للاعلان

Sun,24 Nov 2024

عثمان علام

مجرد رأي…رحمة القاضي فرانك كابريو

مجرد رأي…رحمة القاضي فرانك كابريو

الكاتب : سقراط |

02:22 pm 13/08/2023

| رأي

| 1257


أقرأ أيضا: Test

مجرد رأي…رحمة القاضي فرانك كابريو 

 

قاضي امريكي من اصل ايطالي له العديد المواقف الانسانية وحكمه السنين تظهر فيما يتصدي له من احكام مع هؤلاء الذين ارتكبو بعض المخالفات المروريه اثناء سيرهم بأحدي المدن من ولاية امريكية  . 
وجهه يعطي نوعاً من الراحه تجعل من امامه يتكلم بكل (صدق ) و هذا هو معظم الطريق  للوصول الي الحقيقه . 
———-
الرجل يعترف بكل صدق ان اباه من المهاجرين القدامي الذين وصلو الي العالم الجديد ليبدئ حياه اخري في ارض الله الواسعه. لذا تجده متلطفاً مهذباً مع المهاجرين وللأسف تري معظمهم بل كلهم من مهاجري الدول العربيه والشرق الاوسط . انواع كثيره من المواقف الانسانيه التي يسمعها الرجل عن حياه هؤلاء في سبيله لمعرفه الدافع القوي الذي ادي به الي ارتكاب المخالفه في حد ذاتها  . 
————-
هذا هو العدل في اسمي معانيه . فجلوسك علي المنصه او القياده لن تكون ابداً اداه للبطش بالناس وإظهار لسلطة او تحكم بيد القانون الغليظه منحتك اياها الوظيفه ولكنها لتقود بحكمه من هم تحت قيادتك ويخضعون لحكمك النهائي علي الاحداث . الرجل يعتز بالاخلاق الامريكيه العريقه واخلاق الاسره واحترام وتبجيل الوالدين . وهذا ما اظهره تحقيق مع رجل امريكي تجاوز التسعين من عمره  اعترف بكل صدق و ثقه بأنه كان مسرعاً للوصول بابنه المصاب بالسرطان الي المستشفي لعلاجه من حاله طارئه . 
————-
و ستدهش عندما يذكر للقاضي بان ابنه قد تجاوز الستين من عمره . لم يكن امام القاضي الا ان يسهب في تكريم هذا العجوز وهو مندهش انه مازال يعتني بإبنه حتي هذه السن. ولم يتمالك القاضي العادل الا ان يعفيه من اي حكم بالغرامة وهو يردد هذه هي الاخلاق الامريكيه الاصيله التي نعرفها ويعرفها الجميع. 
اما اكثر ما كان مؤثراً بالنسبه لنا كعرب هو  قصه شاب سوري ارتكب خطأ مروري لدي توصيله لوالده  الي عمله في السادسه صباحاً وانطلق مسرعاً  ليلحق  بدراسته. واسهب الشاب السوري في حبه واحترامه للمجتمع الامريكي الذي احتضنه ولم يعايره بأنه وافد مثلما يفعل الاخوه العرب في الكويت لمن يعملون لديهم ويكيلون لهم البغض والكراهيه كل يوم  بلا سبب محدد . وسأله القاضي سؤالا محدداً هل سيرجع الي وطنه بعد انتهاء دراسته فكانت الاجابه السريعه و القاطعه  ( بالطبع لا .. ). هذه الاجابه احدثت الماً كا النصل  المنغرس لكل المجتمعات العربيه ورساله حاده بأن الشباب لن يعود يوما ما الي وطنه مهما كانت الظروف  . 
—————
هذه الرساله التي اصبحت للأسف عنواناً  معلقاً علي جميع مطارات دول الشرق الاوسط و باتت معها  (بوابه خروج ) فقط لشباب فقد الامل والعمل والهوية  كل علي حسب حاله بلده . رحب به القاضي ولم يمتعض أو يتأفف بل اغدق   له من النصيحه قائلاً ( بأن الطريق طويل وملئ بالمصاعب والتعب ) وليس له من دون الاجتهاد والعمل والمثابره من بديل واتمني لك النجاح في ارض الاحلام . 
—————
انسانيات هذا القاضي وحالاته لا تكفيها مقاله ولا كتاب . ولكن دروسه القصيره مركزه وذات ابعاد ومعني . (الصدق ) اولاً مع نفسك ومع  القاضي او رئيسك هو الطريق الوحيد للعداله حتي لو علي نفسك فهذا هو القانون الذي هو اقوي دعائم المجتمع لك ولأولادك من بعدك .  الرجل يسمع بكل تركيز ويدرك معني الكلمات ولا مكان (للكذب ) في اجندته ولا يعتقده فيما يقال امامه . فيكون تقديره وحكمه اقرب للمنطق والرحمه والقانون . الرجل متعلق بالأخلاق الامريكيه القديمه المتوارثه عن الاباء المؤسسين وهذا هو السر في عظمه المجتمع الامريكي وقوته. وهو للأسف درس كبير ومهم اسقطناه من كل مناهج حياتنا في جميع مجتمعاتنا العربيه . الرجل لم يتبرم او يتحامل علي مهاجر او من يتوق للهجرة فدائماً يقول امريكا (بلد المهاجرين) فيها يبدعون ويزيدون من عظمتها.  
————
و هذا درس عميق للثقة في النفس وفي الغير بدون عنصريه فارغه او افتخار بثروة او مال فالحياه تحتمل الجميع . الدروس كثيره والحالات اكثر . وللأسف اشدها قسوه تلك التي تعلقت  بالمهاجرين العرب  .
 —————-
ولكن مايزيد الحزن والدهشه ان الجميع منا يشاهد تلك المقاطع ويري ويسمع تلك الدروس والنصائح . وما ان يأتي الصبح تري وحوشاً تتقاتل في الشوارع و يجللها  السب والشتم وعدم احترام لأي قواعد للسير أو احترام الماره  .تصل الي عملك ، تري مديراً او مسئولاً يتجبر علي مرؤوسيه بكل فظاظه وعدم تقدير لأيه حالات انسانيه رغبه منه في اشباع حبه للسلطه ليس الا  . ويضطر الجميع للكذب والتنازل وارتكاب المخالفات اتقاء شر هذا وذاك وندخل في دائره من الازدواجيه وهدم للأخلاق ومعايير التعامل الانساني الصحيح مع بعضنا ونبدو علي ما نحن فيه حالياً . 
—————-
لن تجد في اي جهه عمل في مجتمعاتنا الشرقية مثل (فرانك كابريو) يسمع منك لماذا ارتكبت الخطأ بكل صدق واحترام ثم تترك له تقدير عقابك او التجاوز عن هذا الخطأ يعيدك به الي الطريق الصحيح ولن يكون لك  حق العودة لنفس الخطأ خجلاً منه واحتراماً له . وانما ستجد اوراق مخفيه وشائعات وتقارير يتم تكديسها فوق بعضها  لا تدري عنها شئ تقف عقاباً مستتراً في طريقك وانت كمن تحرث في البحر  لا تدري بأي ذنب تعاقب . وهكذا تتولد الضغينه وكراهيه العمل والاداره وتنهار كافه عوامل التفاني والابداع المطلوبه في اي عمل . اوضاعنا الحاليه انعكاس صريح لأوضاع و تصرفات ما نقوم به جميعاً . لا استثني احداً ولا ازايد علي هذا . و اعلم ان الجميع يدرك تماماً بأن الخروج من المحنه لن يكون الا بتغيير انفسنا وان نعود لقواعد الاحترام الانساني بعضنا لبعض. بذلك ستقل وتيره الكذب والاحتيال . وسينشئ جيل اخر يعرف للصدق و احترام الكبار قدره ومنزلته. ستري نوابغ الشباب تظهر بعيداً عن معطيات الوظيفه العقيمة. بهذا صارت امريكا عظيمه واذا لم نسير علي نفس النهج سنظل في ذيل الامم .  
القاضي (فرانك ) حاله انسانيه فريده انصهرت فيها الخبره والامانه وحب الوطن المتناهي واحترام الناس وتقدير ظروفهم . ولك ان تتسأل وانت محق في ذلك ( لماذا لا يوجد لدينا تلك الامثله من الشخصيات؟ ) . الاجابه في منتهي البساطه بأننا كنا نعلم ابناؤنا في الماضي بأن من (يكذب) يدخل النار . 
—————-
اما الان فقد اصبح (الكذب ) هو طريق جنة الدنيا القريبة . بل لم يصبح كذباً بمفهومه الصريح وانما  صار نوعاً من اللعب بالجمل والالفاظ مع بعض المجامله وتدوير الحقائق لتتوه الحقيقه و يضيع تأثير العمل المطلوب واهدافه . في هذه الاجواء والمعايير والاخلاقيات لن تجد مثيلاً او شبيهاً للقاضي ( فرانك كابريو ) عندنا ابداً . وستظل سياسه الافتراس قائمه بيننا  لأن الجميع يكذب و يعلم ذلك . 
والسلام ،، 

#سقراط

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟