08:24 am 24/06/2023
| رأي
| 1628
الشخص دائم النجاح والذي اعتاد عليه وأصبح جزء منه ولا يرى بديلا عنه لم يكن ابدا نجاحه هذا محض الصدفة او ناله بدون عزم ونيه وقرار منه هو بذاته...
فهذا الشخص هو من قرر النجاح ورفض الخسارة رفضا باتا، وهو يرى ان لاشئ يستطيع ايقافه مهما كان صعبا ولا شئ يستطيع أن يثنيه عن الطريق الذي اتخذه او اراده ولو حتى لخطوة واحدة... فمهما مر هؤلاء الاشخاص على عقبات - منها المؤلم او الموجع احيانا - ومهما واجه صدمة او ربما صدمات فمستحيل ان يُكسَر او يجعل ايا من تلك الاشياء تؤثر فيه سلبا ولو بنسبة بسيطة ،
ولكن هذا الشخص دائما ما يقف ويواجه ويقاوم بمنتهى الايمان، ويُكمل طريقه ومسيرته بمنتهى الثبات ، وربما يحقق اشياء اكبر بكثير من تلك التى واجه صعوبتها فى بداية الامر.
هذه الثقافة والرؤية ليست بالامر السهل او الهين ، فهى تحتاج لأشخاص أقوياء أصحاب قلوب نقية وايمان قوي بالله ثم بانفسهم...
فهذا الشخص يعتبر اي خسارة او اخفاق لأي شيء -مهما كان غالي او ثمين- هو شيء قابل للتعويض بشيء افضل منه بكثير، لأن هذا الشخص يعتبر هذه الخسارة ليست خسارة على الاطلاق...بل هي درس وخطوة مفيدة تفيده فى ما يليها من خطوات ، ويعتبرها درجة فى السلم الذي يخط عليه بقدمه ليصعد الى مكانه أعلى وأكبر وأهم من خلال هذه التجربة التي شكلا لم يكتب لها النجاح ولكنها اضافت اليه الكثير والكثير ليقف فى مكان أعلى واسمى مما كان عليه قبلها، ليرى الصورة بشكل أفضل وبرؤية أوضح ويبنى عليها ما هو قادم ليدرك معه نجاح أكبر وأهم وأكثر تميزا...
هؤلاء الأشخاص لا يوجد أصعب من هزيمتهم -بل هو أمر مستحيل- لانهم ببساطه مهما استغرقوا وقتا لتحقيق شيء ما ،ومهما تأخروا فيه إلا أنهم يدركوه في نهاية الطريق لا محالة... وذلك لايمانهم المطلق بالوصول ،فدائما ما يصل الانسان إلي المكان أو المكانة التي يرى نفسه فيها حتى ولو حاول الف مرة...
والاعظم من ذلك انه يظل يحاول ويتفانى ويجتهد ويبذل قصارى جهده ويسخر اكثر من ١٠٠ ٪ من طاقته في العمل حتى ولو كانت نسبة تحقيق النتيجه المرجوة لا تتعدى ١ ٪ ، فالإيمان بالوصول لا سبيل له إلا الوصول ، واليقين بالنجاح هو النجاح ذاته ، ولكن اليقين الأكبر بالنسبة لهؤلاء الأشخاص قبل ايمانهم بأنفسهم هو ايمانهم ويقينهم وثقتهم في الله سبحانه وتعالى وأن الله لن يخذلهم دائما وابدا...
لذلك...هذه هي رسالتي لك اليوم صديقى...يا مَن تقرأ هذه الكلمات البسيطة، عليك فقط بالسعي وعقد النية الخالصة لله سبحانه وتعالى، حاول عشرات المرات، لا تقف عند هزة أو عثرة أو أي عقبة فى الطريق مهما كانت،فربما كانت تلك العثرة لك لا عليك ، لا تلتفت لأي محاولة ايذاء من أي شخص مهما كان الخذلان او كانت الصدمة قوية...
اجعل مبدأك وثقافتك ألا تُكسَر ابدا مهما كانت المواجهات التى تواجهها، ومهما وجدت ما يُدعى "بالخسائر" لأنها ابدا لم تكن خسائر الا للشخص الذي إرتضى وقَبِل أن تكون في قاموسه...
فمهما كان فقدك لشيء مهم ،أو حتى لشخص مقرب الا أنه ربما كانت تلك الخسارة هي مكسب كبير وأنت لا تدري...
لذلك اقول لك بمنتهى اليقين التام أن "النجاح قرار"، ولكن أولا ثق فى الله وكن على يقين بعونه لك فى طريقك ثم ثق فى نفسك واعمل بجهد وحاول كثيرا بثبات ولا تيأس مهما واجهت فى مشوارك فحتما ستكون من الناجحين فالله سبحانه وتعالى خلق الارزاق وسخرها لمن يسعى وليس لمن يكتفي بالدعاء...
الكاتب والشاعر / أيمن حسين
مدير عام الإعلام بجهاز تنظيم انشطة سوق الغاز