للاعلان

Sun,24 Nov 2024

عثمان علام

مجرد رأي…حتي ميسي أصبح ماضي

مجرد رأي…حتي ميسي أصبح ماضي

الكاتب : سقراط |

06:55 am 16/09/2023

| رأي

| 15216


أقرأ أيضا: Test

مجرد رأي…حتي ميسي أصبح ماضي  

 

لاعب من الطراز الاول ولد في بلد يتنفس ( كرة القدم) .يعشقون هذه اللعبة الساحرة. خرج منهم العديد من اساطير هذه اللعبه وعلي رأسهم اللاعب ( ماردونا ) و ( كيمبس) ويأتي (ميسي) علي رأس لاعبي هذا الجيل الحالي ومن اغلاها ثمناً واكثرها موهبة .لاعب من الطراز الاول بلا شك . له موهبه يحسد عليها . يتعامل مع الكرة وكأنه يفهمها وتفهمه تمريراته متقنه وكأنه مهندس بارع يرسم الخطوط  . هناك لغه بينه وبين الساحره لا يفهمها سواهم . حصد الكثير من  البطولات لكل الانديه التي لعب لها . استمات في نسخه ( قطر -٢٢) ليحصل لبلاده علي البطوله وان يتوج تاريخه الشخصي بحمل الكأس الذهبيه التي تمثل املاً وحلماً بعيداً  لكل شعوب ولاعبي العالم. وكان له ما اراد ونجحت ( الارجنتين) بقيادته ان تقتنص الكأس ليكون في تلك الليله اسعد واغلي شخصيه علي كوكب الارض .
—————
في هذا اليوم المشهود تمايل  فرحاً بنشوه النصر و لبس العباءه الخليجيه في مشهد سبق الاعداد له جيداً واعتقد انه حصل علي الكثير لتنفيذ هذا المشهد الفريد الذي جعل الكأس في هذه البطوله  تبدو ( عربيه) و في تصرف سياسي بارع من منظمي هذه البطوله الناجحه. وهكذا ظل هذا اللاعب الموهوب متربعاً علي عرش الساحره المستديره بدون منازع. و يأبي الزمن الا ان تكون له الكلمه العليا دائماً في حياه البشر . لا يبقي حالاً علي حال ولا دوام فيه لعظيم او وجيه . تظل عوامل وتحدياته  قائمه دون تغيير .( الثقل والزمن والمسافه). و تظل الناس تخضع لحكمها و تتغير و تتأثر بعوامل تقدم العمر .  عوامل ليس منها فكاك والذكي هو من يتعامل معها ويحترم قوانينها. وهكذا عرف اللاعب الذكي انه وصل للقمه وانه لا محاله تاركها لغيره فهذا حكم الزمن وقانون الحياه. فأتجه الي دوريات اقل قوه من الدوري الاسباني و لعب في الدوري الامريكي الاقل قوه و  حرفيه بكل تأكيد من نظيره في اي دوله اوربيه. ويصبح (ميسي) بالنسبه لهم عنصراً  هاماً علي الرغم من تأثر مستواه ولياقته بعوامل السن والزمن . 
————
وما يلفت نظرك في هذا الموقف صوره معبره تناقلتها وسائل الاعلام العالميه مؤخراً وهي توضح قيام عمال بأجهزة كبيره بنزع صوره ميسي الكبيره من علي جدران نادي برشلونه الاسباني العتيد . هكذا وكل بساطه انتهت اسطوره ( ميسي) الكبري في هذا النادي العريق والذي حقق معه اعظم البطولات وجعل اسمه يشق عنان السماء . كان (ميسي) ملكاً متوجاً في هذا النادي واسبانيا بل وفي اوربا كلها . وتدور الايام وينتهي دوره وتخلع صورته التي زينت جدران النادي للعديد من السنوات . 
————-
هكذا نسي الجميع اللاعب وما قدمه من متعه وبطولات وكأن لسان حالهم يقول ( اخذ الكثير واعطي الكثير وانتهي كل شئ) . 
————-
صوره مصغره واقعيه لحال الدنيا الذي لا يدوم لأحد . لن يتذكرك الناس دوماً بعد مغادرتك لمنصبك . وحتي اذا كنت من المتميزين الذين كان لهم دور فاعل فلن تكون افضل من ميسي وشهرته وثراؤه مع برشلونه  . الحياه يفتر ثغرها عن ابتسامه ساخره بما  تراه من صراع الناس عليها . ولن تعطيك  ابداً الا ما قدر لك . ولن تستطيع ان تجبر الحياه علي تخليدك مهما فعلت فهذا قانونها وحالها اخذت منك واعطتك وكفي . لن تنهدم او تتوقف الدنيا من بعدك ولن يموت اولادك اذا فارقت انت الحياه . كل شئ سيستمر والجميع سيكمل المسيره بدونك وستصبح يوماً ما نسياً منسياً. 
——————
الدرس واضح ولا داعي لمزيد من الشرح . ولكل من يشعر بأنه محور دوران الدنيا من حوله نقول له انت خاطئ ياسيدي وتعيش في اوهام لا يدركها غيرك . سيتخطاك الزمن مهما كانت اهميه وظيفتك ومهما كان حجم اعمالك وانجازاتك . وسيجلس علي مقعدك غيرك وسيقوم ايضاً بعملك وربما افضل . ليس عليك الا ان تعمل بما يرضي ضميرك وان تكون ذكياً في التعامل مع فترات العمر المختلفه التي تمر عليك . وعليك ان تعلم انك ربما ستجد من يصغرك و يتفوق عليك خلال فتره عملك ، فلا تعاند او تكابر أو تتسلط وانما عليك بالتشجيع والنصيحه له فهو قادم وانت راحل . هكذا تكون اديت واجبك واحترمت ذاتك وشخصك بتنحيك  عن منافسه ليست في صالحك فتخرج عزيزاً مكرماً لا سخيفاً مهاناً. 
—————-
ليس عليك ان تكون في احترافيه ( ميسي) وثراؤه و شهرته لتطبق تلك القواعد . ولكن علي الاقل استفيد من طريقته الذكيه في التفكير والتعامل مع متغيرات العمر والحياه . وتعلم ان الانسحاب الصحيح  انتصار . 
والسلام ،، 
#سقراط

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟