03:39 pm 05/05/2023
| رأي
| 1186
مجرد رأي: هم يبكي وهم يضحك
هموم الدنيا سلسلة لا تنتهي من الأحداث والمواقف والصعوبات .
لم يستطع البشر ترويض الدنيا لا بالمال او العيال . فأذا جاءك المال فأنت في هم و قلق المحافظة عليه وزيادته أو استثماره. وان لم يأت فأنت بائس ناقم حانق علي الدنيا وماعليها .
وهناك نوع من الهموم الدائمه والتي لا تفارق غني او فقير . فتأتي كالقطار في موعده لا تتأخر عنه . فالشيخوخة وأمراضها هم واجب يتعرض له الجميع .متاعب الأولاد ومشاكلهم لا تفرق بين غني وفقير فلكل منهم نوعية المتاعب الخاصة به .هموم العمل لا تفرق ايضاً بين كليهما .
هموم السكن فأن كنت فقيراً عانيت من تهالك المبني واحتياجه للترميم والمناقشات التي لا تنتهي مع السكان و الجيران . وأن كنت غنياً فهم تكاليف صيانته وحراسته واحتياجات اخري لا تنتهي لن تفارقك .
اذاً فالهموم انواع وسلاسل متصله لا تنتهي منها ما يأتي اليك ساعياً، كوجوب القدر ومنها ماهو من صنعك وانت تعلم يقيناً انك متعرض له لا محالة .
وتشتبك الهموم بالبكاء والضحك بصورة عفوية صادقة فكثير من الهموم المبكيات كانت من المضحكات .
فعندما تري في موقف ما ان الغباء والفكر الضيق قد استحكم وبات سيد الموقف فلا تملك الا ان تبتسم اما حزناً او سخرية .
وتأتي مبكيات و مضحكات الهموم بشكل مختلف عند البعض والبعض الأخر بمنطق دراماتيكي في الحياة، فالذي يبحث عن عمل يبتسم من عندما يسمع منك همومك في عملك فهو يتمناها .
وفاقد الذرية يبتسم الماً وانت تشكو حال اولادك وعدم رضائك عن تصرفاتهم او تشكو كثرة الانفاق. هكذا فعندما تبكي انت هماً يبتسم الأخر دهشة او حسرة لنفس الهم .
منطق انساني مثير وغريب لا احد فيه يتمتع او يتعذب بصورة مطلقه . والكل يعمل في اتجاه واحد فمن يريد الذرية مثلاً يظل مهموماً بالزواج حتى يتحقق له مراده وهو يعلم يقيناً بأن الذرية حمل ثقيل ومسئولية كبيرة وبالتالي همومها اكبر .
ومن يريد سياره او منزل فهو يسعي جاهداً لامتلاكها ثم يبدأ في شكوي هم تكلفه صيانتها وتشغيلها .
اذاً انت تعلم يقيناً بأنك سوف تختبر بالهموم وان معظمها ناتجة عن رغباتك وصنعك.
وسيقول قائل هذا هو ناموس الحياة فماذا يمكن ان نفعل غير ذلك ؟
نعم كلنا يعلم هذا المنطق ولكنه يتوارى تحت شهوة الرغبات فنفقد التفكير والتخطيط للمستقبل حينما تبدأ الهموم في زيارتنا .
عليك ان تدرك ذلك جيداً قبل ان تبدأ مشروعاً كبيراً في حياتك تم تنطلق بالشكوى من همومك . فعليك ان تعلم تماماً بانها قادمه وزائره لك في كل وقت وتصاحب كل تطلعاتك ورغباتك التي سعيت لتحقيقها وايضا مع كل مراحل عمرك المختلفه .
هذا هو القصد وهذه هي الحقيقه . فأذا كنت من مدمني الشكوى بصفة مستمرة فستكون همومك من الهموم المبكية لك ، وستكون ذاتها المضحكه عند قوم اخرين .
اصدقائي لا تظهروا همومكم وعالجوا مشاكلكم بتفكيركم وقدرتكم . ويجب عليكم ان تخططوا لهموم كل ماترغبوا فيه جديداً في حياتكم . وان تعلموا ذلك جيداً بل وتكونوا مستعدين له بنفس قدر استمتاعكم بما حققتموه او امتلكتموه حتي لا تظل تبكي ويضحك الأخرين .
#سقراط