للاعلان

Sun,24 Nov 2024

عثمان علام

مجرد رأي…الساحل وسنينه

مجرد رأي…الساحل وسنينه

الكاتب : سقراط |

04:11 pm 19/07/2023

| رأي

| 1477


أقرأ أيضا: Test

مجرد رأي…الساحل وسنينه 

 

حكاية الصيف وكل صيف . نوادر وحكايات ومقاطع لا تنتهي من فيديوهات اكثرها مثير للتعجب وبعضها له من السخريه والاستهجان نصيب تأتي من هذا المكان العجيب . ذلك المكان الذي يحذو اجمل مناطق البحر المتوسط الشاسع ويمتد غرباً حتي مطروح ويستمر لسواحل ليبيا . 

شباب فاحش الثراء لا تعرف هويتهم علي وجه التحديد تحيط حياتهم  طبقه من الغلابه القائمين علي خدمتهم في طبقيه اجتماعية مدقعه ينتج عنها الكثير من المواقف بل والحوادث . 


تسمع الكثير من النوادر والافعال الفاقعة والتباهي بموديلات السيارات الفارهه واسئلة عن معدل الانفاق اليومي لهم  وكلهم يتفاخرون بأنفاق الاف يومياً و منهم من يزيد علي ذلك بحشر العمله الاجنبيه في اجابته عن هذا السؤال . اجواء غريبه لا توحي ابداً بما يعانيه هذا البلد من ازمات خانقه . ويتردد السؤال من اين اتي هؤلاء بكل هذه الاموال ، علي الاقل في مثل هذه الظروف ؟ واذا كان هذا هو مستوي معيشتهم في بضع شهور قليلة من الصيف فما بالها طوال العام . وهل يقوم مثل هؤلاء بتقديم اي مساعده او فائده للوطن الذين يعيشون فيه ويستمتعون بخيره وخيراته؟ لا اجابه عندي علي هذا السؤال . ولكن ما ندركه جيداً انهم مصريون يقيمون ويعيشون بيننا تحت سقف سماؤه التي تظلنا جميعاً بلا تفرقه. 


وعلى الرغم من تكرار مثل هذه التصرفات والافعال سنوياً فأن الناس في بلدنا لا تمل من متابعه تلك الاخبار والنوادر وينتظرونها كل صيف لتبدأ حمله من الاستهجان والنقد اللاذع كسيناريو مكرر كل صيف ثم لا يلبث كل ذلك ان ينتهي بنهاية الموسم . 


اصبح الساحل لدينا كرنفال سنوي لعرض قدرات الثراء من ازياء وسيارات ومباني وشباب ناعم لا يعرف سوي المنظرة والترفيه ويوجد بينهم ايضاً عدد لابأس به من العاملين بالخارج من اصحاب الدخل المعقول . والجميع ينظر الي بعضه ليرى كل غريب ومثير في تلك الاحتفالية الصيفية التي تنفق فيها المليارات الاستهلاكية ثم يعود الجميع ادراجه انتظاراً لعام جديد . 

ظهر مشروع الساحل منذ اوائل ثمانينات هذا القرن كمشروع استثماري قام عليه رائد التعمير في مصر المهندس حسب الله الكفراوي . وادرك هذا الرجل بحس التاجر الدمياطي الشاطر اهميه هذا الموقع البكر  الفريد بعد ان اكتظت الاسكندريه بروادها ولم تعد تتحمل المزيد وقام علي اول استثمار حقيقي في تلك المنطقه بانشاء قرية (مارينا ) كنواة و مركز لهذا العمران الجديد الكبير . حقق الرجل نجاحات هائله وجنت الدوله المليارات من هذا المشروع واعجب مبارك بفكره تنميه هذه المنطقه وتطويرها بل واتخذ هناك استراحه شخصية له في برج العرب .  

وخلال تلك الايام اصبح الساحل وقريته الام ( مارينا) هي مقهي (الشارع السياسي ) الشهير خلال فتره عطلة الصيف تجتمع فيه الشخصيات السياسية والتنفيذية البارزه في مجلسي الشعب والشوري والحزب الوطني والحكومه . واصبحت جلسات السمر في ليالي مارينا الساهره هي العامل الاساسي للتغيرات الحزبيه و الوزاريه والتعيينات ومنح الاراضي والتراخيص للمشروعات الاستثماريه وكثير من اعمال السياسه و البيزنس . 

اصبح الساحل ظاهرة و واقع اجتماعي غريب الاطوار ولكنه مؤثر علي كل حال. و اذا كان الساحل بما يحويه من متناقضات يظل علامه استفهام كبري لدي المصريين البسطاء ، فأنه في نفس الوقت من عوامل الرواج السياحي في هذه المنطقه والبلاد عموماً ويوفر الاف من فرص العمل للكثير من الشباب . و يظل في نفس الوقت علي عهده يمثل علامه من علامات الطبقيه المجتمعيه المنفلته والتي تؤثر بكل تأكيد علي من يتابع اخبارها  ونوادرها علي وسائل التواصل الاليكتروني . فيها تجد الكثير من علامات الحسره والغضب ترتسم علي الوجوه لما يشاهدونه من  مظاهر الثراء الفاحش وبعثره الاموال بدون حساب ، بينما يعاني الكثير من ابناء هذا الشعب وهي مازالت تقف عاجزة عن تلبيه ابسط احتياجاتها الاساسيه في ظل توحش مستويات الاسعار والتضخم . 

و لكن علينا ان نعلم ايضاً بأنه لا يوجد بلد يستطيع العيش بدون وجود طبقات متفاوته فيه ، فهذا  من سنن الحياه التي علي الجميع ان يدركها . 
المشكلة هنا  تكمن في ثقافه تعمد اظهار الثراء والمنظرة بلا مبالاة فيما يسببه ذلك من مشكلات اجتماعيه واقتصاديه قد تكون غير محموده العواقب  ، و هذا  هو الاساس في مناقشه هذا الموضوع. هذه الثقافه لا توجد الا في مجتمعاتنا العربيه ، فهناك في العالم من اهم اكثر منا ثراءاً و تجده يتعامل في منتهي البساطه والعفويه ولا يظهر ثراؤه ابداً الا في صفقات أو استثمار جديد . 
 وعلي العموم ثراء البعض من عدمه ليس من اختصاص عامه الناس فهذا رزق مقسوم ، وهناك من يتابع او يحاسب لكل ما هو غير مشروع وهناك ايضاً من يعمل ويكسب بصدق وامانه ويدفع حق الوطن كاملاً واصبح ثراؤه حقاً مستحقاً له يفعل به ماشاء . والجميع يجب ان يتعامل مع هذه الحقيقه حتي واذا كانت الغيره في بعض الاحيان مشروعه ، فمشروعيتها تتأكد عندما تكون عاملاً حافزاً لمزيد من الجهد والعمل وتقربك مما تراه من مستويات حياه افضل وأكثر ترفيهاً . و بكل تأكيد كلا منا يتمني ان يعيش في صوره جميله لائقه تحفل ببعض الترفيه والرخاء . 

واذا كان (الساحل) قديماً كان توجهاً استثمارياً جديداً في ذلك الوقت   ، فأنه مازال يمثل قبله لنفس الفكر ويبدو انه مازال يحظي بالاهتمام  الاستثماري الحكومي لهذه المنطقه. 
بين عشيه وضحاها ظهرت لنا مدينه (العلمين الجديده) بشكل خيالي مفاجئ لم يخطر علي بال الكثير منا . بها فنادق وشواطئ لا تجد مثيلها سوي في ( دبي) عاصمه التجارة والسياحة في العالم. لم احظ بزيارتها فعلياً ولكن كافه ما ينشر عنها ويصورها يوضح انها مشروع ضخم غايه في الاناقه والابهار ويبدو فيه طابع الجو السياحي الذي تسير عليه المعايير العالميه . علاوه علي تميز المكان الساحر الذي قلما تجد مثيله في منطقتنا . والمبهر ان كل هذا لا يمثل سوي المرحلة الاولي من خطة بناء هذه المدينة . ويكمن  الابهار بحق في ظهور هذه المنشآت الجميله والعملاقة بدون سابق انذار وفي فتره قصيرة وهو ما يدل علي وجود عمل جدي  ضخم في كافه ربوع مصر بدون ضجيج . 


ويأتي مفترق الطرق في مثل هذه المشاريع في مدي امكانية هذه المشاريع الضخمة ان تلأم جميع شرائح المجتمع وهو ما سيظهر في بالتأكيد في المستقبل . واتمني لهذه المدينة الجديدة الحديثة ان تكون قاطرة سياحية جديدة و ان نري فيها فروع توكيلات الماركات العالميه وخاصه السيارات والساعات والعطور والمجوهرات والملابس في مولات منطقه حره يتم بيع منتجاتها بالعملات الحره ونكون بذلك حققنا معادله صعبه بين رغبه الكثير في السفر الي الخارج وبالذات الي (دبي) من اجل تسوق الماركات العالميه وبين سياحه المصايف . و ستكون فاتوره الشراء هي بمثابه المخالصة الجمركيه طالما تم الدفع بالعمله الصعبه. و يكون حق الدولة من ضرائب و رسوم وايجار ايضاً بالعمله الحره . وهذا ما سيجعل المنطقة بحق قبله سياحية تجارية من الطراز الاول من الخارج ومن الداخل وستنافس بقوه الاسواق الخليجيه الناشئه في السياحه وخاصه سياحه الشاطئ والتسوق وستلبي رغبات الكثير من اغنياء الساحل في الشراء و توفير نفقات السفر والاقامه الباهظه  الي تلك الدول . 

ما زال( الساحل ) لدينا منطقة واعده مبهرة فيها كل مقومات السياحه والاثاره يعشقها الملايين علي الرغم من قسوة طقسها . وعلينا جميعاً ان نتقبل نعم الله علي عباده . فلكل نعمه سبب وعليها ايضاً من الحساب . فأذا كنت من رواد الساحل فهنيئاً بما تملك وأذكر نعمه الله عليك واتيه حقه في عباده . وإذا كنت مثلنا ممن لا يستطيعون اليه سبيلاً فهذا هو رزق الله و مقداره ولا تغضب ولا تحزن فلربما انت في نعمه يفتقدها من تراهم هناك . فالعالم يعج بالفقراء والاغنياء ايضاً .وكل صيف وانتم بخير،،  

#سقراط

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟