أيمن حسين يكتب: الرسالة الصادقة

هل أنت قادر على نقل رسالة صادقة؟ هل تستطيع أن تتحكم في اهوائك قبل أن ترسل برسالة إلى أي شخص أو قبل ان تنشر أي كلمة مهما كانت بسيطة وتتأكد من صدقها وحقيقة ما تكتب أو ما ترسل؟
————
لا شك أن الكلمات هي الجسر الخفي بين القلوب فللكلمات الصادقة القدرة على نقل رسالة منك وكأنها هدية قيمة نرسلها لشخص نحبه تربطنا هذه الكلمات ببعض بطرق روحانية وإنسانية عظيمة تتجاوز التواصل الجسدي او حتى التواجد الفعلي الخالي من الصدق في بعض الأحيان.
—————
وفي خضم هذا الضجيج وهذا العالم الذي أصبحت تحكمه التكنولوجيا المجنونة والمعلومات المغلوطة الكاذبة طيلة الوقت والتواصل الغير مرئي عبر القنوات الكثيرة جدا من وسائل التواصل الاجتماعي المليئة بالعيوب والاكاذيب، تلك الوسائل التي تعطي الفرصة لأي شخص أن يقول ما يريد في أي وقت يشاء بأي طريقة يشاء سواء كان ما يقول هو كلام صادق وحقيقي من القلب حقا او مجرد عبث لا يتعدى كونه فعلا عبث بالمعنى الحقيقي لهذا العبث، فيستطيع أي شخص الان أن يوجه رسالته الخاصة به وتصل للكثير في أماكن مختلفة بل ربما في بلاد عديدة مختلفة ولكن السؤال الأهم هنا هل يستطيع كل صاحب رسالة اقناع من يتلقى الرسالة برسالته؟
 ———-
في ظل هذا الكوكب الذي أصبح قرية صغيرة فعلا بفضل هذه التكنولوجيا التي تتزايد يوما بعد يوم نرى البعض استطاع ان يستغلها بشكل مثالي ويرسل رسائل ذات قيمة مضافة له ولمن حوله كما فعلت على سبيل المثال شركة تسلا، التي أسسها إيلون ماسك، عندما بدأت رحلة لإعادة تعريف صناعة السيارات من خلال التركيز على السيارات الكهربائية التي تجمع بين الأداء والاستدامة.
في البداية كانت رسائل الشركة تدور حول "السيارات الكهربائية “ ذات الأداء الجيد ويسلط الضوء على التسارع المذهل والتكنولوجيا المتطورة لسيارتها الكهربائية ، ولكن بعد فترة ليست بالكبيرة ادركت شركة تسلا أهمية نقل رسالة أوسع واعمق وربما ستكون اكثر تأثيرا تتماشى مع التحول العالمي نحو الاستدامة والطاقة النظيفة، حيث تجاوز تركيز تسلا الجديد على "الاستدامة وابتكار الطاقة" الترويج لأداء المركبات الذي يحافظ على البيئة وتحدث عن الحاجة الملحة لمعالجة تغير المناخ وإمكانية السيارات الكهربائية للحد من انبعاثات الكربون مما يكون له تأثير إيجابي بشكل كبير، فأصبحت الرسالة التي ترسلها تسلا انك ليس فقط تمتلك سيارة قوية ذات تكنولوجيا عالية ورفاهية غير مسبوقة بل انت نفسك تستطيع أن تساعد في تحسين المناخ والحفاظ على البيئة فكانت رسالة حقيقية ومنظور ذا قيمة عالية للدعاية وبدأت الشركة في التأكيد على دورها في إنتاج ليس فقط السيارات الكهربائية ولكن أيضا حلول الطاقة المتجددة مثل الألواح الشمسية وأنظمة تخزين الطاقة.
ليس ذلك فحسب بل كانت تسلا من خلال نقل هذه الرسالة، تناشدت المستهلكين المهتمين بالبيئة الحريصين على المساهمة في مستقبل أكثر خضرة حيث يعطى ذلك التوافق مع أهداف الاستدامة العالمية ميزة تنافسية عالية جدا لشركة تسلا، وجذب قاعدة عملاء أوسع وتعزيز صورة العلامة التجارية المرتبطة بالتكنولوجيا المتطورة والابتكار المسؤول.
نتيجة لذلك، تجاوز تأثير تسلا صناعة السيارات لأن ابتكار الشركة والتزامها بالاستدامة جعل السيارات الكهربائية مرغوبة ليس فقط لأدائها ولكن أيضا لمساهمتها في التحول نحو كوكب أنظف وحياة أكثر صحة.
سمح هذا التحول الاستراتيجي في الرسائل لشركة تسلا ببناء مجتمع متحمس من المؤيدين، وزيادة قيمتها السوقية، وقيادة الطريق في ثورة السيارات الكهربائية.
فببساطة هذا هو تأثير الرسائل الصادقة الحقيقية الواقعية في مجالات الاعمال والتجارة والتكنولوجيا فكيف يكون صدقها بين الأشخاص بعضهم البعض، لذلك يجب أن ننقل رسائل صادقة، عليك ان تتحرى ما تكتب وما تنقل عنك، فربما يتأثر برسالتك شخص ما سلبا من رسالة ليست دقيقة او كاذبة، علينا أن نتقي الله فيما ننشر ويصدر عنا.
———-
ومن جانب اخر فالرسالة الصادقة التي تكون حقا من القلب يمكن أن تجعل يوم شخص ما مليء بالسعادة والفرح هذا الشعور الاغلى والاهم في الحياة، الرسالة الصادقة يمكنها أن تعزز العلاقات بين الناس فعندما ننقل رسائل صادقة إلى الأشخاص الذين نهتم بهم ونحبهم ونقدرهم الذين نكن لهم في قلوبنا مكانة كبيرة فيعبر ذلك لهم إننا إلى أي مدى نحبهم ونقدرهم نفكر فيهم بمنتهى الود والإخلاص والحب. 
————-
بصدق رسالتك يمكن ان تصبح حالة من حالات الالهام مثلا فعندما تقص تجربة ما او موقف تعرضت له وتوضح الدرس الذي استفدت او الحكمة التي وصلت اليها بتلك التجربة يمكن أن تلهم الآخرين بشيء ما وتحفزهم أيضا على الوصول إلى أشياء ربما كانت فقط من تأثير رسالتك عليهم الذي جعلهم أكثر حماس وشغف بخوض تجربتهم الخاصة بهم وربما وصلوا لأشياء عظيمة وكبيرة نتيجة لصدق كلامك وحقيقة رسالتك النابعة من القلب.
————-
فبالرسالة الصادقة يمكن أن نجعل العالم مكانا أفضل حيث يتجاوز تأثير مشاركة المشاعر الحقيقية مجرد الكلمات بل يمس القلوب يرفع الروح المعنوية والنفسية ويخلق حالة من الود دائم التأثير على كل من المرسل والمتلقي، وقبل كل شيء لا تنسى ان الكلمة الطيبة صدقة ولم ولن تكون الكلمة صدقة قبل أن تكون كلمة صادقة.
—————
لذلك لا تبخل على من تحب برسالة صادقة من قلبك عبر فيها عن حقيقة مشاعرك وامتنانك ، قدم ما تستطيع من حب والفة فللكلمات الصادقة فعل السحر ولا تنسى أن أفضل طريقة لنقل رسالة صادقة هي التحدث من القلب.
————-
كاتب المقال الأديب والشاعر أيمن حسين
مدير عام الإعلام بجهاز تنظيم أنشطة سوق الغاز