التي نتقنها جيداً  . ضاعت جذوه الاهتمام بالقضيه مع تدافع الخلافات العربيه واستمرارها  . مات السادات تاركاً الحلم لمن بعده علهم يكملو المسيره . وهاهي الاعوام تمر تلو الاعوام و يضيع الاهتمام بإرث السادات العزيز وتظل قضيه الشعب الفلسطيني علي حالها لا يعيرها  العالم اهتماماً . و تغدو الايام حتي  تري مسرحيه عبثيه  ابطالها من الاخوه وهم يتدافعون في اتجاه اليهود لمد وشائج العلاقات معهم  بلا ثمن وبلا اي توجه نحو حل مشكله الفلسطنين و هم نفسهم الذين اوسعو مصر والسادات سباً وقذفاً واتهامات الخيانه والعماله المعهوده في كل موقف  . فارق كبير بين ما فعله قائد عظيم  مع اليهود وبين مايفعله الصغار الان. فارق كبير بين من حارب بالنار والدم و ذهب وخطب فيهم بما لم يسمعوه من قبل و بين حفلات الرقص الماجن لليهود في فنادق تلك الدول الفاخره الان . علاقات يجللها العار فاليهود لا يعرفون الا منطق القوه ولا يحترمون الا الاقوياء . اما التعامل مع الضعفاء فهم بارعين في السيطره عليهم بالغرائز وكافه ما تتوقعه من  مجون و سبل الايقاع  الاخري المعروفه للجميع . رحم الله السادات  ورجاله وايامه . كانو رجالاً اعطو للوطن والعروبه حقها من الاحترام والتضحيه . عملوا علي وضع اسس الحياه السليمه للأجيال القادمه  رجالاً وعدو فصدقو ، و عاهدو فأوفو   . لم ينبهروا بمال او متع الدنيا  وعاشو و ماتو من اجل المبادئ. هذا هو السادات الذي اغتالته يد الارهاب بأسم الدين . ونسألهم الان ونسأل التاريخ ماذا  فعلو هم الان ؟ اسرائيل تعربد كيفما يحلو لها ولا تجد من يقف امام نزواتها وتجبرها علي الفلسطنين . اين هم اصحاب الحناجر والمواعظ  الدينيه الساخنه ؟ اين بقيه الشعوب العربيه التي اتهمت مصر و السادات بكل نقيصة ؟ الرجال مواقف  وهل الانسان الا موقف حق والتزام . 
والسلام،
سقراط

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟