للاعلان

Sun,24 Nov 2024

عثمان علام

مجرد رأي….الكيت كات ومنطق رفض الواقع

مجرد رأي….الكيت كات ومنطق رفض الواقع

06:39 am 10/05/2023

| رأي

| 997


أقرأ أيضا: Test

مجرد رأي….الكيت كات ومنطق رفض الواقع 

 

 

الحي الشعبي الجميل تبدو فيه روائح الزمن الجميل من عراقه ورقي . يموج بالشخصيات المصرية علي اختلاف انواعها ومشاربها . فيه انطلق الشيخ (حسني) الضرير بدراجته البخاريه وهو يتطلع الى الفراغ بدون ان يصيب احد بمكروه. 


هي شخصية جسدها المبدع (محمود عبد العزيز) في فيلم الكيت الكات. 

لم يكن هذا المشهد تحديداً نوع من ابتزاز الابتسامة من افواه المشاهدين ولكنه كان ذا مغزى عميق يهمنا جمعينا . 


فالبصر نعمة لا يعدوها او يتخطاها اي نعمه اخرى حظي بها الانسان . فأن فقدها اصبح معزولاً عن عالمه يعيش في دائرة محكمة من الظلام ويفقد نعمه تعاقب الليل والنهار . 


ويدركه الله قبل ان يعتريه الموت المحقق بنعمة السكينة والسمع المرهف ثم تأتي بعد ذلك نعمه  (البصيره) تلك التي تضئ هذا الظلام داخله وتجعله في تواصل مثير ومحير مع الواقع بل والمستقبل . 


هذا التواصل يجعله يرى مالا نراه ويشعر بما لا يدركه المبصرين. هي منحة ربانية لا شك فيها تمنح الامل في الحياه عند الذي فقد اهم مقوماتها وادواتها . 


وتأتي البصيرة مع العديد من الأحوال فمنها ما يأتي من إيمان عميق ويقين مطلق. ومنها ما يأتي من نفس صافية راغبة في الخير للجميع ومنها ما يكون عن خبره وحكمه في الحياة. وهذا النوع تحديداً جسده الزعيم (عادل امام) في فيلمه امير الظلام. . 


لم تكن البصيرة حظاً من حظوظ فاقدي البصر فقط  ولكنها وهبت للجميع بلا استثناء. ويأتي شعورها وتأثيرها على فاقد البصر بلا شك اقوي وأعمق. 

وعندما نراجع مشهد قيادة الدراجة لا نستطيع ان نصف هذا بالبصيرة فشخصية الشيخ حسني لم تكن متدينه او صالحه . ولكنها نوع من انواع رفض واقع الإعاقة مختلطاً بالاستهتار بالحياة نفسها بعد ان فقد الدافع العملي والعاطفي للاستمرار فيها نتيجة مشاكل متعددة. 


اذاً فليس كل ماتؤتيه من أفعال سواء كانت جنونية أو  عاقله ينم عن بصيرة ولكن يتحكم في ذلك العديد من العوامل المحيطة بك وطبيعة الشخصية في حد ذاتها .فلا كل ضرير ذو بصيره ولا كل ذي مقلتين فاقدها . 


بصيرة المبصرين قد تكون  نوع من  انواع الحكمه . وقد يكون لها ابعاد اخرى لا نستطيع ان نلم بها جميعها . ولكن ما نتيقن منه ان الإيمان والخبرة والهدوء وصفاء النفس هي تربه صالحة لنمو شجرة البصيرة  . 


وتكمن المشكلة الحقيقيه اذا ما فقدت مقومات انبات شجرة البصيرة عند البشر كافه . فيصبح المكفوف عاله على من حوله وتكون  طرقات عصاه البيضاء دليله الوحيد هنا وهناك ويتمكن منه شعور الخوف والتوجس في كل من حوله ويؤول كل ذلك الي شعور الانفصال والانعزال وعندها تقترب عتبات الموت منه . 
وتكون الواقعة اشد وطأة عند المبصر عندما تلتف حوله أهداب العناد والثقه الزائدة بالنفس او قل الغرور وعدم القدرة على سماع اراء الأخرين ، وانه بات من العالمين بكل شئ حوله وانه محور الحياة بقرارته أو افكاره . فهو مبصر بلا بصر ويقود دراجه حياته وهو غائب عن الوعي ، فلا هو مدرك ماحوله ولا من حوله يدرك انه كالاعمى ليأخذوا حذرهم  منه . 


هي الطامة عندما نفقد طرق الحكمه والتواصل ونعطل حاسة السمع من الاخرين الا مما تريد سماعه ويطربك ، وتنغلق علينا طرق التعامل مع الحياة وتجعلنا نعيش اليوم بيومه بلا هدف .  


البصيرة هي ضالتنا ويجب علينا جميعاً ان نعمل جاهدين للاقتراب منها وان نسقي نبتتها لتنمو شجرتها داخلنا . ستجد حتماً عندما تستظل بها شعور الاتزان والمسئولية وتدبير المستقبل قدر الاستطاعه وبها تنصلح موازين الحياة بمقاديرها وتكون احداث الدنيا وملماتها عند قدر استطاعتك وتحملك فلا فرح يدوم ولا مصيبه تبقي. 


واخيراً : استطلع هلال البصيرة داخلك فقد تراها في سماء نفسك ولتكن مناظيرها بالتخلص من العناد وإحترام اراء الأخرين وشحذ خبرتك في الحياة للتعامل مع الناس بثقة وصدق ولا تفتخر بعلمك فهناك من أعلم منك . 


غير ذلك فجميعنا سنكون قائدي دراجات الشيخ حسني ونهوي على بعضنا البعض . 

#سقراط .

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟