للاعلان

Sun,24 Nov 2024

عثمان علام

مجرد رأي…الدنيا حر يا عالم

مجرد رأي…الدنيا حر يا عالم

الكاتب : سقراط |

08:35 am 18/07/2023

| رأي

| 746


أقرأ أيضا: Test

مجرد رأي…الدنيا حر يا عالم 

 

 

اجواء غير معقوله تلك نواجهها في يوليو العظيم وتابعه اغسطس المخيف . شواظ من الشمس كمن تصب جام غضبها علي رؤوس العباد في كل بقاع هذه الكرة التي تعج بالحياة والحركة . لم نتعرض لمثل هذه الاجواء منذ عهدنا بتلك الحياة. لم نري مثل هذه الحرارة التي تحيط بنا في كل اتجاهات حركتنا .السيارة اصبحت فرن ينضج فيها الخبز بكل سهولة . البيت اصبح جزراً منعزله فغرفة التكيف تمثل جزيرة بارده تخرج منها لتجد لهيب ينطلق من الصاله او المطبخ . الشارع اصبح طريقاً الي جهنم تتصبب فيه عرقاً وتخرج انفاسك لاهثة ساخنة وتتحرك فيه قدميك على بساط من الجمر . 

 

ماهذا الذي يحدث ؟ السبب بكل بساطة هو غضبه واستياء الطبيعة مما فعله البشر بها . هؤلاء الاغبياء اقتطعو الاشجار ، دمرو الغابات ليقيموا عليها منتجعات ومباني خرسانية كئيبة . اقامو الصناعات التي تنفث سمومها في اجواء نتنفسها . عاثو في جوانب الارض فساداً فكان الرد قاسياً و هو ما نراه ونعانيه الآن.  لا سبيل الا المصالحة مع هذا الكوكب  بدون قيد أو شرط . واذا شاءت الطبيعه الاستسلام لها فبها . 


الكلام عن التغير المناخي اخذ من الاشكال الكثير . واصبح ما يذكر عنه  ديباجات تقال في المؤتمرات والاحتفالات ثم يذهب قائليها الى اوطانهم ليستمروا علي نفس النهج الذي اتو به . فعندهم ، لا صوت يعلو علي النشاط الاقتصادي ومصالح شعوبهم المادية حتى وأن ادى ذلك الى تدمير بيئة هذا الكوكب البائس . 


ولن اتجه الي جمل انشائيه تدعو الي ضبط اساليب التعامل مع المناخ و ما الى ذلك فكل الناس قد سمعت من ذلك وعنه الكثير . ولكني اتجه الى منظور اخر في معالجة هذا الموضوع وهو ان علينا ان نفهم جيداً  عدم انتظار المساعدة من احد في هذا المجال ، ولا نتيجة ترجي من ان تتعب قلبك وعقلك في مناقشات ستنتهي حتماً الي لا شئ . ولكن عليك ان تنقذ نفسك بنفسك في حدود بلدك و وطنك و علي الاخرين ان يتحملو وزر ما يقومون به ومسئولية اوطانهم وشعوبهم. 

 

و فيما يخص وطننا علينا ان نعلم وندرك تمام الادراك ان عودة ازدهار الزراعة التي كنا اسيادها قديماً واحد ركائز حضارتنا يجب ان تعود فوراً . الزراعة يجب ان تكون المشروع القومي لهذا البلد ، فهي قارب النجاه ضد عواصف اللهب والحر المميت  والجوع القادم . وهي ضمان الغذاء والاعتماد على النفس . وهي مورد اقتصادي هام من تصدير منتجاتها . 


لا اجد ( حلاً ) اخر في ظل متغيرات هذا العالم الثائر . فعلاوة على مشاكل المناخ القاسية ، تجد السياسة تطل برأسها هي الاخرى لتزيد الامور تعقيداً و معاناة . فها هي روسيا تحاول تركيع العالم بمنع تصدير الحبوب أو الدخول في معاهدات او اتفاقيات تخصها نتيجة لما تتكبده من خسائر في حربها الحالية مع جارتها اوكرانيا وحلفاؤها الغربيين . و نتيجة لذلك بدأت الكثير من دول العالم الاخرى المصدرة للحبوب التضيق علي البيع لتحقيق الامن الغذائي لشعوبها اولاً . وها هي اثيوبيا تغير توجهاتها من توليد الكهرباء الى الزراعة الشاطئية حول سدها اللعين على النيل الازرق الذي قامت بإنشائه بدون اي دراسه فنية متعمقه . لتجد مبرراً اقتصادياً لإنشائه بعد الفشل الذريع في توليد الكهرباء منه ، وبإيعاز بالطبع من بعض الدول التي ستستفيد من المحاصيل الزراعية التي سيتم زراعتها حول هذا السد . ويأتي هذا التغير لأدراك جميع الشعوب لندرة الموارد والمحاصيل الزراعية حالياً ، وان ابواب الجوع والمجاعات تدق ابواب العالم بعنف .  


كل هذا واكثر يمثل لنا جرس انذار عالي الصوت لنتعامل مع هذا الواقع الغريب الذي يتكاتف مع بعضه بطريقة منظمة ومخيفه ويهدد مقدرات حياتنا بدون اي مبالغه . 


يجب علينا ان نبدأ بخطوات ثابته وتوجه عملي في احياء نشاط الزراعة في بلدنا وتطويره وزياده رقعتنا الزراعيه ، علينا اولاً ان نتعامل بقسوة و عنف مع الجهلاء الذين يعيثون في ارضنا الزراعية فساداً فلم يعد هناك ترف التفريط في متر واحد منها . علينا سرعة الانتهاء من المشاريع القوميه العملاقة للزراعة الجاري العمل بها حالياً وان نستفيد ايضاً من كل متر متاح للزراعة في كل مكان بالجمهورية . يجب ان نولي اهتماماً للزراعات القائمة علي الامطار في سيناء والساحل الشمالي وان تقوم وزارة الزراعة بالمتابعة والارشاد لهم لتعظيم محصولهم وانتاجهم . يجب ان تدخل الزراعة الى حيز الاستثمار بأي وسيلة فأنها الملجأ الاخير لأمننا القومي . ويجب ايضاً ان تدخل حيز المشروعات الصغيرة للشباب بدون اجراءت وبيروقراطية معقدة. يجب ان تعود الحياة لترعة السلام و التي تخترق الصحراء حتى العلمين و ما بعدها .


واكرر ان ما نكتبه ليس مجرد جمل منمقه ولكنه خريطه طريق للسير في الواقع الذي نواجهه . العالم من حولنا لا يأبه بأزمات وجوع أو استقرار الاخرين . الجميع يفكر في نفسه وبلده فقط وليذهب الاخرين للجحيم هذه هي الحالة العامة الآن . و هذا هو الوصف الحقيقي للوضع العالمي الحالي . 

علينا بالزراعة والزراعة ولا شئ سواها . علينا ان ندخل هذا المفهوم لعقول وقلوب الناس ويبدا كل منا في زراعه سطح منزله حتي لو بنباتات الظل او بعض الزهور . يجب علينا مسانده الفلاح المصري الاصيل وامداده بأحدث تكنولوجيا لعمله بأقل سعر ممكن وأعاده احياء تعاونيات الزراعه التي تمده بكافه لوازمه. يجب ان نخرج من الادراج الاف الابحاث الخاصة بتحسين المحاصيل واستنباط الجديد منها . 

 

وبذلك ستخلق الزراعة بيئة حياة انظف وستمتص الكثير من الهباب الاسود الذي نعيش في اجوائه وتخلق اقتصاداً عميقاً متشعباً ونظيفاً .هي الامل الوحيد في سد جوعنا و هي من ستغنينا عن سؤال اللئيم . لا حل سوي ذلك . والا ستكون العواقب وخيمه . وربنا يسترها علينا وعلي الجميع . 
والسلام ، 

#سقراط

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟