للاعلان

Sun,24 Nov 2024

عثمان علام

مجرد رأي…الفيل والحمار

مجرد رأي…الفيل والحمار

04:19 pm 20/07/2023

| رأي

| 1483


أقرأ أيضا: Test

مجرد رأي…الفيل والحمار 

 
 

مهلاً  ، لا تمتعض من هذا العنوان . فهو ليس بداية لوصلة من القذف أو السخرية أو اسقاط علي شخص أو حدث . العنوان ببساطه يمثل احد اكبر رموز احزاب الحرية والديمقراطية في العالم . فالفيل هو رمز ( الحزب الجمهوري) والحمار هو رمز ( الحزب الديمقراطي) وكليهما من اكبر الاحزاب السياسية في الولايات المتحدة الامريكية . 
 

كلا الحزبين له تاريخ طويل في السياسة الامريكية والتاريخ العالمي الممتد منذ نشأة الولايات المتحدة الامريكية. ظهر منهم شخصيات عظيمة كانت مؤثرة على الواقع الامريكي وعلى مسيرة الحياة في العالم اجمع.. 
 

حاولت الغوص في اسباب اختيارات تلك الحيونات كرموز فاقعه التأثير  ، ولماذا اصبحت شعاراً لتلك الاحزاب الهامه و العريقه و كيف اشتهرت بها وصارت علامة لكل مرشحيهم وتجدها مرسومة في صدارة كل مكان اثناء انتخابات الرئاسة او الكونجرس  . 

في انتخابات ١٨٢٦ اتهم المرشح الجمهوري المرشح الديمقراطي المقابل له (جاكسون ) في سباق الرئاسة بالغباء و ذلك عندما دخل المعركة تحت شعار ( لندع الشعب يحكم) وتلاعب بحروف اسمه لتكون (جاكس ) وهي ايحاء يدل على غباء الحمار . والتقط رسام كاريكاتور هذا الوصف ورسم حماراً حياً يركل اسداً ميتاً ايماء الي تفوق الحمار حتي لو كان غبياً علي اسد ميت لا نفع منه ولا زئير ويقصد بذلك المنافس الجمهوري .ومنذ ذلك التاريخ التصق رمز الحمار بالحزب الديمقراطي الامريكي واصبح شعاراً له و لناخبيه .  
 

اما رمز الفيل فقد ظهر ايضاً في كاريكاتير عام ١٩٧٤ نشر في جريدة( هاربر) ظهر فيه الحمار وهو يرتدي جلد الاسد ويبدو في صورة ساخرة والجميع يضحكون ويفرون منه ومنهم الفيل الذي كتب عليه ابتعدوا عن هذا الابله ( الاصوات للجمهوريين) . ومنذ ذلك التاريخ  اصبح الفيل عنوان الضخامة والقوة شعار الجمهوريين ورمزهم المفضل في كل انتخابات . 
 

الحياة السياسية بلا شك هي جزء من النسيج الانساني والعرقي و الثقافي  لأي مجتمع . وعلي الرغم من حداثة التاريخ الامريكي فأن احداثه عبر هذا التاريخ القصير متدفقة ومتنوعة . 
 

النقد اللاذع في حياتهم السياسية لا حدود له ولك في عنوان هذا الموضوع الدليل على ذلك . لا احد يغضب من النقد هناك والذي يصل الي حدود بعيدة من السخرية والقذف في مواضع كثيرة . الجميع هناك يتسابق للحصول على ثقة الناخب صاحب المزاج المتقلب أو ما يسمى هناك بالتأرجح في منح تأييده لأياً منهم . هناك ولايات محجوزة بأكملها و تخضع للنفوذ الجمهوري واخري للحزب الديمقراطي وهو ما يسمي بالولايات الثابتة والمستقرة على تصويتها و تأييدها لكل من الحزبين .الحزب الجمهوري هناك يمثل العقيدة والاخلاق الامريكية الاصيلة ويعمل علي نهج الاباء المؤسسين .وبالتالي تجده( يميني)  النزعة لا يميل الى المهاجرين ويتشدد في اجراءات الهجرة الي ( امريكا) بلد الاحلام . هم متدينون يرفضون المثلية و عموم كل ما هو غير امريكي الاصل . ويأتي الديمقراطي علي النقيض فهو يمثل بوتقة الملونين والبشرة السوداء من الامريكين المتجنسين ويشجعون الهجرة اليهم ويتبنون جمعيات حقوق الانسان ويؤيدون حرية المثلية و يضمون لهم كافة مجتمعات و منظمات المهاجرين . و لذا تجد لهم شعبية في العديد من الولايات التي غالباً ما تكون الوجهه الاولى للمهاجرين و كانت أول موطئ لأقدام الاجداد عند هجرتهم لهذه القارة الكبيرة. 
 

التصور الخاطئ الذي يترسخ في أذهان الكثيريين من شعوب العالم وخاصة في الشرق الاوسط بأن هذه الدولة الكبيرة هي (الشيطان الاكبر ) وصف قاصر ينقصه الخبرة والعلم .  

هذه الدولة كبيرة جداً بكل ما تحمله معاني هذه الكلمة و الشعب الامريكي شعب متحضر جداً بني اقتصاداً يمثل تقريباً عصب وكيان اقتصاد العالم كله . اعتز بعملته النقدية على مر القرون و دعمها حتي اصبحت سنداً مالياً دولياً عالي القيمة مضمون القيمة تتصارع الحكومات والافراد للحصول عليه و اقتناؤه بالرغم من المنافسة الشرسة من العديد من العملات الاوربية والاسيوية . 

الثقافة الادبية الامريكية عميقة ومتجذرة ويوجد لها اعلام كبار . الرويات الادبية وطباعة الكتب والمذكرات الشخصية لأعلام السياسة والاقتصاد هناك لها باع كبير قلما تجده في اي من بلدان العالم . اما السينما الامريكيه فحدث ولا حرج ، قمة في الابداع والاثارة و التطور المذهل في التصوير والاخراج و ليس خافياً بأن ايراد فيلم واحد لديهم قد يفوق موازنة دولة بأكملها . 
 

ولن اضيف كثيراً اذا اسهبت في وصف التطور الصناعي والتكنولوجي الهائل  لدى هذه القارة الكبيرة المترامية الاطراف ، فالجميع يعرفه ويراه في كل نواحي الحياة . 
 

ويبقي الشعب الامريكي صاحب هذه الحضارة والاقتصاد الهائل بعيداً الي حد كبير عن سياسات حكوماته الخارجية. فكل اهتمامه ينصب نحو  المحافظة على حريته واقتصاده . ولا يعنيهم من شئون وحروب العالم الخارجي الكثير .  
 

الحياة السياسية والثقافية الامريكيه ممتعة و نشطة و هو ما يجعل الحياة هناك دائبة النشاط والحيوية .ثقافة التغيير لديهم مقدسة لا تمسها اي سلطة . هم لا يطيقون الاستمرار على وتيرة واحدة لا في حياتهم ولا حتى في سياستهم . المجتمع هناك يموج بأعراق وجنسيات وأديان لا حصر لها . لذلك تجده مجتمعاً كرنفالي متنوع  صعب التجانس . ولكنهم اذكياء وجدو عوامل فعالة تربطهم بأرض هذا الوطن الجديد و بعضهم ببعض علي الرغم من تلك الفوارق والاختلافات . (العمل واحترام القانون والنظام ) كانت مجتمعة الرباط المقدس لهذا المجتمع الجديد .نجح هذا الرباط في جعلهم امك كبيرة متحضرة عظيمة الشأن .هناك لا احد يتدخل في حي الاخرين ولا يهمه معتقده او دينه . ليفعل ما يحلو له طالما لا يؤذي او يضر الاخرين . المهم ان تعمل وتنتج وتحترم قوانين هذا الوطن الجميل الذي يحتوي الجميع . قواعد فاعله صارمه  تعاملو و نجحو بها  .  
 

لا يمكن الذهاب بعيداً في وصفهم بالكمال ، علي العكس ، هم يواجهون  ويعانون من سلبيات متعدده شأن اي مجتمع بشري ولكن الروابط العمليه واحترام القانون والعمل تظل اقوي وتزيح امامها الكثير من المشاكل الاجتماعيه التي يواجهونها . بهذا اصبحت هذه الدولة قوية وعظمي لا تحترم الا الاقوياء ومن يمثلون لها ثقل سياسي او عسكري او اقتصادي وهذا هو شأن الاقوياء في كل مكان ومجال . 

علينا ان نتعلم بعض الجوانب الايجابيه لدي هذا الشعب المثير  المتدفق بالحيويه والنشاط . ونعلم ابناؤنا بأن هذا الشعب ليسو بمجموعة من الشياطين او مجموعه من المنحلين كما يحاول بعض المتطرفين تصويرهم . علي العكس فالشعب الامريكي متحفظ و اغلبه متدين يحافظ علي صلواته ومتمسك بالعادات والتقاليد المتوارثه عن الاجداد ، والكثير منه يحافظ علي الروابط الاسرية ربما بدرجة تفوق بمراحل ما عندنا. 

و ان نتعلم نحن وابناؤنا اثناء محاولتنا اقتناص بعض الايجابيات من حياتهم  وخاصه العمليه منها بأننا سنظل مختلفون عنهم في ثقافه الفكر والسياسه والعمل و الكثير الاخر  . فنحن لا نملك ما يمتلكون من ثروه طبيعيه اولا وكذلك ثوابت التعليم والتعامل والعمل الجاد ثانياً . 
هذا هو الواقع ، ولا تحزن أو تتحسر علي ذلك فالعالم سيظل شعوب مختلفه ودرجات من التقدم و الثراء  و هي طبيعة ثابتة للحياة. وسنظل نتكلم لغتهم باللهجه (الشرق اوسطيه) فلن نكون امريكان يوما ما . وسنستمر ننظر اليهم بالإعجاب والرغبة في الهجرة الى بلادهم بلد الاحلام والعم سام . ولن نستطيع ايضاً ان نجاريهم في حياتهم السياسيه فالسياسه هناك صناعه باهظه التكلفه تنفق فيها  المليارات من الدولارات على المناظرات و الحملات الانتخابية ولها من المقومات والمؤسسات التي تقوم عليها ما يفوق تخيلنا و تبقي قدرة بلادهم العسكرية والاقتصادية سنداً قوياً يتحمل خطأ الاختيار الديمقراطي لو حدث ، و لن تملك الكثير من الدول ذلك الترف مهما حاولت في ذلك. 

امريكا بلد الاحلام والاساطير بلا منازع . وستظل ترتسم في احلام الشباب والعواجيز كا امنيه  صعبه المنال لعلها  تتحقق يوما ما بعبور الاطلنطي ويحظى بشعور  الامل والنصر وهو يحلق فوق تمثال الحريه الخالد. تحية خالصه للشعب الامريكي الجميل . والسلام ،، 

#سقراط .

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟