للاعلان

Sun,24 Nov 2024

عثمان علام

مجرد رأي…حوارات الرؤساء في وكالات أنباء

مجرد رأي…حوارات الرؤساء في وكالات أنباء

الكاتب : سقراط |

11:46 am 22/09/2023

| رأي

| 1295


أقرأ أيضا: Test

مجرد رأي…حوارات الرؤساء في وكالات أنباء 


الرأي العام الغربي والامريكي بصفه خاصه مولع بالاخبار وتدافع الاحداث العالميه وتغطيه المناسبات الهامه. وكالات انباء كبيره وذات اسماء رنانه لامعه تقوم علي ذلك و هناك اسماء  وكالات عالميه تاريخيه بريطانيه وامريكيه لا يشق لها غبار  مثل (رويترز) و(فوكس نيوز) و (سي ان ان) الامريكيه و (بي بي سي) البريطانيه و ( شينخوا ) الصينيه و ( تاس) الروسيه . يعمل بها الكثير  من المذيعين و منهم من هو اشهر من نجوم السينما والمسرح. ميزانيات تلك الوكالات اكبر بكثير من ميزانيات الكثير من الدول . لديها عدد لا نهائي من المراسلين حول العالم تراقب وتتابع كافه الاحداث والحوادث في مكان عملهم . هناك برامج يتابعها الملايين حول العالم وتحظي بدقائق من الفواصل الاعلانيه  بملايين الدولارات تتقاتل عليها الشركات التجاريه لعرض منتجاتها . تبدو قوة الاعلام المرئي حاضرة في عمل تلك الوكالات و يظهر ايضاً تأثير استخدام ادوات العلم الحديث في عملهم بصفه عامه . وتتعجب كيف لهم ان يكونو في موقع الحدث بل و ساحات الحروب في خلال دقائق من حدوثها . لا تعلم من ابلغهم وكيف وصلو الي مكان الحدث بهذه السرعه . اصبحنا نري ساحات الحروب حاضرة كفيلم تسجيلي علي الشاشات و من علي مسرح عملياتها الميداني . لا تسألني عن كيفية التصوير والمتابعه في ظل هذه الاجواء بالغه الخطوره فأنا لا اعرف ولكنها بالتأكيد امكانيات فنيه و تقنيه هائله وانا علي يقين ان مفردات التطور الهائل في وسائل التواصل والبث عبر الانترنت هي بالتأكيد احد اهم ادوات هذا الاعجاز في متابعه تلك الاحداث الهامه. 
——
تتحكم هذه الوكالات في التأثير علي الرأي العام و في اي انتخابات تجري في تلك البلدان ويسعي الجميع لاكتساب ودها و استمالتها بالملايين المدفوعه نظير اعلانات الاحزاب المختلفه. اعلام قوي فاعل بل مذهل يتحكم بقوه في دفه تحرك الامور و يظهر تأثيرها الفاعل في صياغه مستقبل الدول وسياستها الخارجيه. ولكن عليك ان تعي جيداً  ان هناك خط خفي هام يربط عمل تلك الوكالات قد لا يبدو ظاهراً لك وربما  امام بعض المختصين ايضاً وهي ان هذه الوكالات تراعي مصلحه بلادها في المقام الاول و خاصه في اعتبارات السياسه الخارجيه لها ومصالحها الدوليه و يتم تنفيذ ذلك بمنتهي الذكاء والهدوء وبالاسلوب الذي لا يهز ثقه المشاهد في حياديتها ومهنيتها ولا بمصداقيه ما تقدمه من تحليلات وانباء . 
———-
حاولت بعض الدول العربيه ان يكون لها مثل هذه الوكالات وكانت مصر في مقدمة هذه الدول و اسست وكالة اخباريه اسمتها  ( وكاله أنباء الشرق الاوسط ). وهناك وكاله الأنباء السعودية (واس) وبالطبع قناه الجزيره القطرية المشهورة و الفلسطينيه (وفا) . لم تستطع تلك الوكالات ان تجاري بالطبع وكالات الانباء العالميه بما تملكه من امكانيات ماديه وبشريه . وان كانت قناة (الجزيرة) بما تملكه من ميزانيه ضخمه قد حاولت وضع نفسها في مصاف تلك الوكالات العالميه ولكنها مازالت لا تملك الكثير من مقومات تلك الوكالات العملاقه وشهرتها الدوليه . و تظل قوه تلك الوكالات وتأثيرها في محيط السياسه الدوليه هدفاً واضحاً لبعض الدول لتوضيح سياساتها ووجهه نظرها وغالباً ما يكون ذلك نظير مقابل مادي ضخم وهو ما يسمي بنظام ( PR) او العلاقات العامه . وعلي الجانب الاخر تسعي هذه الوكالات خلف الشخصيات التي لها تأثير علي الوضع العالمي وتمثل دولهم  اهميه استراتيجيه لحكومات دول  تلك الوكالات والوضع العالمي بصفه عامه . وبالطبع مثلت دول الشرق الاوسط محوراً هاماً في تلك المقابلات الهامه . كانت هناك احاديث هامه اجريت مع بعض الرؤساء مثل صدام حسين والملك حسين وياسر عرفات وبالطبع كافه الرؤساء المصريين بعد معاهده السلام مع اسرائيل منذ الرئيس انور السادات حتي الرئيس عبد الفتاح السيسي . ولعلك تلاحظ من اختيار الشخصيات انها من دول الجوار حول اسرائيل وما يمثله ذلك من اهميه استراتيجيه بالغه للدول الكبري  . اختياراتهم للضيوف وتوقيت المقابله تخضع لحسابات معقده ولا تأتي عشوائيه ولكن يتم التخطيط له جيداً في سياق سياسه دولهم أو في حالات الحروب او السلام او استضافه المؤتمرات الدوليه الكبري او احداث كبري في تلك البلاد . يذهبون عاده الي  الشخصيات القياديه في الدول المحوريه ذات التأثير لمحاوله كشف اعماق شخصيتهم وما يعتمل داخلهم من اراء و توجهات نحو  الاحداث العالميه . اسئلتهم مدروسه بعنايه فائقه وربما يقوم عليها علماء متخصصين في الاجتماع والسياسه لتكون مركزه يصعب الفكاك من الاجابه عليها . اختيار المذيع الذي يجري اللقاء في غايه الاهميه حتي يجد قبولاً من سلطات الدوله المضيفه ويكون في نفس الوقت من الذكاء والهدوء الذي يستطيع معه ان يلتقط خيط الحديث من الضيف والحصول منه علي اكثر تصريحات ممكنه توضح موقفه وسياسته. 
———-
كان مبارك والسيسي من اهدأ الرؤساء في تلك المقابلات وكانت اجابتهم مدروسه دبلوماسياً وحذره الي حد بعيد ولم تتمكن تلك الوكالات من اقتناص معني غامض او تصريح منهم يمكن به وضعهم في حرج امام الرأي العام حيث يتميز الاول بهدوء الطيار والثاني هو رجل مخابرات له حساباته  ، بينما تميز السادات وياسر عرفات وصدام  والقذافي بتلقائيه الشعور المفرطه   في تلك اللقاءات و كان لهم شهره في اوساط الاروبين والامريكيون نتيجه احداث معاهده السلام مع اسرائيل والحرب العراقيه الايرانيه  ومناوشات وحوادث العقيد الليبي التي لا تنتهي . ———-
و بالامس اجرت فوكس نيوز  الامريكيه لأول مره مقابله مع (ولي العهد) السعودي حظيت باهتمام اعلامي عالمي نظراً لتطلع الكثيرين في اوربا و امريكا لمعرفه شخصيه هذا الشاب حديث العهد بالحكم لواحده من اغني دول العالم واكثرها استراتيجيه كونها من اكبر منتجي النفط في العالم والذي يسعي لفرض اسمه وشخصيته كحاكم قوي لبلد كبير وغني . بينما يسعي الامريكان تحديداً خلف هذا الشاب بعنايه فائقه لمعرفه تطلعاته وسياسته في ظل ما يقوم به من عمليه تغيير واسعه النطاق في المملكه وتغيير النظره اليها بأنها واحده من اكثر دول العالم تحفظاً وانغلاقاً في ظل تطبيق تاريخي لتعاليم الشريعه الاسلاميه و علي مدار عقود سابقه  . المملكه تغيرت بالفعل في عده سنوات قليله وانفتحت علي العالم بطريقه مذهله  وغيرت من نظرتها السياسيه تجاه الكثير من الامور التي كانت من الثوابت حتي عهد قريب.  ودخلت معترك التجاره و الاقتصاد العالمي وامتلاك الاصول والمشاريع والنوادي الكبري في كافه دول العالم بقوه المال ووفرته و رغبتهم المحمومه  في التواجد في المحافل العالميه لمختلف الانشطه . كان الامير الشاب حذراً في هذه المقابله واعتقد انه تعرض للتدريب القاسي والتلقين المتقن لتخطي تلك المقابله الهامه له . اصبح  اكثر هدوء وثقه وتحدث بالانجليزيه بطلاقه جيده نسبياً .لم تفلت اعصابه تجاه بعض الاسئله الصعبه التي تمس نزاهة وعدل حكمه تجاه بعض الحوادث وبالتالي شرعيته . اسئله صعبه تم توجيهها اليه مثل الانفاق البذخ في النشاط الكروي والفني تطلبت منه الحذر  الشديد في الاجابه والتدريب علي القاء الاجابه وترتيب الجمل والحروف للتعامل مع هذه الاسئله المباشره ذات الاهداف السياسيه البعيده . كما تري تصبح هذه المقابلات امتحان صعب قد يقيم الشخصيه و يعلو بها  او يفقدها التعاطف والاحترام العالمي وتكون النهايه . 
————
لم يعد التعامل مع مؤسسات العالم  و مع شعوبه امراً سهلاً واصبح الاعلام يمثل سلطه متكامله توجه قوه التعامل مع الدول والرأي العام بكل ما فيها من مصالح متشابكه وظروف دوليه معقده . و لعلك تتابع تلك اللقاءات لتتعلم كيفيه الحديث مع الاخر وتوضيح وجهه نظرك بصوره واضحه هادئه . العنف بكل انواعه لم يعد يجد في حل المشاكل او فرض وجهه نظرك او مظلمتك . و هذا ما اريد ان اصل معك اليه من خلال هذا الموضوع  . عليك ان تعلم تماماً قدر من تحادثه و تحدد قدرته وخبرته و بالتالي كيفيه  التعامل معه حين تعرض طلبك أو مظلمتك في اطار واضح واثق مدعماً بأدله او مستندات وان تبتعد عن اللغه العاميه الدارجه وكذا عبارات التفخيم والتبجيل التي لا داعي لها . اكاد اجزم ان هذا الموضوع تحديداً يتطلب الكثير من الدراسه والتدريب والخبره ايضاً لتصل الي مستوي لائق من طريقه الحديث وعرض الموضوع في اقصر طريق واكثرها تركيزاً . و هذه نصيحه اقدمها  ايضاً للشباب الذي يعيش حالياً نشوه ترقيات القطاع الاخيره وانتهز الفرصه لأن اقدم لهم التهنئه والتمنيات بالتوفيق وان يبدأ كل منهم بتعلم  الكثير من متابعه مثل هذه المقابلات الهامه لتكون له ركيزه هامه في عمله وتدرجه في الوظائف العليا .
خالص التهنئه والتمنيات للجميع.  
والسلام ، #سقراط

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟