12:33 pm 07/07/2023
| رأي
| 1273
تمر الأيام، تفترق بنا الطرق، نمضي في مسارات منفصلة، يطول البٌعد عن أماكن وأشخاص كنا قد إنخرطنا بالحياة معهم؛ فكان لهذا التأثير له ما له، وعليه ماعليه. ثم يحدث التحول وتهدأ ذوبعه المشاعر، فنجد البعض يتلاشي في الخلفية بينما يظل البعض الآخر محفوراً بمواقفهم النبيلة في الذاكرة.
بعد ابتعاد دام طويلاً، التقيت بأشخاص عديدة معاً، كانوا في دائرة أحداثي من سنوات الماضي. جري اللقاء بدون قيود، بدون التزامات، وفي اللقاء الثاني لما تلاقت الوجوه لاح في الذهن تتر مسلسل اللقاء الثاني:
(ولما تتلاقى الوشوش مرتين - ما بيتلاقوش يوم اللُقا التاني - عمر الوشوش ما بتبقى بعد السنين - نفس الوشوش - دي بتبقى شيء تاني) "سيد حجاب"
يا له من احساس، عندما تنظر لهم بعدسة أكثر وضوحاً وتسترجع شريط الحياه لمواقفهم. البعض منهم ازدوا تقديراً، محبه، وغلاوة بمواقفهم وإحترامهم، تجدهم يتبادلون التحيات ويتحدثون مع الجميع، متواضعين بوقار، يذكرون المواقف الطيبة السابقة التي جمعتنا معهم و يثنون عليك ويتمنون النجاح للجميع.
أما البعض الآخر أثار شعوري تجاههم بالشفقة وانطفأ بريقهم الزائف كما كان يٌخيل لي سابقاً. تراهم لازالو في ضلالهم القديم؛ في دائرتهم تائون، ناقمون، متجملون، متملقون، ممازحون وأحيانا متلصصون. علي سبيل مثال: وجدت من لازال يظن نفسه المبهر وكلما تحدث لتقديم نفسه، يقول انا مدير* ويعمل لدي عدد*من الموظفين، حتي انه نسي ذكر اسمه، موزعا بكروت منصبه الموجوده في حقيبته المحمولة الصغيرة دون ان يبادل البعض الحديث أو التحيه. آخرون متلصصون، ناقلي أخبار يسألون من هذا ومن ذاك، وغيرهم آخرون حدث ولا حرج.
أنه القدر. دار حديث في نفسي وشكرت الله ، فكان لابد من الإبتعاد، الذي يمحي عتامة البصر،يكسب النضوج ويجعلك قادرا علي قراءة ما حولك. فالبعض يستحق التلاشي والبعض الآخر عزز مكانته في القلب، لحديثهم الشيق الهادف الذي يزداد عذوبه بإحترامهم لأنفسهم ولغيرهم.
ماذا لو/ بعد سنوات التقيت بجيرانك السابقين، أصدقاء دراستك، زملاء عملك القدامي وكل واحد منكم اتخذ مساراً مختلفاً وتقلبت القلوب و تبدلت المشاعر. فهل ستكون نفس الوجوه وهل ستحمل لهم نفس المشاعر؟ مرارا وتكرارا سنرحل و يبقي الأثر.
(اللهم سدد في الخير مسيرتنا - واحفظ بين الخلق كرامتنا – وعطر بين الناس سمعتنا - وارفع عند الحساد مهابتنا - وبارك لنا في كل أيامنا - واختم بالصالحات أعمالنا).
إن قدر الله لنا في العمر بقيه، فربما لنا في الحياة لقاء .....