08:06 am 03/07/2023
| رأي
| 1642
لعبت الصدفة دورها المعتاد معي و غير المرتب في أن يمنحني الله عز و جل دعوة تمنيتها كثيرا في الآونة الأخيرة .. و صادف في أن يكون أدائي لمناسك الحج للمرة الثالثة أن تكون بين كل حجة و أخري عشر سنوات بالتمام و الكمال ، و إندهاشي لهذا التدبير الإلهي ..في أنني كنت علي مدي هذه المراحل الثلاث مختلفة في درجة استيعابي وانبهاري و هدوئ و عفويتي لما يحدث .
2003 كانت المرة الأولي ووهج الشباب وحنيني و إستعدادي لتعاظم المقومات النفسية و الجسمانية و الروحانية في أن أقوم بهذه الرحلة الإيمانية الرائعة التي أتاحت لي في أن أستكمل الركن الخامس و الاخير الذي يرتكز علي الاستطاعة بمعناها الشامل الجامع .
و في عام 2013جاء دعوة الرحمن لي للمرة الثانية و كنت امر آنذاك بمرحلة إنهزام و إنكسار دنيوي أطاح بهدوئ و سكينتي و توازني النفسي لتعيد لي هذه الاستضافة الربانية في ضيافة الرحمن أمان الاختلاء الذي أعاد لي التوازن في أن أستمر و أعبر هذه الانكسارات و الانهزامات البشرية من ضيق المحدود الي رحمة المولي بلا حدود .
و هنا في 2023مرت منذ ايام قليلة أعظم المناسك و كنت في رحاب و آفاق المولي للمرة الثالثة بعد أن أشتدت علي حلقات الابتلاء .. لتلوح لي البشري بأن أكون ضمن ملايين سعوا إلي عفو الرحمن و أشتاقوا إلي الدفعة الإيمانية لكي نستكمل بها الحقبة التالية من السنوات أو لربما الايام أو لربما الدقائق التالية لنختم بها سجلنا و قد شرفنا بالوقوف في المحفل العظيم و أسمونا ضيوف الرحمن .
كانت رحلة شاقة في كل مراحلها و لكن بمجرد الانتهاء من منسك تجد أنك نسيت شقاءه وتعبه بلا رجعة .. و تتهيأ بكامل عزيمتك لتنتهي من الاخر حتي تمام أداء المناسك و أداء طواف الإفاضة التي وجدت فيها شريط حياتي أمامي عندما تضيق الحلقات ثم تنفرج في ضياء و نور و راحة كأننا نطوف و نطير في سحاب بقعة طاهرة تقربنا إلي الجنة و تم الأداء و كل المني في القبول و حسن ظننا و يقيننا في الاستجابة و شمولنا بالعفو و العتق و المغفرة الا لشئ سوي لأنك تهب كل ذرة من كيانك لهذا المشهد العظيم .. و علي يقين بغفران المولي الرحيم .
كاتبة المقال .. مدير عام مساعد بقطاع البترول