للاعلان

Sun,24 Nov 2024

عثمان علام

مجرد رأي…القرآن يحترق

مجرد رأي…القرآن يحترق

الكاتب : سقراط |

07:29 pm 03/08/2023

| رأي

| 12429


أقرأ أيضا: Test

مجرد رأي…القرآن يحترق 


مسرحية هزلية تطل علينا من وقت لأخر بعض المهووسين من العرب المهاجرين يقف فيه كالقرد الذي يلبس بنطلوناً وقميصاً يتقافز هنا وهناك بشكل مقزز ويقوم بحرق نسخة من القرآن بدعوى الحرية وكراهيته للدين الاسلامي الذي يرعي العنف والارهاب . تستدعي هذه المناظر المخزيه التفكر في نوعيه هذه الأشخاص وما اذا كان لديهم فكر  او حجه او حتي اضطهاد . فلا تري شئ ذا معني  محدد او جدير بالنقاش الموضوعي . 

 

و يبرز التساؤل ايضاً اذا ما كان صاحب حجه أو قضيه فلماذا يحارب بسيف من ورق . لماذا لا يحارب جدياً وعملياً لفرض الحريه التي يبغاها و يفعل المستحيل للقضاء علي الارهاب الذي يزعمه في بلده .  واصدقك القول اني شعرت بالخزي وانا احاول مجرد مناقشه اي منطق لمثل هؤلاء فليس هناك قيمه لذلك وتشعر بأنك هبطت بمستوي تفكيرك الي مستويات متدنيه وتعطيهم الفرصه للمناقشة والظهور  .هذا هو مايريدون تحديداً ، شهرة واعلام ، واظهار ولاء لدولة غربيه غير وطنه الاصلي وربما كان مثلي تمنعه قوانين بلده من التمتع بشهواته .المناقشه في هذا تطول ولكن علي الجميع ان يعي ان حرق  بعض قراطيس من الورق عليها كلمات حتي لو كانت تشكل القرآن  هي ليست قرأناً علي اي حال  . 

 

القرآن لم يكن ابداً مجموعه كلمات مطبوعه مدونه في عده اوراق او كتاب .ابداً لم ولن يكون هذا قرآناً . الكتاب يصبح قرآناً بحق  عندما تنبع قداسه معانيه وكلماته داخلك وتظهر  عليك هيبته عندما  تقرأه في حضره من اوحاه و بعد ذلك تستشعره وهو يتحكم في تصرفاتك وافعالك ومعاملتك مع الله والناس. وتهرع اليه وانت علي يقين ببركته عندما تواجه نوائب الحياه وتغلق امامك الابواب . غير ذلك يصبح مجرد نسخه أو مجموعه من الورق لا يضيرها الحرق او حتي الاعدام . ملايين النسخ غرقت او احترقت  في البحر  و الجو  في الكثير من السفن والطائرات التي غاصت او انفجرت  ولم تغضب السماء وتصب جام غضبها علي الارض ولم يتأثر وجود القرآن او انتهي من علي وجه الارض ، ولا تركه الناس واستغنوا عنه . ملايين اخري من النسخ احترقت في المتاحف والمساجد و في اعمال الغزو و الثورات والفوضى في العديد من البلدان الاسلاميه ولم تهتز اركان الدنيا لذلك  ولم يضيع هذا الكتاب وازداد كثره وانتشاراً . 

 

احترقت الكعبة عدة مرات ولم تتنازل ابداً عن مكانها في القلوب اولاً وفي مكه ثانياً . وجودها الراسخ في القلوب والعقول هو من حفظ مكانها و قواعد نبي الله ابراهيم بها . اما البنيان فلا عليك فأنه متجدد ولا عناء في ذلك او صعوبه . دخلت الخيول والفرنجة الجامع الازهر و عاثو فيه فساداً و بالو فيه ولم يتغير الازهر ولم يذهب وظل شامخاً مناره للفكر الاسلامي الصريح البعيد عن الالتواء والغموض والتعقيد وذهبت الخيول الي غير رجعه . لماذا ؟ لأن الازهر شجرة ظليله من الايمان الصحيح  والمعرفه و الاستنارة  ظلت زاهره في قلوب عشاق وطلاب و مريدي الازهر الشريف منذ اكثر من الف عام .  افعال الغزاه و المهووسين  لا تهدم عقيده او اثر ولا تمحو كتاب من الصدور . ما يهدمها بحق عندما يذهب سلطانها علي النفوس . ولكن المشكله الحقيقيه تكمن في رمزيه الحرق العمدي هو ما يريدونه هؤلاء الموتورين . 

 

اثاره الحنق والغيظ في صدور المسلمين هو الهدف لاستفزازهم لاستعجال حروب صليبيه او ايدلوجية بين الشعوب. 


المثير في هذا الموضوع ان اغلب من يقوم بهذا الفعل من المسلمين او كانو مسلمين سابقاً ويعلم الله ما قد تعرضو له في بلادهم فلجئوا الي الخارج ينفسو عن غضبهم او حقدهم بهذه الافعال الصبيانيه. لم يظهر غربي او مسيحي متدين هناك ليقوم بهذا العمل المستفز الا نادراً وكان مثار استهجان شعبه وكنيسته ولم يلق  له بالاً من احد . احترام الكتب السماويه و الاديان علي اختلافها واجب وشعور متأصل في الناس علي مختلف اديانهم . اذا المشكله تكمن في اتباع المعسكر الاسلامي  ولماذا وصل البعض منهم الي هذا المستوي من الكراهيه والحقد . قد يقول احدنا ان هذه حالات فرديه يصيبها شطحات من الجنون و ولع الظهور . و لكني اعتقد ان الموضوع اعمق من ذلك . نحن نعاني من انفصام مروع بين ما نظهره من تدين لمعتقدات و احكام الاسلام وما نقوم به من تعامل وتصرفات. لازال الكثير منا يعتبر الحرية الشخصية درباً من الانحلال ونتدخل فيها بصورة فجه مثيرة للرفض والتوجس . لازلت الدول الاسلاميه نتصدر العالم في اعمال التحرش والافعال الجنسيه المشينه ثم تجد مظاهر الورع والتقوي و التزين بالجلباب الابيض. وستجد الكثير يتهمونك بالتحامل وادعاء ان العالم الغربي يحفل بكل الافعال الجنسيه وخلافه . نعم هذا صحيح ولكن يكون ذلك برضا الطرفين لا اكراه فيه ولا عنف.التحرش هناك يعتبر جريمه سرقه تضع صاحبها في وضع ادانه ومحاكمه . وعلي العموم لم يحملنا احد منهم مسئوليه ما يتعرضون له من امراض و كوارث نتيجه تلك الحريه فتلك المصائب هم من يتحملون مسئوليتها وحدهم . 

 

صرنا نكدب كثيراً وضاعت الامانه  بيننا واصبحنا  في ذيل الامم في مقاييس الشفافيه والحوكمة الصحيحه . فقدنا العلاقات الاجتماعيه السليمه المذكوره في ديننا و التي نتغني بها  ليل نهار و نسمعها في خطبه كل يوم جمعه وتجد الخلاف والاختلاف والغش والنصب هو سيد الموقف في التعامل بين الناس واذا لم تصدق  ذلك ، فأذهب الي المحاكم المختلفه التي تعج بملايين القضايا التي يكون فيها كلا  الظالم والمظلوم كاذباً . 

 

ما زالت الحرب المذهبيه داخل معسكر المسلمين من سنه وشيعه وبهاء وسلفيين وصوفي واخوان وداعش وغيرهم من الطوائف علي اشدها . يكفر  بعضهم  البعض و يقتل بعضهم الاخر . 
تعصبنا علي الامم نكفر معتقداتهم و نرجم حرياتهم و نستهزئ بها ونحاول تغييرهم وفرض معتقداتنا الدينيه بالقوه والعنف ولم نكلف بهذا ولم يطلب منا احد ان نفعله . والغريب اننا لا ننفذ تلك الاحكام والاخلاق علي انفسنا اولاً  .  لكل هذا و اكثر  اصابنا كراهية الشعوب و ساد الخوف من كل ما هو اسلامي ونعته بالارهاب . واصبح التخلص أو تحجيم العالم الاسلامي استراتيجيه واضحه المعالم لدي كثير من الدول .  مواجهه النفس هي اسرع طريقه للعلاج . لن يفيد الكتاب العزيز  صراخك و تعصبك وبكاؤك لاحتراقه وانت لا تقرأه ولا تعمل بما فيه فدع عنك هذا فله رب يحميه وصدور تحمله الي يوم الدين  . ولا تقلق فالقرآن لا يحترق  باحتراق صفحات من ورق  . المصيبه الكبري عندنا عندما احترقت معانيه واوامره ونصائحه داخل الصدور والعقول فأصبح العالم الاسلامي علي ما تراه حالياً وصار مثير  للخوف والحذر  بين شعوب العالم . واصبح ينفث غضبه وكراهيته لأفعالنا بمثل هذه التصرفات الحمقاء . 

 

و يبدو الفصل الاخير من هذه المسرحيه السخيفه الواجب الاشاره اليه . لماذا دوله ( السويد) تحديداً هي مسرح تلك الاحداث السمجه. هل هناك شئ في النفوس هناك لا نعلمه ، هل الحريه تعطي لك التصريح بأن تهين غيرك وهم يتغنون بإحترام حقوق الانسان والاخرين . واذا طلب اي مسلم هناك التصريح بحرق الدستور السويدي الذي يسمح بتلك السخافات والتعدي علي قيم ومعتقدات من يختلف معهم  اياً كانو  علي مرأي ومسمع من الناس هل سيوافقون ؟ لا اعتقد بالطبع، فالغرب يعلم جيداً كيف يكيل بكل المكاييل المتاحه لديه . ولن ندخل في صراع من الكلمات و المقارنات معهم فهذا شأنهم ونعلمه من زمن بعيد ولن تجد معهم سبيلاً . ولكن علينا ان نعي جيداً بأن مثل تلك الدول لا تحترم الا الاقوياء والقوه عندهم مال واقتصاد . فاذا كنت تشتري منتجاتهم وصناعتهم فأنت قوي . فكل همهم ان يزيدو من رفاهيه شعبهم . لا اعلم عن  منتجات هذا البلد سوي السياره ( الفولفو) فلتذهب السياره و مصنعها للجحيم . علينا ان نتجاهل تلك الدوله في كل منتجاتها و سفرياتنا وان يجنب المسلمون اي اموال قد تذهب اليها او عبرها وان نحاول ان نتوحد كمسلمين اذا كنا ما زلنا نملك نخوه الدفاع عن كرامه هذا الدين بدون صراخ او نحيب . لا شراء منهم او لهم لا سياحه لا تغطيه اعلاميه لما يحدث في هذا البلد صوره من صور التجاهل التام . وان نرفض السائحين القادمين من هذا البلد . وليذهبوا بحريتهم الي غير رجعه .والسلام ، 

#سقراط

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟