للاعلان

Sun,24 Nov 2024

عثمان علام

مجرد رأي: هم يبكي وهم يضحك

مجرد رأي: هم يبكي وهم يضحك

03:39 pm 05/05/2023

| رأي

| 1185


أقرأ أيضا: Test

مجرد رأي: هم يبكي وهم يضحك


هموم الدنيا سلسلة لا تنتهي من الأحداث والمواقف والصعوبات . 
لم يستطع البشر ترويض الدنيا لا بالمال او العيال . فأذا جاءك المال فأنت في هم و قلق المحافظة عليه وزيادته أو استثماره. وان لم يأت فأنت بائس ناقم حانق علي الدنيا وماعليها . 

 

وهناك نوع من الهموم الدائمه والتي لا تفارق غني او فقير . فتأتي كالقطار في موعده لا تتأخر عنه . فالشيخوخة وأمراضها هم واجب يتعرض له الجميع .متاعب الأولاد ومشاكلهم لا تفرق بين غني وفقير فلكل منهم نوعية المتاعب الخاصة به .هموم العمل لا تفرق ايضاً بين كليهما . 


هموم السكن فأن كنت فقيراً عانيت من تهالك المبني واحتياجه للترميم والمناقشات التي لا تنتهي مع السكان و الجيران . وأن كنت غنياً فهم تكاليف صيانته وحراسته واحتياجات اخري لا تنتهي لن تفارقك . 

 

اذاً فالهموم انواع وسلاسل متصله لا تنتهي منها ما يأتي اليك ساعياً، كوجوب القدر ومنها ماهو من صنعك وانت تعلم يقيناً انك متعرض له لا محالة . 

وتشتبك الهموم بالبكاء والضحك بصورة عفوية صادقة فكثير من الهموم المبكيات كانت من المضحكات . 

 

فعندما تري في موقف ما ان الغباء والفكر الضيق قد استحكم وبات سيد الموقف فلا تملك الا ان تبتسم اما حزناً او سخرية . 

وتأتي مبكيات و مضحكات الهموم  بشكل مختلف عند البعض والبعض الأخر بمنطق دراماتيكي في الحياة،  فالذي يبحث عن عمل يبتسم من عندما يسمع منك همومك في عملك فهو يتمناها . 

 

وفاقد الذرية يبتسم الماً وانت تشكو حال اولادك وعدم رضائك عن تصرفاتهم او تشكو كثرة الانفاق. هكذا فعندما تبكي انت هماً يبتسم الأخر  دهشة او حسرة لنفس الهم . 

منطق انساني مثير وغريب لا احد فيه يتمتع او يتعذب بصورة مطلقه .  والكل يعمل في اتجاه واحد فمن يريد الذرية مثلاً يظل مهموماً بالزواج حتى يتحقق له مراده وهو يعلم يقيناً بأن الذرية حمل ثقيل ومسئولية كبيرة وبالتالي همومها اكبر . 


ومن يريد سياره او منزل فهو يسعي جاهداً لامتلاكها ثم يبدأ في شكوي هم تكلفه صيانتها وتشغيلها . 


اذاً انت تعلم يقيناً بأنك سوف تختبر بالهموم وان معظمها ناتجة عن رغباتك وصنعك. 

 

وسيقول قائل هذا هو ناموس الحياة فماذا يمكن ان نفعل غير ذلك ؟ 

نعم كلنا يعلم هذا المنطق ولكنه يتوارى تحت شهوة الرغبات فنفقد التفكير والتخطيط للمستقبل حينما تبدأ الهموم في زيارتنا . 

 

عليك ان تدرك ذلك جيداً قبل ان تبدأ مشروعاً كبيراً في حياتك تم تنطلق بالشكوى من همومك . فعليك ان تعلم تماماً بانها قادمه وزائره لك في كل وقت وتصاحب كل تطلعاتك ورغباتك التي سعيت لتحقيقها وايضا مع كل مراحل عمرك المختلفه . 

 

هذا هو القصد وهذه هي الحقيقه . فأذا كنت من مدمني الشكوى بصفة مستمرة فستكون همومك من الهموم المبكية لك ، وستكون ذاتها المضحكه عند قوم اخرين . 

اصدقائي لا تظهروا همومكم وعالجوا مشاكلكم بتفكيركم وقدرتكم . ويجب عليكم ان تخططوا لهموم كل ماترغبوا فيه جديداً في حياتكم . وان تعلموا ذلك جيداً بل وتكونوا مستعدين له بنفس قدر استمتاعكم بما حققتموه او امتلكتموه حتي لا  تظل تبكي ويضحك الأخرين . 

 

#سقراط

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟