للاعلان

Sun,24 Nov 2024

عثمان علام

التكنولوجيا بين الجوانب المشرقة والمظلمة

التكنولوجيا بين الجوانب المشرقة والمظلمة

الكاتب : سماح فتحي |

05:52 pm 28/09/2023

| رأي

| 1673


أقرأ أيضا: Test

التكنولوجيا بين الجوانب المشرقة والمظلمة 

 

اثرت التكنولوجيا بشكل ايجابي فى حياتنا واصبحت تشكل جزءاً هاماً من تفاصيل الحياه اليوميه وساهمت بنسبه كبيره في الوصول إلى المعلومات واكتسابها، وبالتالي تطويرها مما ادى الى الاستغلال الامثل للوقت وإحداث ثروة علميه ومعرفيه عظيمه ومن الطبيعي ان نواكب التكنولوجيا التى قدمت تسهيلات مذهله فى شتى مجالات الحياه.
 
وإذا تعرضنا الى الآثار الايجايبه للتكنوجيا فهى كثيره جداً فعلي سبيل المثل لا الحصر: سهلت التكنولوجيا التواصل والاتصال فاصبح من السهل الاتصال في مختلف الموضوعات ومهما بعدت المسافات، وساعدت على التواصل والنقاش وتبادل الأفكار والثقافات . ومن ثم تقارب الأفكار والتوجهات وذلك عبر وسائل التواصل المختلفه مثل الهواتف المحموله أو البريد الاليكتروني او تطبيقات المراسلات العديدة او وسائل التواصل الاجتماعي مما ادى الي توفير الجهد والوقت والمال.  وساعدت فى تطوير التجارة الإلكترونية ، وتسهيل سبل البيع والشراء، بالإضافة إلى  انها تعتبر الأفضل من حيث التكلفه، حيث أدت إلي تحسين إنتاجة العمل وخلق فرص عمل.  ساهمت أيضاً التكنولوجيا فى تطوير المستشفيات والخدمات الطبيه وإختراع العديد من الادويه والمعدات الطبيه التى تعالج الامراض المستعصيه هذا بجانب تقليل تدخل الاطباء من جراء إختراع أحدث الاجهزة فى العلاج والاشاعات والتحاليل مما يقلل من الاخطاء البشريه المحتمله.
والجدير بالذكر اثر التكنولوجيا الايجابي فى التعليم حيث خلقت فرصه عظيمه لكل طالب علم من خلال محرك البحث العثور على اي معلومه يسعى إليها ومن ثم تساعده فى دراسته او عمله هذا بالاضافه الى سهوله حفظ البيانات والمعلومات بالاجهزة الاليكترونيه والقدرة على استرجاعها وتبادلها فى اي وقت مما يؤدى ايضاً الى توفير الجهد والوقت، ايضاً اصبح من السهل اجراء التحويلات الماليه فى اي وتفادى إضاعه الوقت وإهدار الجهد بالذهاب الى المصرف وذلك عبر التطبيقات الاليكترونيه الماليه العديدة.
كل ما سبق لا يعد حصراً دقيقاً للجانب المشرق والايجابي للتكنولوجيا واثرها فى حياتنا فهناك العديد والعديد من الآثار الايجايبه التى لم أتطرق إليها لكونها تحتاج الكثير من الوقت والوعى والدرايه الكامله بها ومنها مثلاً الذكاء الاصطناعى الذى سيؤدى الى طفره علميه غير مسبوقة.
 
ما اود ان اتعرض له هو الآثار السلبيه للتكنولوجيا فلم تعد حياتنا بدائية وسلسه فدعونا نعود بالزمن إلى السابق، فسنجد أنه قد تغير العالم تغييراً جذرياً منذ دخولنا هذا العالم المتطور، فقد يكون تغيير إيجابي، وقد يكون تغييراً سلبياً، ولكن في النهاية حدث هذا التغيير.
 
ومن الآثار السلبيه تهشمت وتفتت الحياه العائليه واصبح افراد العائله الواحدة نادراً ما يتجاذبون اطراف الحديث فكلٌ منكب على هاتفه ومن ثم ضعفت العلاقات الاسريه بصفه عامه، وكنتيجه طبيعيه شيئ فشيئ انقطعت العلاقات العائليه على النطاق الاوسع ولم تعد هناك زيارات عائليه حتى المكالمات انحسرت بفضل الرسائل الاليكترونيه التى وان جاز التعبير هى رسائل ثلجيه متجمدة لا يوجد بها ايه عواطف واحياناً لا تُفهم ولا تحمل اي مشاعر.  
 
والجانب الاسوأ والذى يعد ناقوس للخطر المحدق هو إدمان الاطفال للتكنولوجيا مما اثر سلباً حيث تدفع التكنولوجيا الطفل إلى التوحد والانعزال عن عائلته وأصدقائه وينطوي في عالم إلكتروني افتراضي فتجد أنه يقضي ساعات أمام شاشة التلفاز أو الآيباد إما لمشاهدة الأفلام أو ممارسة الألعاب حتى أن الطفل يفضل قضاء أغلب وقته مع الأجهزة الإلكترونية بدلا من قضاء وقته مع عائلته.  هذا غير الاضرار الصحيه التى تنتج من قضاء الأطفال ساعات أمام شاشات التلفاز أو اللابتوب أو حتى الهواتف الذكية فيتعرض الطفل للأشعة المنبعثة منها مما يؤدي إلي ضعف النظر وتحسس العين، هذا بالإضافة إلى مشاكل صحية أخرى مثل السمنة لكثرة جلوس الأطفال و تناولهم الأطعمة الكثيرة دون إدراك الكمية.  ومن الاضرار الجسيمه عدم قدره الاهالى على رقابه ما يراه اطفالهم من خلال الأجهزة التكنولوجية و الانترنت فقد يتعرض الطفل لمحتوى غير لائق لعمره فهو عالم مفتوح ليس له حدود أو شروط ومع سن الأطفال الصغير لا يدركون كيفية التمييز بين ما هو صحيح و خاطئ مما يؤثر بالطبع في سلوكياتهم ذلك بالاضافة الى اكتسابهم العنف نتيجة لمشاهدته بعض الأفلام التي تقدم مشاهد عنف بشكل أو بآخر أو عن طريق الألعاب التي تتضمن حروب أو قتل وعادة ما يتأثر الطفل بما يشاهده بل و يحاول ممارسته في الحياة الواقعية ورغم  إيجابيات استخدام التكنولوجيا في التعليم إلّا أنّ لها بعض السلبيات مثل تدني مستويات الطالب في المهارات الأساسية؛ كالكتابة اليدوية، ودفع الطلاب للانقطاع عن العالم الحقيقي، والحصول على معلومات مُضللة حيث إنّ العديد من المواقع الإلكترونية تُزوّد الأشخاص بمعلومات لم يتمّ التأكد من مدى دقتها. وهنا يأتي دور الآباء في توجيه ورعاية الأطفال للحد من أضرار التكنولوجيا وأجهزتها الحديثة عليهم حيث أن الإفراط في استخدام أي شي يقلب مزاياه إلي عيوب وأضرار. يجب أن نكون قدوة لاطفالنا فلا يمكن أن تقوم بتوجيه طفلك بالإرشاد في استخدام الهاتف أو الآيباد بينما أنت تقضي أغلب وقتك مع الهاتف أو في مشاهدة التلفاز ومن الجيد أن يقوم الآباء بتخصيص وقت للعائلة بدون استخدام الهواتف الذكية وغيرها من الأجهزة التي تعيق التواصل الاجتماعي في الحياة الواقعية وقضاء وقت للمحادثات والتواصل بينهم مما يجعل هناك لغة حوار بين الآباء والأطفال كما يسهم في إطلاع الآباء علي سلوكيات الطفل وملاحظة ردود أفعاله في مواقف مختلفة.  لقد انشغل الآباء فى الاغلب بتوفير حياه الرفاهيه لاولادهم بغض الطرف عن اهميه زرع المبادئ والاسس التربويه السليمه ليس مهماً ان يحمل ابنك او ابنتك احدث هاتف خلوي بل الاهم والاجدر ان يتربوا تربيه سليمه قائمه على المبادئ والقيم وخاليه من التباهى والتفاخر بأشياء زائله ولا تصنع تركيبه انسانيه سليمه نافعه للمجتمع.  
 
كل ما سبق يدعونا للتصدى للآثار السلبيه للتكنولوجيا والاستفاده من آثارها الايجابيه العديدة لقد منحت التكنولوجيا لمختلف المهام انسيابيه وجعلت للتعقيدات منفذ أسهل بشكل أكبر وجعلت من اتقان العمل ميزة. كما حلّت في كثير من المجالات بدلاً من العنصر البشري. التطور والحداثه من اعظم الاشياء ويجب مواكبتهما وتتبع كل جديد ولكن مع تحقيق المعادله الصعبه من التمسك بالعادات والقيم الجميله، لا ريب ان التكنولوجيا مثل كل عناصر الحياه تحمل جانب مشرق وجانب مظلم وعلينا مجابهة الآثار السلبيه والتصدى لها والاستغلال الأمثل للجانب الإيجابي.

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟