الكاتب : سقراط |
01:56 am 20/06/2023
| رأي
| 1270
هاهي الايام تدور حول شمسها وقمرها . تأتي ومعها المناسبات كمحطات علي طريق الحياه الطويل ، و تأتي كل مناسبه بطقوسها وعاداتها و ذكرياتها ايضاً.
لا حياه بلا ذكريات ، الذكريات تاريخ وطريق للمستقبل تعود الايام والمناسبات في ميعاد لا تخلفه ، تأتي للجميع لا تفرق بين احد ، الجميع يحتفلون ويتذكرون فيها يهرع كل منهم الي ماضيه مع هذه الايام ، قد يتذكر افراد اسرته او ايام صباه واصدقائه و قد تتداخل ذكريات ومعاناه الدراسه والعمل فيما يعتمل في صدرك من احساس .
تبدو ايام المناسبات كومضة من صفو للنفس وبريق من الافكار والمشاعر النبيله بعيدا عما اعتراها من شوائب في ارض حياتك المزدحمه.
وتأتي ايام عيد الاضحي (العشر ) من اكثر ايام الناس تعلقاً وحنيناً . فيها حصاد عام من العمر قد لا يتجدد وتنتهي عند عتباته هموم ومشاق . تسطع شمسه في عشره ايام متتاليه معلنه الاقتراب خطوه بعد اخري الي الوقفه الكبري امام (ملك الملوك) الذي لا يعنيه سوي صفاء القلوب والخضوع لأوامره . هو اعظم مشهد في التاريخ اجتماع بدون ملابس رسميه او رابطات عنق ولا سيارات فارهه .لا يوجد لملك الملوك مكتب او مندوبين هو يملك كل شئ في كل شئ انه موجود في كل الاجواء حولك وفي خلال انفاسك ستجده في كل مكان تذهب اليه .
الجميع مدعو بدون تحديد او تمييز ، الميعاد موحد للجميع .. سيقابل الجميع في نفس الوقت ونفس اللحظه .
اكثر مافي ايام هذه المناسبه تحديداً هو الحنين والشوق لملايين الناس في ان يحظوا بالانتقال الي عتبات تلك المشاعر لحضور هذا الاجتماع الشريف ، وسوف تدهش ان الاخذين بأسباب الدنيا ونسو أو تناسو ملكهم وربهم هم اكثر الناس حنيناً وشوقاً للوقوف بتلك المشاعر والوقوف بين يدي مالكهم معتذرين مستغفرين وكيف لا وهو يعلمون انه لا يرد من يأتي اليه ابداً .
ايام لها رائحه مميزه تطلع الشمس فيها (عشراً ) كدقات ساعه نحاسيه قديمه تعلن قرب الموقف العظيم. الجميع يستعد هنا ومن هم هناك .. الكل مشغول فمنهم من يطوف ملبياً ومنهم من انشغل بالصيام والدعاء واخرين مهمومين بتحضير الهدي الجميل لله ونشر السرور بين الناس ، ومنهم من يقارع ذكرياته لعلها تعتصر بعض من رحيقها ما يجعله يعيش حلماً يستعيد فيه ايام من ماض لن يعود .
تلك (العشر ) لها اثر السحر في الناس ، هي (عشر ) واحده من اطوار عشرات الايام تلك التي تشكل جسد وقوام عام كامل من الزمن . هذه (العشر) التي نعيشها لها نسائم لا تعلم من اين تأتي وما هو مصدرها ، قد يكون منبعه شعور الناس المفعم بأهازيج الدعاء و التلبيه ، تلهفهم ليوم معلوم ، حنينهم ، ذكرياتهم المتجدده لهذه الايام .. قد يكون كل ذلك هو المصدر العجيب الذي يصيغ قيمه هذه (العشر) .
عشر من اللالئ تلك التي ترصع صدر عام بعد عام علي مر الازمنه . ينظر لها الناس بكل اجلال واعجاب . الكل يتوق الي ان يكون له نصيب في هذا العقد تبقي له رصيداً علي مر الزمن .
ها انت تتوق الي معرفه من اين تأتي تلك اللالئ تلك التي ترصع عنق اعوام هذا الزمان ، انها يا صديقي شموس هذه الايام العشر . هي جواهر هذا العقد الخالد تشرق كل يوم كا لؤلؤه ثمينه تكتمل عدتها(العشر) في يوم الاجتماع العظيم .تتجدد كل عام كغطاء البيت الكبير.
واليك ألان سرها وكيف تنال حلاوتها وبركتها ، فما عليك الا تنظر الي قرص الشمس داعياً مستغفراً في عشر اشراقات لها . لا تتعجب من ذلك فهي تشرق علي منزلك مثلما تشرق علي بيت الله في نفس الوقت بلا تفريق ، و عليك ان تتابع اكتمال جواهر هذا العقد يوماً بعد اخر بمثل اكتمالها فوق البيت العتيق . وأعلم ان البيت العتيق ينتظر اكتمالها ايضاً مثل انتظارك لذلك . فالبيت الكبير سيحظى بنسائم التجلي الاعظم عليه عندما ينظر الملك الي عباده ويتطلع الي قلوبهم ويري أهل السماء لهفه اهل الارض الي خالقهم و قد تسعد انت ايضاً ببعض من هذه النسائم تكون باعاً لك من الغفران والسكينه اذا كنت علي يقين من ذلك .
عليك بالتجربه وستري ،،
كل عام وانتم بخير
سقراط