الكاتب : سقراط |
04:35 pm 23/09/2023
| رأي
| 3803
فوجئت بتلك الرسالة التي وجهتها قيادة او اكثر الى الاستاذ أحمد راندي . ويبدو من اسلوب الرساله انها من قياده /قيادات بدرجه ( مساعد) وان اسلوب كتابة الفكره او مايدور في ذهنهم قد تم كتابته بأسلوب الاسترحام الذي لا يليق بالكبار ابداً. واعتقد ان كاتب هذا الموضوع يعبر عن نفسه فقط دون جموع القيادات الكبيرة بهذا القطاع الهام.
—————
يعلم الجميع ان هذا القطاع تحديداً هو من القطاعات ذات الصبغه العمليه الاقتصاديه البحته. فهو يتعامل مع انتاج واقتصاد وارباح . وكل مناحي العمل به تتجه صوب هذا الهدف دون غيره بغض النظر عن الوظائف والدرجات وما الي ذلك . فقد يكون صاحب وظيفه صغيره يقوم بعمل اهم عشرات المرات من قيادة كبيرة متهالكه لم تعد قادره علي العطاء او المشاركه بفاعليه في دولاب العمل وتطوره . ———
عرفنا هذا القطاع عندما كانت قياداته تؤثر في وتيره العمل بقوه ولها تأثيرها الفاعل علي مجريات الامور . ولذلك كانت الاسماء كبيره و لامعه واختيارها كان له معاملات راسخه لا تتغير . كان يتم اختيار هذه القيادات لزيادة قيمة المنشأة او الشركه بالعمل والانتاج ولا يتم اختيار العمل للقيادات والفارق شاسع بالطبع . لم نسمع علي مدار عشرات من السنوات عن استجداء لترقيه او درجة . ولكنها جاءت اليهم تسعي رغبة في خبرتهم وحنكتهم وقدرتهم المعروفة علي ضبط سير العمل وتحقيق الخطط الموضوعه والحنكه في التعامل مع الشركاء بالعلم والشخصيه القويه . لم تكن هذه النوعيه من القيادات تعطي مثقال ذره من اهتمام لنوع السياره او المكتب او المزايا تلك التي اصبحت ألان في اولويات التفكير .
———-
بالتأكيد كانت أحداث ٢٠١١ علامه فارقه علي الطريق انهارت فيها الكثير من المعايير والقيم ، واكتظ القطاع بانواع من الوظائف لم نألفها وكان لها تأثيرها المباشر علي مجريات الامور حتي الان . اهتزت اسس التعامل بين الرئيس والمرؤوس وظهرت معاناه القطاع الماليه لأول مره نتيجة تضخم ميزانيات الاجور بشكل كبير غير مدروس وهو ما اثر علي الانفاق في بنود تميز بها قطاع البترول علي مدار اعوام طويله سابقه و جعلت من شبابه وقياداته شكل ومستوي مميز بالمقارنه بقطاعات الدوله الاخري . تقلص التدريب الداخلي والخارجي بشكل كبير . اختفت بعض الانشطه والمزايا المالية و الاجتماعيه والتي كانت تجعل من قيادات البترول ذات شأن وتعفيهم ذل السؤال. واعتقد ان فتره المهندس الكبير شريف اسماعيل من فترات القطاع المميزه بعد احداث ٢٠١١. استطاع فيها اعاده الاحترام لقيادات القطاع قدر الاستطاعه وعمل علي تقويم الكثير من سلبيات احداث الثورة واعاد عجلة العمل للدوران مره اخري و اكتساب ثقه الشريك الاجنبي وكان اكتشاف حقل ظهر الكبير من اهم ثمار هذا الجهد والسياسة الرشيده بحق . كان من اهم مكتسبات القيادات تحديداً في عهد المهندس شريف انه كان يراجع بنفسه وبكل حياد وعدل كافة الشكاوي والتقارير الملفقة ضد هذه القيادات من بعضهم البعض او من اخرين والتي كانت للأسف احد ثمار الانفلات المره لأحداث ٢٠١١.
————
هدأت وتيره الشكاوي الكيديه وانطفأت جذوة هذه الجمرة الخبيثه في هذا القطاع الي حد كبير وعادت سياسه الاختيار الي طريقها الصحيح .
———
لا استطيع ان اتفق ابداً مع كاتب رساله الاسترحام المخزيه التي قرأتها علي تلك النافذه المحترمه. فقيادات القطاع هم من اهل الخبره والسن الكبير ولا يصح ان يصدر عنهم مثل هذه الرساله . لن تمنحك الترقيه التي استجديتها قوة الشخصية او السيره الحسنه او تجعل المجتمع المحيط ان يتذكر اعمالك الباقية . من يريد لك وظيفه اعلى فسيقوم بالسعي اليك للقيام عليها لمصلحة القطاع و اقتصاده اولاً لا تحقيقاً لرغباتك الشخصية . واذا كنت جديراً بذلك وتم تجاهلك لسبب او لأخر فالمسئولية تقع اولاً و اخيراً علي صانع القرار و ستكون الارقام والانجازات هي العنوان للاختيارات التي تجاوزتك ولا شأن لك بذلك طالما تقاضيت حقوقك الماديه دون جور او نقصان . وعليك ايضاً ان تلتزم الحياد وتغليب الصالح العام وتترك لمن تم اختياره الفرصه ليثبت وجوده ونشاطه واستمتع انت بعملك الذي بين يديك وان تؤدي متطلباته و بحياتك كلها وتشكر الله علي نعمته في تدفق الغاز في طاهي بيتك و سهوله شحن سيارتك بالوقود كلما اردت ذلك فهذا من جهد وعمل اخرين .
———-
لا اغفل ابداً وجود الكثير من المكائد والشكاوي المشبوهه التي تثير الكثير من الغبار حول بعض القيادات وتجعل التعامل معها صعب وتحرك دفة الاختيار بعيداً عنهم ولا بأس في ذلك فهذا من طبائع الدنيا و البشر و للاسف يكون معظم تلك التقارير والمكائد من زملاء ضد بعضهم البعض و من نفس الجيل ثم يشكون التجاهل في اختيارهم بعد ان حطمو الكثير من الاحترام بين بعضهم البعض .
—————
كنت اتفهم من كاتب هذه الرساله ان يكون موضوعها هو ضروره النظر في مكافأة نهايه الخدمه لهذه القيادات وضرورة تعديلها لتناسب الاوضاع الحاليه وتساوي بين كل قيادات القطاع في مختلف كوادره الماليه وتعفيهم من شر العوز بعد انتهاء الدخل الشهري بالاحالة الي التقاعد. وهذا ليس منحه من افراد او استرحام ولكنه التزام قوي للقطاع تجاه ابناؤه و قياداته التي افنت عمرها فيه وفي خدمته.
———-
كثيره هي الاحوال ولن ترضي البشر او تتفق علي شئ وتظل وجهات النظر حول اختيار الاشخاص مختلفه من عهد الي عهد ومن شخص لأخر . ——-
ولكن الذي لا يتغير ان قامه القيادات مهما عانت من مشاكل او حتي ظلم لا ينبغي ابداً ان يتجه الي طريق الاسترحام لطلب ترقيه لا معني لها ولا مردود فهذا مالم نعهده او نقبله وان هذه الرساله بهذا المعني لا تعبر الا عن توجه من كتبها وان غالبية قيادات القطاع كعهدنا بها من ذوي الهامات التي لا تنحني امام غدر الايام . والسلام ،،
#سقراط