د محمد عبدالهادي يكتب: التطبيقات الحديثة للذكاء الإصطناعى وصناعة البترول.

- تفرض التطورات المتسارعة التى يشهدها مجال الذكاء الإصطناعى (ِ(Artificial intelligence واقع جديد وتحولات جذرية فى مختلف مجالات الحياة.ويزداد تأثيرها يوما بعد آخرعلى الإقتصاد العالمى والصناعات المختلفة ومنها صناعة البترول.هذه التحولات تؤثر فى كافة مراحل الصناعة المتعددة من الإستكشاف والتنقيب ومرورا بالإنتاج والتكرير وإنتهاءا بالتسويق والشحن والتوزيع.

-الذكاء الإصطناعى هو ذروة تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة( Industrial Revolution 4 والتى بدأت مع هذا القرن وهى تهدف لدمج العلوم المادية بالأنظمة الرقمية فى عمليات التصنيع عبرألات وبرامج ذكية متصلة بالإنترنت وتدخل فى كافة مجالات الحياة ). وللذكاء الإصطناعى أدوات عديدة منها النطم الخبيرهExpert systems والإنسان الآلى Robots والبرمجة الآليه Automatic programming وهى (إنتاج برامج ذكية تحل المشاكل بنفسها)وغيرها.

وللذكاء الإصطناعى إستخدمات عديدة فى مجالات النقل والإعلام والإتصالات والمجالات العسكريةوالحرب الإلكترونية و Drones)المسيرات (وغيرها الكثير فقد إرتفع حجم الإستثمار العالمى فيه من( 13 مليار دولار عام 2015 إلى 93 مليار دولار عام 2021 ويزداد إلى 1.8 تريليون دولار بحلول 2030 ).

-وهناك تطبيقات حديثة عديدة له فى مجال صناعة البترول ونطمح فى زيادتها والتوسع فيها مثل
- برامج الخوارزميات الفائقة لتفسير وتحليل حزم البيانات السيزمية (Super power computer &Big data analysis)والتى تفيد الشركات فى تحقيق أفضل نتائج الإستكشاف والحفر وتوفير ملايين الدولارات وتقليل نسب عدم التأكد والمخاطرة فى ذلك وخفض التكلفة العالية للحفر.

-النمذجة الحديثة لمكامن البترول(ٍSimulation petroleum Reservoir ) مما يضيف إمكانات جديدة للحفر والإنتاج وتكون أسرع فى الوقت وأقل فى التكلفة وأعلى فى الدقةوتقليل المخاطرلعمليات الحفر والإنتاج.

-مستشعرات الذكاء الإصطناعى التى تعمل على تجميع البيانات وتحليلها والتنبوء بالمشاكل قبل وقوعها والعمل على حلها مما سيعمل على زيادة الإنتاج ووزيادة سلامة العمليات وبخاصة لمنصات الأبار البحرية وكذلك معامل التكرير (التى تتكلف استثمارات بمليارات الدولارات). 

-تتبع عمليات الشحن والتفريغ والتوزيع والعمل على أتمتة (Automation)كل ذلك مما سيؤدى لتظيم المخزون بشكل أفضل وتجنب عمليات السرقات وتقليل الفاقد .

-المساعدة فى تخفيف الأثر البيئى المصاحب لأنشطة الصناعه بجمع القياسات والبيانات وعمل تطبيقات تسهل
وتسهم فى الحل فمثلا عمل محاكاة لعمليات حرق غازات الشعلة وظروف تشغيلها سيؤدى لخفضها والإستفادة الأكبر منها وخفض انبعاثات الكربون ( وهوهدف عالمى لمجابهة التغيرات المناخيةوأثارها الضارة)
- تحليل البيانات الكثيرة ودراستها لمراقبة الجودة وسلاسل الإمداد والإنتاج مما سيعمل على ورفع سرعة وكفاءة أداء الأعمال وإدارة أفضل للأصول والموارد وبالتالى خفض التكلفة للمشروعات.
 
ولكن يوجد التحدى الكبير فى ذلك وهو العمل على تأمين البيانات وحمايتها وعمل تدابير وقائية ورقابية للنشاط
لمنع تسريب البيانات أو العبث بها وإلحاق الأضرار المادية بالمؤسسات والأفراد بالإضافة إلى حوكمة القوانين والأخلاقيات التى ستحكم مستقبل الذكاء الإصطناعى.

إن تقنيات الذكاء الإصطناعى فى طور النضوج وستعيد تشكيل جوانب حياتنا. وبها الكثير من الفرص لجذب المزيد من الإستثمارات وخفض التكلفة للإستكشاف والحفر وزيادة سلامة وتحسين كفاءة العمليات التشغيلية للإنتاج والتكرير والتوزيع (ولكن مع توفير التأمين والحوكمة اللازمة). وبالتالى سيحدث زيادة للمكاسب والأرباح مما سيعمل على تقوية صناعة البترول وزيادة قدرتهاعلى مواجهة التحديات والمساهمة بنسبة أكبر قى الإقتصاد القومى ورفع معدلات النمو الإقتصادى لصالح مصرنا الحبيبة.