الكاتب : سقراط |
01:29 pm 17/04/2023
| رأي
| 1876
حلقات يكتبها: سقراط (24)
اسماء قيادات القطاع التاريخية تتواتر الي ذهني كالسيل المنهمر . لا اعرف في بعض الأحيان كيف اكتب لأروي عنهم جميعاً قصصاً من كفاحهم وعمراً انقضي في خدمة اعمالهم بعد ان ترجلو كالفرسان بعد عناء سفر ومشقه انفقو فيها سنوات وسنوات من خزينه عمرهم واجمل أيامهم .
شخصيتنا اليوم تجربة حياتيه فريده بقطاع البترول نقدمها لشبابنا وابناؤنا المستمرين في مواصله العطاء بعد ان وصلو لمحطه هذا الزمن الذي نعيشه ليتزودو بكل ماتحمله ذخيره وخبره وعطاء السابقين .
نحن هنا لسنا في موضع المدح والثناء علي الرجل -علي انه يستحقها بالفعل -ولكننا كنا قد وضعنا معايير محدده للحديث عن أي شخصيه بعينها . منها الخبره الكبيره والسيرة الحسنه وان يكون لهم مواقف ظلت في صفحات التاريخ وإنجازات اضافت الي بناء قطاع البترول . فيكون العرض والتحليل محققاً للمنفعه العامة وهو المقصد علي كل حال .
ووقع اختيارنا لهذه الشخصيه المعروفه للكثير من العاملين بقطاع البترول لنعرض تجربتها وما تتمتع به من مقومات أخلاقيه محموده يغلب عليها الاتزان والهدوء وحب العمل والحرص عليه ومعاصره العديد من الاحداث والمحطات الهامه التي مرت علي قطاع البترول في واحده من اكبر مؤسساته وكان شاهداً متفاعلاً معها .
كان أول من ترأس نيابة الأنتاج بالهيئه من العاملين بذات النيابه. فوجدنا ان الشخصية تحقق المعاييرالتي التزمنا بها في كتاباتنا . .
كان شاباً صغير يدخل متعثراً في خطواته الأولي الي صرح هيئه البترول العظيم لأول مره في حياته وهو يضع يده في يد استاذه ومعلمه واحد ابناء بلدته المهندس محمد الدالي . فهو قادم من اقاصي محافظة الجيزه في اول حدودها مع صعيد مصر .
مجتمعه ريفي بسيط يقوم علي احترام الناس والعلاقات الطيبه بين الجميع . هادئ تكاد لا تسمع صوته عندما يتحدث.
انبهر بجو العمل الضخم في الهيئه وهي تعج بالاسماء ذات الصيت والهيبه . فوجد المهندس احمد عمار والمهندس نسيم فرير والمهندس مسعد احمد والمهندس نصر عجيزه والاستاذ محمد علوي وعلي ميره ونبيل الجبيلي وأمجد غنيم . كتيبه كامله يصعب حصرها .
وكانت المشكلة الحقيقيه امامه ان كل هذه الاسماء وأكثر هم من اصحاب المقامات الرفيعه في الخبره والمناصب ولم يكن هناك من يصاحبه في مثل سنه الصغيره. فكان التعامل مع هؤلاء نوعا من المغامره بل والمخاطره . فمثلهم يجب ان تحسب حساباً لكل ما تقوله بدقه لأنه لا مجال للخطأ عندهم وليس لديهم متسع من الوقت للمناقشه والتفاصيل.
كانت صناعة البترول والأكتشافات الجديده في هذا الوقت في اواسط ثمانينات القرن الماضي في بدايه مراحل نموها و ازدهارها وكانت الشركات العالميه المشاركه للهيئه بالعشرات في مناطق مصرالمختلفه .
كانت الهيئه بمبناها الجديد تعج بالنشاط و مشاكل العمل ايضا. وجد نفسه في خضم هذا البحر المائج ولم تهتز قدماه وقد ابحر فعلياً الي اعالي بحار العمل هكذا وبدون سابق مقدمات .
لم يكن هناك امامه سوي وسيله واحده ، تحدث بها الي نفسه (عليك ان تهدأ وتتعامل وتسمع جيدا وتستقي خبره هؤلاء ممن حولك فهم خلاصه خبره العمل ) .
وتمر الأعوام ويقوي ساعد هذا الشاب ويصبح حلقه وصل مهمه بين جميع شركات البترول في مصر وقيادات الهيئه الكبار . كان يستقي المعلومات بكل هدوء ويفتدها ويحللها ويري ما بها من مشاكل ويضع لها مقترحات الحل ثم يدخل علي قياداته بكل هذا كاملاً مكتملاً.
بالطبع كان هذا اسلوب منطقي متين للعمل يصعب ان تجد مثله حالياً في الأجيال الجديده وبه نال اعجاب واحترام والأهم ثقه قيادات الهيئة والوزراء المتتابعين خلال اكثر من خمسه وثلاثون عاماً قضاها في القطاع معروفاً بدقه بياناته وسرعه استجابته لما يطلب منه وخاصه في الطروف الطارئه والتي تتطلب تدخلاً سريعاً او عرض الأمر علي القيادات الأعلي .
كان ايمن صقر هو احد اعضاء الجيل الأول لنيابة الانتاج بالهيئه مع المرحوم سيد عبد العاطي والمهندسة سحر الشافعي واسماعيل عبد العزيز وممدوح عبد السلام وأحمد انور ومحمد مدبولي واستقبلو الجيل الثاني بعدهم وكانو اشرف زغدان وابراهيم فتحي وامل زينه واسامه البغدادي .
هؤلاء كانوا من اوائل العاملين بألانتاج بتلك النيابه الهامه وعاصرو المهندس ايمن في مراحل عمله المبكره وحتي مراحل متقدمه قبل ان يتفرقو بالعمل في الشركات المختلفه.
ظل الرجل عاملا منضبطاً وعاصر العديد من رؤساء الهيئه ونوابهم في الأنتاج والأستكشاف والرقابه. وظل حصناً منيعا لكل نائب قادم يقدم اليه المشوره ويوافيه بالمعلومات الدقيقه التي تساعده علي إتخاذ القرار وكان همزه للوصل بين متطلبات الجهات الخارجيه من نيابه الأنتاج من بيانات ومعلومات. وأصبح أسمه معروفاً لتلك الجهات لدقه وسرعه اعداد تلك البيانات.
وتتوالي الأيام والسنوات والرجل عند عهده بالهيئه وقد اصبحت بمثابه البيت ولها نفس حرمته . وتعاون مع الجميع واصبح شخصيه أجتماعيه في عموم الهيئة يلجأ اليه الكثيرون للأستفاده من خبراته في العمل وبعض المشاكل الأداريه.
وتأتي ثمار الجهد والعرق والالتزام بتوليه نيابة الأنتاج بالهيئة بعد عمر طويل قضاه مكافحاً صابراً ملتزماً ليكون اول نائب يخرج من نيابه الأنتاج بالهيئه نفسها . فكل من شغل منصب نائب الانتاج بالهيئة كان في الغالب من خارجها.
تقلد رئاسة هذه النيابة الهامة العديد من الشخصيات البارزه وكان من اهمهم المهندس مسعد احمد مسعد والمهندس نصر عجيزه والمهندس ابراهيم صالح وحسن عقل والمهندس احمد فريد معاذ والمهندس علي ميره والمهندس مؤنس شحات لذلك فقد كان تولي المهندس ايمن لهذا المنصب مسئولية كبيرة فهو ابن هذه النيابة منذ ان وطئت قدماه مبني هيئه البترول وعمل مع كل هذه الأسماء وكان لزاماً عليه ان يكون علي مستوي تلك المهمه الثقيله.
وتميزت فترته بالمرونه والتفهم لمشاكل الشركات المختلفه فهو علي درايه بها وانتهي من العديد من الأمور الشائكه والتي كانت تؤرق بعض الشركاء الاجانب في ذلك الوقت .
وتوطدت علاقاته مع قيادات الشركات به فهو يعرفهم جميعاً من سابق خبرته بنيابه الأنتاج . وعلي الرغم من ذلك فقد كانت الفتره التي شغل فيها هذا المنصب من اصعب الفترات التي مرت علي الوطن في ذلك الوقت وفوجئ بتعيين البرقطاوي رئيساً للهيئة من خارج القطاع طبقاً لتوجهات جماعة الأخوان في عامهم العصيب .
ابدي الرجل عدم ارتياحه لهذا الوضع وطلب اعفاؤه من هذه المهمه . وبعد محاولات متعدده استجاب لها المهندس شريف اسماعيل وكلفه بنيابة الانتاج بشركة جنوب الوادي القابضة .
ابلي الرجل بلاءاً حسناً في تلك الشركة وطبق فيها نفس قواعد عمل هيئه البترول الحاكمه. وكانت جنوب مازالت ناشئه فكانت فترته ثريه بالعمل والنشاط.
رحلة عطاء طويله امتدت عبر سنوات عمل ممتدده من هيئة البترول الي جنوب الوادي ثم انتهت في ايجاس . وتأبي الأيام له الا ان يطوف بكافه مؤسسات القطاع قبل تقاعده حتي تكتمل دوره ايامه في العمل بكافة انحاء القطاع الذي احبه وقضي فيه عمره .
هبت رياح الحزن والتغيير عليه . فتعرض لحزن عميق بعد ان غيب الموت ابنته الشابه.ففقد جزء كبير من سلامه النفسي فقد كانت النازله فاجعه. وانزوي لبعض الوقت وقدر له المسئولين هذا ولم يحملوه اكثر مما يستطيع. ولكنه لم يفقد ايمانه وعلاقاته المتينه مع الكثير من زملاؤه وابنائه في القطاع ولم تنقطع الاتصالات بينهم وبينه.
تحية تقدير لواحد من قيادات قطاع البترول كان له اسم وتاريخ وذكريات لا ينساها من عمل معه.
ونقول له اعلم جيداً بأن الدنيا علي رجلين احدهما أختلف معك فأشتد عليك والأخر وافقك ورضا بك فكان لك ليناً مادحاً هذه هي الدنيا لن تتغير حتي قيام الساعه واعتقادنا بأنك قد وسعتها خبره وعلماً. ولا تختلف معنا في هذا .
والجميع يدرك مصابك وألمك ونحسبك صابراً محتسبا . فأن فعلت فهذا هو الظن فيك ومبلغ علمنا بك .
تحية لجميع نواب الأنتاج (الزمن الجميل)
وتحية مستحقه ايضاً للمهندس
(محمد طاهر ) ابن الهيئة البار في نيابه المشروعات فقد كان مع شخصيه المقال صديقين وسارا علي نفس الدرب فكان لزاماً ان نذكره بالخير والثناء.
ونذكر ايضاً المهندس العريق والمتجدد (علي ميره ) والذي اعطي لهيئه البترول سنوات طويله من عمره وكان أبناً من أبناؤها الأوائل و علامه مميزه من علاماتها وابلي فيها حسن البلاء ومازال متجددا يعطي حتي الأن متعه الله بموفور الصحة.
كنتم جميعاً عند حسن الظن منا ، فلا يسعنا الا ان نقدم شكرنا وإعتزازنا علي ماقدمتموه من جهدكم وعملكم لهذا القطاع الوطني الرشيد الذي مازال متجدداً في قمه توهجه و عطاؤه لهذا البلد الأمين بقيادة المهندس طارق الملا الذي اصبح بحق ايقونه التغيير والتطوير لهذا القطاع .
دمتم جميعا ،،.وكل عام وانتم بخير ورمضان كريم ،،
#سقراط #حكاوي_علام