للاعلان

Sun,24 Nov 2024

عثمان علام

مجرد رأي ..اختيار العميان

مجرد رأي ..اختيار العميان

الكاتب : سقراط |

01:36 am 03/10/2023

| رأي

| 1349


أقرأ أيضا: Test

مجرد رأي ..اختيار العميان 


عندما تتصفح العديد من المشاهد اثناء جلوسك مستمتعاً بما يتدفق به هاتفك من برامج ولقطات قد يتبادر  الي ذهنك بعض الملاحظات التي قد تضيف الي تفكيرك  وتزيد من قدرتك علي فهم الاخرين . وسأعطي مثالا بسيطاً علي ذلك . برنامج  مسابقات جميل تجلس فيه مجموعه مختاره من الفنانين الكبار مثل كاظم الساهر يشكلون لجنه تحكيم لاختيار الاصوات الشابه التي تعرض موهبتها  عليهم ليكملوا مشوار المسابقه والمنافسه . والي هنا فالوضع طبيعي ومعروف للجميع . ولكن الملاحظه هنا ان المتسابق يدخل بدون ان تراه لجنه التحكيم حيث تكون ظهورهم للمتسابق ويسمعون صوته وبدايات ادائه وقدرته الصحيحه علي الغناء بدون ان يروه ليكون الحكم عليه من خلال صوته واداؤه فقط ويبتعد الي حد كبير عن تأثر قرارهم بالشكل والجسم والهندام  وما الي ذلك . تفكير ثاقب و يحترم  صحه الاختيار بكل تأكيد فالعدالة دائماً مغمضه الاعين  ولا تري الا الحقيقه التي تثبتها الادله دون النظر الي الشكل والمركز . وعندما يتراءي لأحد اعضاء اللجنه ان المتسابق يستحق المتابعه وان صوته وهذا موضوع المسابقه يستحق ان يستمر  و ان يتم صقله ليكون في درجه  افضل وبالتالي فمن الممكن له ان يستكمل المشوار و يدور  بوجهه معلناً قبوله . مسابقه بسيطه افرزت ملاحظه في غايه الاهميه ان العدل في تقييم الاخريين لا ينبغي ابداً ان يرتكز علي عوامل قد تمثل جداراً يمنع الحكم الصحيح . فربما كان الشكل باهتاً و لياقه متواضعه مثلاً ولكنه ممتاز في قدرات اخري يحتاجها العمل فعلياً فتكون تلك العوامل الظاهره منعت موهبه مفيده و يصبح  شكله حاجزاً بينه وبين الاستفاده الصحيحه من قدراته . وعلي العكس فقد يبدو الشاب او الشابه فائقي الجمال والرونق ولكنها شخصيات فارغه بلا موهبه حقيقيه او قدرات فيكون الشكل خادعاً موحياً بما ليس فيه . و كنا قد ناقشنا هذا الموضوع سابقاً في موضوع ( الانطباعات الاولي) وكيف انتهينا فيه الي ضروره توخي الحذر من سيطره الانطباعات الأولي علي قرارك فقد تكون وهماً كبيراً او ظلماً بيناً. ولكن الفارق هنا نظريه الحكم علي الاداء فعلاً بغير رؤيه المؤدي ولك ان تحكم علي من تطلبه للعمل بتكليفه بمهام محدده مدروسه بعنايه  وتراقب مستوي الاداء ومعدل التنفيذ والاجادة بغير ان تراه او تعرف ملامحه الشخصيه التي قد تؤثر علي قرارك . قد تختلف الاراء معك في ذلك  وتري من يؤمن بان الشخصيه هي مجموعه متكامله من المقومات  منها الشكل والصحه واللياقة البدنيه السليمه علاوه علي مهارات العمل الفنيه والتقنية وكذلك مستوي الاداء. وقد يتفق البعض مع هذا التصور ويختلف الاخر ولكن تبقي وسائل تحقيق العدل وتنزيهه عن التأثر بأيه عوامل ثانويه هي الهدف الذي نسعي الي تحقيقه . واذا كان هذا المنطق يسري علي انواع معينه من الاختيارات والاعمال فأنه لا يصح اطلاقاً تطبيقه في البعض الاخر و منها علي سبيل المثال القيام بواجب  ( الانتخابات) . فهذا النشاط او الواجب تحديداً يستلزم منك تحقيق عداله الاختيار بأن تتعرف المرشح شكلاً وموضوعاً ومنذ اللحظه الاولي لإعلانه الترشح  . فالشكل والتصرفات وطريقه الكلام توحي بالكثير وتعطي انطباعاً عن المرشح وتضيف من عوامل الثقه فيه . اللياقه البدنيه والذهنيه لها دخل كبير بالطبع و طريقه الكلام ونبرته والحسم فيه وعدم استخدام اساليب الكلام الملتوي الذي لا ينم عن هدف محدد . هنا يجب ان تكون العيون مفتوحه والاذان صاغيه لتري من يمكنه ان يكتسب ثقتك وصوتك. في الانتخابات يكون الناخب هو الحكم الحقيقي بناء علي تصوراته وما رآه وسمعه من المرشحين . ولا يصح ايضاً ان تتوجه الي الصندوق وانت لم تري من ستعطيه صوتك ولم تسمع له حديث ذو ابعاد محدده يوضح لك ماذا يريد من وراء ترشحه وماذا سيفعل  او بناء علي اراء الاخرين . وفي هذا الموضع الهام  لا يجب ان تكون العداله مغمضه العين ابداً ولكنها يجب ان تكون عينها واذنها  مفتوحه علي مصرعيها  لتري الصوره مكتمله بدون رتوش وتصل بك الي قناعه الاختيار .  وعلي الجميع ان يعلم ان الاختيار هنا يمس المجتمع كله لا سبيل فيه الي مجامله او غضب او عقاب . فالاختيار المتسرع الغاضب سيؤدي بنا جميعاً الي مسارات  غامضه لا يعلمها الا الله . ولا يصح اطلاقاً ان تظل شريحه كبيره من المجتمع تنظر الي مايقوله فئه من  الناس  عن المرشحين بغير ان تراه او تسمعه و نصل بذلك الي ( اختيار العميان) والذي سيجعل السفينه تشحط في اوحال القرارت الخاطئه . 
ستظل العداله هي ضاله البشر علي مر الزمان تختلف اساليب تحقيقها ولكنها في النهايه ذات مضمون ثابت . تحقيقها يشيع العدل والمساواه ويرسم  الطريق الصحيح  لاختيارات المجتمع و سد احتياجاته . وتظل العين المغمضه او المفتوحه هي احد اهم ادوات تحقيق العداله. فلا تنبهر بكل اصفر ذهبي  ولا تكون مغمضاً كالاعمى في مواقف اليقظه والانتباه. 
والسلام ،، 
سقراط

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟