11:59 am 02/05/2023
| رأي
| 1146
مجرد رأي…إذا كان ولا بد فلتصمت
لستُ من هواة التعليق على الأحداث في وقتها ولا مجرد الحديث لأن المناسبة تستدعي الظهور .
ولكن عندما تجد أن مناسبة (عيد العمال) أصبحت منصة للظهور وأستعراض الوجوه والابتسامات وتنتهي عادةً بأنتهاء اليوم نفسه . انتظاراً لنفس التوقيت من العام القادم فنجد أنه من الأهمية بمكان أن نستجمع قوتنا لنقول لهم ( أرحمونا).
الرئيس نفسه كان خطابه بسيطاً وبه قرارات مختصرة عملية تقف بجانب بعض الغلابة حتى وأن كانت بسيطة أو رمزية فهذا ماتستطيعه البلد في تلك الظروف .
أما أصحاب ابواق المناسبات فتجد كل منهم ينبري ليوضح أهمية هذا الموضوع وحب الشعوب للعمل وأخر يطلب ثورة في التعليم لتكون فرصة العمل جاهزة لكل متخرج .ثم بعد ذلك تحفظ تلك التصريحات الوردية في درج الثلاجة حتى العام القادم خوفاً عليها من الحموضه.
الوضع لا يتحمل المنظرة وطلب الأضواء من يريد ان يعمل فمنصة الأعلام هي المنصة الأخيرة في سلسلة العمل .هي منصة نتائج وأنجازات .
أما معامل الانتاج والفكر والتنفيذ فحوائطها الصمت والتركيز والدراسة .
من يريد ثورة في التعليم فليدرس الحاله الأقتصادية والأمكانيات المتاحة وليعلم أن سفينة مصر ثقيلة متخمة بالبشر والمشاكل البيروقراطية . مصر ليست حياً او شارعاً مثل بعض الدول التي تتباهي بشواهق العمارات والمباني فيها .
مصر عجوز كبير قابع علي وادي النيل منذ الاف السنين . قد يمرض ويترنح ولكن لا يموت . يزأر ويبتسم ويبكي ويتألم ولكنه يعيش .تدور عليه الأيام والليالي ولكنه(ساهر ) يفكر في ملايين البشر التي على اكتافه .
اذاً فعلى هؤلاء السادة ان يكونوا على مستوى المسئولية . اصدروا قرارا او ادرسوا قانوناً يكون تيسيراً على الناس افضل من الف تصريح. قومو بأعداد دراسات محدده بمعطيات صحيحه تأخذ كل جوانب العمل والمشاكل والتمويل وحاربوا لتنفيذها اذا كانت للصالح العام.
اين افكار انعاش الأقتصاد ؟ اين شحذ همم الناس ليكونو علي مستوي الأحداث.
اين النقابات العمالية ودورها في التوعيه وتكريس الجهود للأصطفاف ضد ما يحاك ضدنا من محاولات تركيع خسيسه يقوم بها الصديق لا العدو ! لماذا تتصدى القيادة وحدها لكل هذا ؟ ويقف المجتمع المدني متفرجاً ناعياً ما يحدث. ماهذا التكالب على اكتناز المعادن والمضاربة على العملة ؟
هل تعتقد ياهذا بأن ذلك سيكون لك عوناً في العيش اذا استحالت البلد خراب ؟ ماذا يفيدك لو حدثت الفوضي المزعومة ؟ هل ستأكل معدناً وسبائك؟
المشكله تكمن فينا . نحن سمحنا لنخاسي العمله واتباع الشيطان ان يتحكمو فينا بشهواتنا وخوفنا علي الحياه المرفهه . فليذهبو ببضائعهم المستورده الي الجحيم وعندها ستكون تلك العمله وقوداً للنار ليس الا.
مصر ليست دولة خيام او مخيم كشافه . مصر كبيرة جداً ولن تنهار حتي لو وصلت العملة الى الالف . فهذا بفعل فاعل ومؤمرات خونه محدثي نعمة بما افاء الله عليهم من نعمة لم يكن لهم دور او فعل فيها . ونحن بتخاذلنا نعطي لهم الفرصه تلو الفرصه.
ابناء بلدي العمال الاحرار والموظفين والشباب والعجزه .. لا تكونوا عوناً لهم علي بلدكم . واطمئنوا مصر لن تنهار ولن يفيدك قلقك وانما يفيدك عملك اياً كان وابتسامه المستقبل . ولا تنسى ان احوال وأهوال الدنيا تنقلب في غمضة عين .
ودعونا من العبارات الانشائيه ولكن علينا هنا ان ننشد القصائد والأهازيج لنتحمل ولنتباري في العمل وبذل كافة مانستطيع ومحاربة الأحباط وان تظل الأبتسامة علي الثغور فهذا يزيد الأصدقاء الأعداء غيظاً وكمداً وأعلم بأن بلدك هي الباقيه لك ولأولادك من بعدك لا المعادن ولا العمله .
قم بدورك وحاول ترشيد استهلاكك . قاوم كل ماهو مستورد ، لا تكتنز فربما تكون انفاسك في هذه الدنيا اقل بكثير لتسمح لك بأن ترى اثر هذا الأكتناز .
هذا هو القول في عيد العمل والعمال وغير ذلك فهو (منظره) .
#سقراط #حكاوي_علام