02:11 pm 11/09/2023
| رأي
| 1610
د.عزة سامي تكتب: المساعدات الدولية أوقات الكوارث الطبيعية
أثناء متابعة التغطية الأخبارية بالأمس عن زلزال المغرب واليوم عن سيول وفيضانات ليبيا، حيث الكثير من الدمار والخسائر التي أصابت الناس هناك. وهذا جعلني أتذكر المشاهد المؤلمة لزلزال تركيا وسوريا في فبراير من هذا العام وزلزال مصر عام 1992، والكثير والكثير من المشاهد التي لحقت بنا وبغيرنا. لاحظت أنه بغض النظر عن البلدان والثقافات المختلفة، فإن المشاهد المؤلمة هي نفسها: الصدمة وفقدان الأحبة والوفيات والإصابات والمفقودين والخسائر المادية وفقدان الأمان النفسي ومشاعر الحزن والرعب و التشريد.
وأثناء الحوار مع بعض المقربين، اثيرت جملة بسيطة ومؤثرة: "يجب تقديم المساعدات للكوارث الطبيعية، وليس لأولئك الذين يقاتلون ويحاربون بعضهم البعض".
من الناحية النظرية، يجب توجيه المساعدات للدول الأكثر احتياجاً من كوارث طبيعية (فيضانات، زلازل، أعاصير وغيرها...) حيث أن الهدف الرئيسي هو التلبية السريعة للاحتياجات الإنسانية لإغاثتهم من الأضرار وتوفير الإمدادات الضرورية مثل الغذاء والمأوى والمياه النظيفة والرعاية الصحية. وأيضاَ إعادة بناء البنية التحتية المدمرة وإعادة تأهيل المنازل المهدمة. ولكن هل هذا هو الواقع؟
نجد أن بعض الدول المانحة تتعمد استخدام المساعدات كوسيلة لتعزيز المصالح السياسية أو للتأثير على السياسات الداخلية للدول المستفيدة. أو يتم توجيها للدول الصديقة أو لدول التحالف السياسي والعسكري، وهذا يؤدي إلى استغلال المساعدات الإنسانية في الصراعات السياسية والتوترات بين الدول. وهذا يعني أن حقوق الدول والشعوب المتضررة تُنتهك. وتفقد المساعدات أهدافها الإنسانية الحقيقية.
ومن الجيد أن هناك العديد من الجهات الدولية التي تقدم المساعدات للدول العربية في حالات الكوارث، ومن أبرزها علي سبيل المثال: منظمات الأمم المتحدة المختلفة مثل اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الغذاء العالمي والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الاتحاد الأوروبي، البنك الدولي، البنك الإسلامي للتنمية، الهلال الأحمر العربي، إلي جانب العديد من المنظمات الإقليمية والدولية الأخرى.
يجب أن تتم المساعدات بمرونة وشفافية وان تكون محايدة وغير مشروطة بأي اعتبارات سياسية أو اقتصادية، وفقًا للاحتياجات الفعلية للدول والشعوب المتضررة الأكثر احتياجاً من الكوارث الطبيعية.
حفظنا الله وإياكم بحفظه ورعايته
إن قدر الله لنا في العمر بقيه، فربما لنا في الحياة لقاء .....