الكاتب : سقراط |
06:07 am 30/05/2023
| رأي
| 1574
ترددت كثيراً في الكتابه في هذا الموضوع فهو شائك تحوطه محاذير متعدده، ولكن الواقع ينجلي عن هذه المشكله بلا مواربه وكلما اتجهنا الي مصارحه انفسنا بمشاكلنا ستظهر جدوي النقاش وتتبعها الحلول بلا شك.
دعونا نبدأ من احداث فيلم ( افواه وأرانب) للقديره فاتن حمامه والاستاذ ( محمود ياسين) هذا الفيلم عالج في أحداثه مشكلتين في غايه الأهمية. الاولي مشكله الانفجار السكاني وكثره الانجاب مع الفقر وهي مشكله سئمنا جميعاً من كثره تداولها والبحث والكلام فيها . فلا الشعب استجاب ولا الحكومه اتخذت قرارات في شأنها وهذا ليس هو موضوعنا في هذا المقال.
ولكننا سنناقش هنا المشكله الثانيه التي تصدي لها هذا الفيلم العبقري الا وهي العلاقة بين صاحب العمل بكل ما يملكه من ثراء ونفوذ وثقافة مع احد أبسط العاملين لديه وانجذابه للطرف البسيط حتي وصل الي مرحله الارتباط الرسمي بالزواج. و كما تري في احداث الفيلم الفوارق الاجتماعيه والثقافيه والماديه الهائله بين طرفي العلاقه ولا تدري تحديداً لماذا انجذب البيك الي خادمته وكيف ولماذا تولد الشق العاطفي في تلك العلاقه ؟ .
هذه المشكلة موجوده في المجتمعات الوظيفيه في اشكال متعدده ولها ابعادها واحداثها الدراميه والمثيره . نعلم جميعاً ان المجتمع الوظيفي حفل بالكثير من الزيجات الناجحه والفاشله ايضاً بين زملاء العمل ذوي الاعمار المتقاربة حيث يهئ تواجدهم مجتمعين خلال ساعات العمل ظروفاً مناسبه للتعارف و التقارب ينتج عنه ارتباطات متعدده اذا تآلفت القلوب واتفقت المصالح .
ولكن عقده الموضوع تحديداً تظهر بين أصحاب المناصب ومن يقومون علي أعمالهم من الشباب أو صغار السن، فصاحب المنصب مثقل بالهموم والمشاغل وتكون نفسيته بيئه مهيئه لاستقبال اي شعور بالاخلاص او الموده او التفاني في العمل وينظر اليها بتمعن ثم تتطور تلك النظرات الي التعود وقد تصل الي التعلق .
يشير علم الاجتماع ان اصحاب متقدمي العمر يعانون بنفس نمط المشاكل التي يعانيها حديثي العمر من المراهقين فمنها اختلال في العواطف وتسرع في اتخاذ الرأي والحاجه الي شريك يشعر معه بخصوصية او هروباً من الملل والروتين اليومي .
ولن اتوغل كثيراً في تلك المعاملات النفسيه فلا قاع للنفس البشريه بأحساساتها وتناقضاتها وتأثير العوامل المجتمعيه والاسريه عليها .
وعلي وجه العموم لم تجد مثل هذه النوعيه من العلاقات استساغه في كافه المجتمعات حتي في اعتي المجتمعات المتحرره فقد رأينا تأثير مثل هذه العلاقات وما اصاب الرئيس الامريكي كلينتون مع المتدربه مونيكا من مشاكل كمثال فما بالك بمجتمعاتنا الشرقيه المغلقه .
وسيجد مفهوم تلك العلاقه الكثير من التحليل واللغط في المجتمع المحيط بكل حاله فمنهم من يعتبر ذلك ( فراغه عين واستغلال للمنصب ) من صاحب السن الكبير ومنهم من يلوم وينعت الصغار (خبثهم واستغلالهم لنقاط الضعف الشخصيه ) لدي الكبار لتحقيق مصالح ومغانم وظيفيه وماديه .
أحترم رغبه القراء في عدم الإطالة ولكن هذا الموضوع هام جداً ولا حرج من مناقشه كافه عوامله وابعاده فهو يمس شريحه هامه من المجتمع وفيها الكثير مما يكتب ويحلل .
ولكن سأنهي هذه الكتابه قفزا الي رغبه صادقه في مساعده الجميع علي تلافي مثل هذه المشكله الحساسه التي تؤثر بشده علي كافه اطرافها . فلنعطي خبره وحكمه الايام دورها الصحيح للسيطره علي المشاعر المفاجئه وتقييم تلك العلاقات بشكل صحيح .
فأذا رأيت اجواء ضبابيه من الاستغلال وخلافه تحيط هذا التواجد فحاول الابتعاد وانهاء هذا التواجد بلباقه وحكمه فالتواجد اللصيق في حد ذاته هو وقود يومي لتلك المشكله فبذلك احترام للذات مهما بلغت قسوه التحمل ثم الي العمل الذي يهب السلطه والنفوذ .
اما اذا كانت العلاقه صادقه بالفعل بين الطرفين فأكملها في الطريق الصحيح والمشروع ولا جناح عليك فلا قول فيما شرعه الله . ولكن ابتعد بالطرف الاخر عن محيط العمل اللصيق ولتكن حياتك الخاصه ملك لك وحدك لا ان تكون قصه حاضره تلوكها الالسنه حتي و أن كانت شرعيه وهناك امثله كثيره في تحققت فيها هذه التوجهات والنصائح .
كنت ارغب في المزيد من التحليل لهذا الموضوع الهام ففيه الكثير من التفاصيل والمنحنيات وليكن دعونا نوجه النظر الي ذلك بقراءه سريعه ولتكن عنواناً مختصراً لا موضوعاً تحليلياً عله يكشف بعض المستور عن الأعين عند البعض أو يعطي انذاراً مبكراً للبعض الاخر . ولله في خلقه شئون .
والسلام.....
سقراط